قاسم محمد الخفاجي
السيد عمار الحكيم دعى السياسيين لاستبدال كلمة انا بـ نحن في نظرياتهم وتطبيقاتهم,هذه الدعوة أطلقها في يوم الشهيد العراقي على جماهير شهيد المحراب أولا ليكونوا قدوة للآخرين في سبيل خدمة الوطن والمواطن ، لاشك إن دعوات ومبادرات السيد عمار الحكيم جميعها تصب في خدمة الشعب العراقي ، والجميع يعرف إن عائلة آل الحكيم من أكثر العوائل العراقية التي ضحت وجاهدت وناضلت من اجل كلمة (نحن) وإقصاء ( الأنا ) .لنتطرق لموضوع الأناينة من الجانب السياسي فقط الذي تنعكس نتائجه على عموم الناس, ولو نظرنا الى الامر من النواحي الفلسفية والعلمية والمنطقية يجب ان تكون الاحزاب والحركات السياسية والديمقراطية بالذات متحررة من هاتين الصفتين, لأنها تتنافر مع التوجهات الديمقراطية ولكن لا تخلو بعض الاحزاب والحركات السياسية من وجود عناصر داخلها تدعي المبدئية و الديمقراطية لكنها في الحقيقة متشبعة بروح الأناينة والفردية.لا يخفى علينا بان كل حركة سياسية أو حزب سياسي عندما يدعي انه يقود تطلعات من يمثلون من قاعدة جماهرية ، يجب ان تكون المواقف مبدئية غير قابلة للمساومات، خصوصا اذا كانت تهدف للحفاظ على مصالح هذه الجماهير ولتحديد مستقبلها ،وان لا تصب في دائرة المنافع والإغراض الشخصية وحب الأنا الذي يقود الى التسلط والدكتاتورية والمتاجرة بالقضايا المصيرية دون الأخذ بنظر الاعتبار أراء الغير .كما ان تصرف السياسي محسوب في كل خطوة يتخذها وهناك الكثير من السياسيين في مواقع متقدمه فقدوا مستقبلهم السياسي بسبب أخطاء ارتكبوها, لان بناءهم السيكولوجي والفكري لم يكن ضمن القواعد الصحيحة لتسأمهم بصفات لا تحترم العمل السياسي ولا تحترم مسيرتهم لأنهم ابتعدوا عن مبدأ العمل الجمعي( نحن ) ، وفضلوا الاناينة والفردية على التواضع واحترام حقوق و أراء الغير، وفي نفس الوقت تسببوا في إلحاق الضرر بقاعدتهم الجماهيرية التي وضعت فيهم كل ثقتها لكنهم لم يحملوا تلك الأمانة بصدق ، وذهبوا لتحقيق منافع شخصية تدر عليهم بالربح الوفير او لضمان منصب معين مستغلين مواقعهم السياسية وعلى حساب المجموع.هكذا أمور قد تحصل فعلا على الدوام ولم توضع حلول جذرية لها لذلك نرى ان هذه الظاهرة المدانة التي تمر دون أية معالجة وتكون الغالبية هي المتضررة ويكون الانسان المبدئي الملتزم بمبادئه مهملا و مهمشا هذه حقيقة يعاني منها الكثير ممن لديهم المصداقية والاخلاص, ان يكونوا في مستوى المسؤولية بعيدين كل البعد عن كل مغريات الحياة المادية لكننا نراهم مهمشين ودورهم محجم في أداء أية مسؤولية.أراد السيد عمار الحكيم من خلال دعوته هذه ان يأخذ كل ذي حقاً حقه وان العمل الناجح أي عمل كان سياسي أو غيره هو العمل الجماعي ( نحن ) وليس الـ (انا) الفردية التي لا تبني .
https://telegram.me/buratha