المقالات

إما المرجعية أو الحكيم.. وإما بايدن او الإنزلاق

666 13:59:00 2012-06-05

بقلم: عمار آل عيسى

يوشك العظم ان يُكسر, وكثير مما يُخشى اصبح على مرمى العصى, فما يقترب من الانفجار في العراق اليوم ليس مشكلة سياسية تقليدية, انها ازمة حادة تخاطر بكثير مما بُني بشق الانفس على مدى اربعين سنة . فـ " العراق الجديد " ليس وليد 2003, انما وليد عقد الستينات التي اعقبت إلباس السلطة في العراق البزة العسكرية, فاصبحت مزيجاً من لون واحد, لقومية واحدة, لمذهب واحد, وربما لعشيرة او قرية واحدة, واستمرت دائرة الاستئثار بالسلطة ضيقاً, حتى طرد الاصهار منها. سمة السلطة تلك - التي لا يمتاز بها العراق وحده, وان تنوع اثنياً اكثر من جيرانه – افرزت موقفاً سياسياً متحدياً تمثل بالوقوف الشيعي الكردي بوجه السلطة, ليؤسس لمستقبل عراقي مرتقب, مرغمٌ على احترام التنوع العراقي, فكان عام 2003 هو المخاض الذي انجب الوليد بيد قابلة امريكية ليس الا . ان ما يعيشه العراق اليوم مشابه من جانب لتلك المرحلة, ويقارب – من جانب آخر – الارباك الحكومي ابّان العهد الملكي, الذي تمثل بتشكيل اكثر من 50 حكومة خلال فتره 37 سنة؛ فسحب الثقة اليوم يعني ازمة بلا حدود ولا ثوابت, فرط للتحالفات, وتحالفات جديدة آنية ركيكة ليست من النوع طويل الامد, وهي بمعركتها اليوم اذا ما انتصرت لم تحقق اغلبية مريحة, وذلك يعني مزيداً من الارباك, والواقع الاقليمي في اشد مخاض له على مدى العقود الثلاث الاخيرة, وانهيار سلطة عراقي هو اخر ما يحتاجه العراق في هذه المرحلة .اذا ما اخفقت قوى اربيل فهي تعطي رصيداً مجانياً للمالكي وحكومته التي ستبدو اكثر ثقة بالنفس مما مضى .. مما سيدفعها للامعان بكل ما انتهجته في السنوات السابقة . سياسة معسكر الحكومة ( الاستعدائية وغير الاحتوائية ) هي التي افرزت اجتماع اربيل, واجتماع اربيل يؤسس اليوم لانزلاق سياسي, لا يُنتظر انقاذه الا من ثلاث شخصيات فقط, فقوة ( الاحتواء ) لا يمتلكها في العراق الا هؤلاء.اولها مرجعية النجف الاشرف متمثلة بسماحة السيد السيستاني, الذي تلوذ الحكومة بجمهوره, وبحياديته التي لا تجعله بالمطلق مع خصومها في اقل تقدير, وان كان قد سبق مجتمعي اربيل في انتقاده الحكومة وتأشير اخطائها وغلق الباب بعنف بوجهها, والمرجعية عامل الاحتواء وصمام الامام الاساس في عراق ما بعد البعث, ولكلمتها وقعٌ خاص برغم انها نأت بنفسها عن اي دفاع او تبرير للسلطة. الثاني : هو مام جلال الطالباني رئيس الجمهورية, وقد تخلى نسبياً عن الاستمرار بنفس النهج بغض النظر عن الاسباب, وتجلى ذلك بتقديم استقالته كورقة بيد المفاوض الكردي, ولا اعتقد ان بامكانه المداراة للمالكي اكثر مما فعل, لكنه على الاقل سيكون عاملاً مساعداً مهماً لاي مشروع انقاذ . الثالث : هو السيد عمار الحكيم, وهو طرف النزاع السابق مع الحكومة, الا انه لم يكن من المتحمسين لاجتماع اربيل برغم ما نقل من الالحاح الكردي, وهو اليوم طوق النجاة الذي سارع المالكي للتشبث به بمجرد ان لم يذهب لاربيل, والحكيم في ذات الوقت يمثل مع الاكراد التحالف السياسي الاكثر تماسكاً في السياسة العراقية, وله مع العراقية صلاة ومواقف ايجابية مهمة .العراق اليوم بحق بحاجة لمشروع انقاذ فوري لضيق زمن الفرصة, فإما السيستاني او ومام جلال والحكيم, واما جو بايدن .. او الانزلاق الى هاوية تودي بالتجربة العراقية الى خطر المجهول .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حمدي سلوان
2012-06-06
اذا الله يحبنا السيد الحكيم يستلم السلطات كلها وهو يوزعها بمعرفتا للاهثين وراءها وانا متاكد سيعطي الرجل المناسب المنصب المناسب كاااااااااااااااااااااافييييييييييييييييي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك