المقالات

العراق بين حمى فصلين العشائري والسابع

617 16:57:00 2012-06-05

جميل الهادي

لاشك إن سياسيات المقبور صدام قد وضعت العراق في أسوء المواقف وأكبرها تكلفة و أكثرها تبعات والتي لا زالت أثارها السيئة واضحة المعالم في حياة العراقيين و قد تستمر لسنوات طويلة أخرى , لكن والحمد لله انتهى عهد الطاغية ومن المفروض أن تبدءا نهاية نظامه ومن ثم وبشكل اتوماتيكي أثار تبعاته .فاحتلال النظام للجارة الكويت قد رهن العراق بيد الإرادة الدولية وبصورة أدق إلا دارة الأمريكية عندها دخلنا في غياهب ومتاهات الفصل السابع فالخروج من الكويت لم يكفي المجتمع الدولي والحصار الاقتصادي كذلك ولا حتى الإطاحة بنظام صدام , فالتقرير الأخير لمجلس الأمن الدولي أكد فيه إن العراق غير جاهز للخروج من الفصل السابع بسبب عدم وضوح المشهد السياسي وكذلك عدم اتفاق قادته والذين بدورهم يعبرون عن وجهة نظر قومياتهم وطوائفهم وعائديه المناطق المتنازع عليها لم تحسم بعد مما ينذر بحرب قومية او طائفية كما إن الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة قد وصل إلى مديات خطيرة تجاوز فيه أكثر الدول فقرا وتخلفا في العالم .ومن خلال هذه المعطيات لازال العراق يمثل خطرا على جيرانه والمجتمع الدولي رغم إن التقرير قد غض الطرف نوعا ما وربما بشكل مقصود عن النظام الاجتماعي الجاهلي الذي يحدد مسار ومستقبل الكثير من أبناء العراق فرغم إن الإسلام المحمدي الأصيل ومنذ أربعة عشر قرن ونيف قد ألغى الأعراف القبلية والعشائرية التي تخالف الطبيعة الفطرية لحياة البشر وتثير الفوضى وتشيع الظلم في المجتمع وبالمقابل قد أبقى وشجع العادات والأعراف الحميدة .لكن وللأسف الشديد ما زال العمل جاري بما هو سيئ من تلك العادات والأعراف والعمل بقوانينها النافذة والسارية المفعول والجميع خاضع لها , فمن ابسط الحوادث العفوية مرورا بجرائم النصب والاحتيال وصولا لجرائم القتل والاغتصاب عليك وقبل كل شيء تحضير وإحضار العشيرة والمبادرة الأولى يجب ان تتخذها هي ومن ثم الكل يأتي بعدها,فمن الممكن تجاوز قانون الدولة ونظامها لكن لا يمكن تجاوز العشيرة وأبنائها فحتى الرجل المثقف والمتعلم والعلماني والسياسي أصبحت العشيرة أحدى واهم مصادر قوته والتي من الممكن أن يستعين بها على منافسه أو عدوه. وقد كتب احد هم مخاطبا رئيس دولته.احذر فعندما يتركك الناس خلفهم ليس لانك ضعيف بل لان هناك قوة قد ظهرت اكبر منك , ونحن لا نريد قوة تضهر اكبر من قوة القانون والذي يطبق بعدالة على الجميع.

فما دمنا لا نستطيع الخروج من هذا الفصل الجاهلي البشع والذي ارتضينا الدخول فيه فنعتقد إننا لن نستطيع أبدا الخروج من الفصل السابع.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صباح المهاجر
2012-06-06
لازال الوضع الامني غير مستقر والاسباب كثيره واهمها الارهاب ثم الفساد بكل اشكاله ومن ضمن اشكال الفساد الفصول العشائريه واذا اراد احد ان يبلغ عن حالة فساد فان عشيرة الفاسد ستكون بلمرصاد ويتحول المخلص الى متهم والمتهم والقاسد والسارق والمغتصب الى حمل وديع ومضلوم وهناك عشرات او مئات الامثله على ذلك واعرف سارق وقد حكم عليه ولم يتم التنفيذ ويصرح السارق القانون تحت حذائي ان موضوعي خرج من يدي واصبح عند عمامي فمن لديه شئ ليذهب الىيهم
احمد
2012-06-05
ان الاعراف العشائرية تخالف جملة وتفصيلا شرع محمد وال بيته الاطهار صلوات الله عليهم وهي سبب استفحال الجريمة والارهاب لان القاتل يفلت من جريمته بحفنة من الدنانير كفصل عشائري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك