وسمي المولى
منذ سقوط السلطة السابقة وانسحاب ازماتها على مرحلة التغيير مضافا اليها ازمات تداعيات ذلك السقوط ونحن نسمع التبريرات تلو التبريرات والتي صارت مملولة مقرفة لا تقنع الاطفال ولا المجانين.ومن بين هذه الازمات الملازمة لأزمة الامن والبطالة أزمة "الكهرباء"!. التي صارت حديث القاصي والداني ومثارا للتندر والسخرية وموضعا للشك والادانة.اذ لا يعقل ان بلدا بمثل امكانات العراق المادية وطاقاته البشرية تستعصي عليه معالجة الطاقة الكهربائية لمدة تسع سنوات -بأستثناء سنوات السلطة السابقة التي كانت تبرر ذلك العجز بحالة الحرب والحصار الاقتصادي- مع وجود كل هذه الامكانات والبدائل.لقد سمعنا الكثير عن مفارقات نهب وتبديد وتبذير واختلاس المال العام، وعن عجائب الطرق التي يمارسها خونة الامانة في اخفاء عار افعالهم وتمرير مشاريعهم التخريبية، غير اننا نظل بين شك ويقين وظن، وفي احيان كثيرة نعد الخبر اشاعة او افتراء او مبالغة. لكن التصريح والادانة حين يصدران عن مصاديق مسؤولة لا يرقى اليها شك ولا يليق بها القاء التهم جزافا، هذه الادانة بمثابة الصك المصدق والسند المعتمد بلغة رجال القانون والحديث المتفق عليه بلغة الفقهاء. فقد اعلن الشيخ جلال الدين الصغير وهو قيادي البارز وامام جمعة ، اعلن ومن على منبر خطبة الجمعة وامام الفضائيات يوم 30 ايار 2008 بأن وزير الكهرباء طلب مبلغا مقداره "500 مليون دولار" ليزود بغداد بالكهرباء لمدة "13 ساعة باليوم" وخلال ستة اشهر, ومضت الشهور ولم يتحقق الوعد وحين سئل الوزير عن السبب انكر استلام المبلغ الذي طلبه ولذلك لم يستطع تنفيذ وعده لكن وزير المالية اكد تسليم المبلغ المذكور لوزارة الكهرباء وفق وثائق رسمية!.الحالة الثانية التي تخص الكهرباء: تبرعت ايران بمحطتي كهرباء بأمكانها تجهيز اربع محافظات "النجف، كربلاء، الديوانية، الحلة" على ان تهيء وزارة الكهرباء الارض اللازمة لنصب تلك المحطات، وبعد مضي عدة شهور ناشدت اطراف عراقية الجانب الايراني بضرورة الاسراع بتجهيز تلك المحطات، فأكد الايرانيون على انهم ومنذ الاسبوع الاول ولحد الان يلحون على وزارة الكهرباء بتهيئة الارض لنصب المحطات والوزارة تلتزم الصمت!. وبعد ان تبرع بعض التجار والموسرين في محافظة النجف بتلك الارض بدأت اعمال مسحها استعدادا لنصب المحطات وقد مضت الشهور من عمر العراقيين هدرا كسابقاتها.الحالة الثالثة التي رواها الشيخ الصغير: انه التقى احد شيوخ المملكة العربية السعودية وقد اخبره بجمع مال مقداره "450 مليون دولار" كتبرعات لغرض انتاج الكهرباء ولكن وزير الكهرباء يرفض استلام المبلغ فاتصل الشيخ الصغير بوزير الكهرباء الذي انكر الحادثة فارسل الشخص الذي يحمل صكوك المبلغ للوزارة فلم يستقبله احد وحين عاد للشيخ الصغير واخبره بذلك الامر استغرب كثيرا فاتصل بوزير الكهرباء الذي رد على الشيخ بأن المبلغ قرض ولا حاجة لنا بالقرض فقال الشيخ الصغير ان الاوراق امامي وهي تؤكد ان المبلغ تبرع!.ومن باب الشيء بالشيء يذكر، فان السيد احمد الصافي وهو ممثل معتمد للمرجعية قد كشف قبل فترة -عن صفقة اكدت فشل وسوء ادارة وزارة الكهرباء تمثلت بوجود قطع غيار لمحطات كهربائية كبيرة موجودة على الاراضي الاردنية منذ عدة سنوات استوردتها وزارة الكهرباء بملايين الدولارات ولم تجلب لحد الان للاستفادة منها، وطيلة هذه الفترة يدفع العراق للاردن "22 مليون دولار سنويا" كبدل ايجار مقابل الارض التي خزنت عليها تلك المواد حيث يراد لهذه المواد ان تتلف وتنتهي صلاحيتها كي يستورد غيرها!. الادهى من ذلك ان العراق اراد ارجاع هذه المواد فطالبت الشركة بمبلغ "800 الف دولار" لقاء اعادتها!.بعد ذكر هذا الغيض من طوفان هذه الفجائع كيف يكون شكل التخريب ؟! اين ذهبت كل تلك الملايين من الدولارات؟! ماهو لون الارهاب المقنع؟ من وراء هذا الاصرار على حرمان العراقيين من اهم واخطر المفاصل الحيوية المتمثلة بالطاقة الكهربائية؟!.متى يتم استجواب المقصرين والمتسترين عليهم امام الرأي العام؟!.
https://telegram.me/buratha