المقالات

يـاسـاده يـاكـرام يبقـى العـــراق على مــا يـــرام

608 18:20:00 2012-06-06

عبد الرزاق الكاظمــي

بالأمس وعندما كنا جميعا بالمعارضة اي قبل أنهيار النظام وسقوط طاغيته وفي كل حواراتنا ونقاشاتنا وحتى خلافاتنا كنا جميعا نراهن ونصر بقوة ولازلنا رغم تبدل الحال والاحوال بل ونؤمن على اختلاف مللنا وتوجهاتنا بأن (العراق) وحالما يتخلص من الطاغية سوف يعود عاجلا أم آجلا الى ألقه القديم او الى وضعه الطبيعي وسوف تعود اليه عافيته وكل ما خسره زمن الحقبة الصدامية بمعنى انه سوف ينهض ويعود الى ما كان عليه بالامس كدولة محورية وككيان له حجمه ودوره وبصماته( التي لايمكن ألغائها او انكارها مهما كان نوع الخطب ) بالرغم مما به وعليه وهي وبكل المقاييس ثقيلة وجائرة ولو قيض لبلد ما او اي امة من الامم ان تمر او تعيش بذات الظروف او بذات الطاغية لما نهضت مجددا ولما تكررت مزاياها مرة أخرى.

وبالطبع ان اجماعنا وبالذات في هذه المراهنة وفي أجواء قاتلة وتبعث على الاسى ليس لاننا او بعض منا متفائل دوما وحوله من يعاضده ويقدم له ما قد يساعده على الثبات والمقاومة ويذكره بحتمية انتصار الدم على السيف حتى ولو بعد حين . نعم قد يكون لها فعل وقد يكون لها قوة دفع وما الى ذلك ولكن وبأختصار شديد نقول لان العراق هو العراق .صحيح بأن السنن تؤيد ذلك وبالذات منها ما مر بالعراق او زارته كصديق او غريم عبر تاريخه الطويل وهي تعزز وترجح بل وتعلن عما هو من المسلمات خاصة اذا تكررت ذات الظروف . المهم ان العراق وعبر تاريخه الموغل بالقدم والذي شهد وانتج حضارات وامبراطوريات وممالك وقدم العديد من الانجازات التي تسمى به دائما سبق وان عاش ظروفا ومر بما لايحصى من المحن والتقلبات وربما أكثر وقعا وشدة ومآساوية مما مر به زمن الحقبة الصدامية والتاريخ وقبل ان يكون راويا لنا كان شاهدا فقد شهد ونقل لنا الكثير مما يشير الى ذلك وبالتفاصيل الممله . لذلك نقول ليس بغريب عليه هذا النوع من الظروف او الحقب التي قد تكون مختلفة في بعض كمها ونوعها ولكنها هي هي بالنتائج. فالحجاج مثلا قد لايختلف عن صدام سوى بفارق الاسم او الزمن اوأدواته وان الاخير قد لايختلف هو الآخر عن ابن زياد وابن ابيه بل وحتى مع ما يسمونه بالنمرود ما عدى كما قلنا بالاسم والزمن ووسائل القتل او ادواته .. ما يهمنا هو ان نقول من هذا العرض هو ان العراق لم يتأثر كثيرا ولم تتضعع اركانه ولم تضمحل عوامل القوة فيه وهي متنوعة بل ولم يمت مطلقا مثلما أرادوا وحشدوا . نعم انه قد يتعرض للاذى وقد يعتل مؤقتا وقد يعيش ظرفا مزعجا وأوقاتا عصيبة والى حد تكثر فيه الاقاويل والتكهنات والمشاريع وحتى الثأرات وينبري من هذا الجمع من يتجاوز ويتطاول ويذهب بعيدا في عنته .

