عبد الكريم ابراهيم
يدورُ جدل الاقتصادي حول نية البنك المركزي العراقي حذف اصفار من العملة من اجل تحسين قيمتها الشرائية مقارنة بالعملات الاخرى ولاسيما الدولار الامريكي. ومن جانب آخر تشترط دوائر المرور تسجيل بعض انواع السيارات تسقيط القديمة وتجريدها من رقمها ما رفع اسعار بعض السيارات التي اكل الزمن عليها وشرب، فعادت الحياة الى سيارات (موسكوفيج، الفيات، النصر، لادا، كرونا) وغيرها بعد ان ركنت في ساحات الوقوف و(كرجات) البيوت بانتظار الانتقال الى مقبرة السيارات القديمة. ورغم ان مصيرها كان نفس هذا المكان لكن بعزة ودلال وحُملت على اكتاف الراحة من اجل رقمها ليس الا! .هذان الموضوعان ذكراني بمعاناة رجل صادفته في السيارة - قبل ان يصدر قرار حكومي استثنى اصحاب العقود من شرط العمر - وهو يتحدث عن قضيته التي لايمكن حلها الا عن طريق حذف سنوات من عمره او تسقيط مواليده بعد ان اصبح ليس ذا فائدة. مختصر حكاية هذا الشباب- الكهل في نظر القانون الوظيفي- الذي تجاوز 38 من العمر انه حصل على وظفية مناسبة بعد تدخل اهل الرحم والاوراق الخضراء، لكن اصطدم بمشكلة عويصة ليس لها حل سوى ما ذكرته سابقا. المشكلة ان قانون التوظيف لايشترط في المتقدم ان لايتجاوز من العمر عن 35 عاما. ارتفع صوت الرجل وهو يقول: ماذا أفعل، العسكرية والحروب والحصار اخذت عمري كله؟ قلت ان هناك طريقا واحدا اخذ فكرته من البنك المركزي وحذف اصفارا من العملة: لماذا لا تحذف رقما من مواليد؟ استهوت الفكرة الرجل وقال ليت يكون ذلك. تدخل احدهم مقدما نصيحة وقال: اخي، لا يوجد حل سوى ان تسقط مواليدك كما يحدث للسيارات القديمة! اجابه بكل سرور على مقترحه: السيارات تسقط من اجل رقمها ولكن ما يفعل برجل اصبح سكرابا ولا يوجد فيه شيء يعمل الا عن طريق الادوية. اما هذه الحال ما على مديرية الجنسية حذف عشر سنوات على اقل تقدير من عمر كل عراقي وربما النساء اكثر من غيرهن تأييدا لمثل المقترح الذي قد يجعل الباب موصدا واملا يلوح في الافق والله من وراء القصد.
https://telegram.me/buratha