وقد شهدنا بعد السقوط كل هذه الفصول والصور ومع ذلك نقول ليس بغريب . فكل الامم والشعوب التي حكمها الطغاة قد عاشت ومرت بذات الظروف التي مر بها العراق سواء كانوا بالحكم او بعد سقوطهم مباشرة . وهاهي دول ما يسمونه بالربيع العربي أمامنا الان فلا زالت غير مستقرة ولا زالت تبحث عن حلول لمشاكلها التي تتفاقم يوميا بعيدا عن الاعلام العربي الموجه رغم الفارق الكبير في الحالتين ومع ذلك ولكي نكون اكثر قربا من الواقع نعم نقول ان البعض قد تمادى بل وتجاوز الحدود مخولا لنفسه ما لايستحق ومنطلقا منه في رسم هالة له تتقاطع كليا مع الواقع والكارثة انه رسم ايضا صورة للعراق تختلف مرة اخرى عن الواقع والاكثر انها مشوهة ولاتصلح لبلد كالعراق والمصيبة انهم وبهذا النوع من الجهل يرسمون ويقرروا ويحددوا ما يحلوا لهم ؟ وبالطبع ان هؤلاء وهم تحديدا من دول ممالك ومشايخ العرب قد يوجد منهم من لايقراء ولاحتى لايعرف ماذا يريد نعم قد لايعرف ان للعراق مكانة وخصائص سكانية وجغرافية وثروات وهي عديدة وهو قائم وشامخ بل وأكبر من حجمه الحالي قبل ان يكونوا وقبل ان تتشكل دولهم وممالكهم واماراتهم وقبل ان يتحول حالهم من الرمل والصيد الى النفط ومن البعير الى الكاديلاك . والبعض الاخر منهم يعرف وبالضبط من هو العراق وكيف كان وكيف هي مساراته عند الازمات وهو يعرف انه حتى وهو مطلوب ومستهدف لاينحني بل ولايستسلم لقدر يفرض عليه حتى وهو محمل بأوزار لاقبل له بها .

 ثم ان الصراع او التآمر عليه لم يكن وليد الحقبة الصدامية او ما بعدها فهو قديم كقدمه اي منذ ان تشكلت الحضارة فيه والى الان وبتعبير آخر انه لم ينقطع نعم قد ينحسر نوعا ما يوما وقد يكون جليا يوما آخر اي حسب حركة القوى والظروف . المهم ان هؤلاء (الصنفين ) عندهم امنية قديمة وما اغربها واكثرها في هذا المجال بل وما اكثر المتمنون منهم ومن اعمامهم وأخوالهم ان يروا هذا البلد بثقله وما يميزه عنهم قد تهاوى دوره وأرثه وأنفرط عقده من أجل ماذا ؟ من اجل ان تغادرهم عقدة طالما لسقت بهم وطالما كرهوها وتمنوا ان يتخلصوا منها وهي (عقدة الحجم) والاسم لأنها تعني وبأبسط المعاني انهم ومهما تغيرت أحوالهم ومهما اكتسبوا من مكانة ورفعة بفعل ما عندهم من ثروات (النفط) سوف لن يكونوا اكثر مما هم فيه صغارا أمام العراق. أي انه سيبقى الكبير ودوما حسب كل المعطيات القديم منها او الجديد اما هم ودولهم وأنظمتهم وشعوبهم وادوارهم كذلك مرهونة ومحددة طالما ان هذا البلد الكبير (حيا) وبيده كل او اغلب مفاتيح القوة والحياة وبالذات في هذه المنطقة . نعم ومهما تجلببوا ومهما تتنطلوا ألا انهم يأتون اليه ولربما مكرهين او مضطرين لكي يوفر لهم مما ليس عندهم خاصة في التحديات التي لاقبل لهم على مواجهتها وخاصة عندما يكون هو الحل وهو الذي يقدر على تغيير موازين القوى في هذه المنطقة رغم انهم خذلوه مرارا وبالذات بعد سقوط الطاغية . المهم وعودة لما سبق انهم ولربما شعروا ولأول مرة( وبعدما كانوا دوما على الهوامش) وبنشوة غامرة ان دورهم قد حان لكي يقولوا ما عندهم ويفرضوا واقعا جديدا وربما بديلا معتبرا له حجمه وثقله الاقتصادي والسياسي والاعلامي بموازات العراق الحالي الجريح لذلك توحدت جهودهم وكلمتهم لكي يحققوا ما كان هو مجرد حلم ليس ألا .

 وفي هذا الاطار أستخدموا كل ما لديهم من نوازع وأوراق ووسائل ترشح عنها انهم اصبحوا يتكلمون بالبديل او البدائل التي تناسبهم بل وحددوا له كيف يحكم وكيف يدار كما هم ؟ وحتى من هي الطائفة التي ينبغي ان تحكم ؟؟ وبسبب هذه النغمة او النزعة الجديدة تعيش المنطقة برمتها ثورة طائفية تستحكم الان بسياسة وتوجه كل دول المنطقة. وهناك ومنهم بالطبع من يدفع بأتجاه توسيع أوارها لكي تحقق لهم ما عجزت عنه الاساليب الاخرى. وبدون شك كل ذلك سوف يلحق الضرر بجميع دول المنطقة واولهم الصغار ونحن لانشك ايضا بأن دولا اخرى في الغرب لها دورا كبيرا في الاعداد والتوجيه لأنه يبعد عنهم شبح التدخل المباشر بما هو قائم اصلا ويحقق لهم وبيسر ما عندهم من طموحات ومشاريع . والطريف والمضحك ان النظام الصدامي كان يتعامل معم جميعا بسلة واحدة اي انه كان يحتقرهم ويفرض عليهم وهم له صاغرين لاحول لهم ولا قوة ومع كل هذا النوع من الازدراء والتهكم بهم الا انهم وبدلا من دعمهم وتأييدهم ومناصرتهم للنظام الجديد وكما هو المتوقع والمسلم به الا أنهم وقفوا بالضد منه بل وجاهروا بكراهيته ولم يكتفوا بذلك بل والى ماهو اكبر منـــه وهو محاربة العراق مباشرة وسلب كل ما من شأنه ان يساعد على عودته مجددا فقد سعوا الى تمزيق وحدته وشرذمة مكوناته عن طريق الانحياز لطرف دون غيره والتكفير تارة اخرى .

المهم اننا لانتفاجئ عندما نرى ونسمع يوميا انهم مارسوا كذا وقالوا كذا ولعبوا بكذا لأنهم ومنذ سقوط الطاغية وهم على هذا المنوال لذلك لم تعد هذه المواقف والتخرصات تثيرنا لانها ليست بذات شأن خاصة وهي تصدر من أناس هم في مقدمة دول العالم تبعية وعمالة وجهلا واسفافا بالحرية وحقوق الانسان واحتكارا للحكم ثم ان أغلب شعوبهم يتكون من خليط غير متجانس من هنا وهناك فهم يتكلمون بالحرية والديمقراطية في المعمورة وهم يقتلونها يوميا عندهم ومن يخرج عن سياقاتهم فهو كذا وكذا ويقتلونه بفتاوى جاهزة ومفبركة حتى انهم طوعوا الدين وما حوله لكي ينطلقوا منه لخدمة تطلعاتهم وعروشهم ؟ كما ويتهمو ننا بالعمالة وبلدانهم تنتشر فيها القواعد العسكرية ومنها ينطلق العدوان والترهيب على الجميع وفوق ذلك هم خير من يمثل ويدير المصالح الغربية والصهيونية في المنطقة . وحسب المواطن العربي انها تجري بالعلن والصوت والصورة ؟ لذلك نكرر مرة اخرى ان العراقيين وأن فرضت عليهم الظروف موقفا جديدا في كيفية التعاطي مع هذا النوع من التحديات ورغم انهم اهملوا وتجاهلوا بل وصبروا الا ان ذلك قد لايستمر وقد تتوقف عندهم القدرة على التحمل او ضبط النفس وبالذات مع اقزام الامس ؟

أما العوامل الداخلية . فهي كثيرة ومتنوعة والحديث عنها سوف يثير حفيظة وحساسية البعض وقد نكون هدفا سهلا للسهام والتقريع والترويع وبقية ماهو معروف من تهم جاهزة تطال كل من يتكلم بها رغم انها حقائق وهي على الارض . ونحن نعرف مسبقا وبدون خشية ما سيقولون او يفعلون وبدون مجاملة للسين او الشين اننا نكرر ما قالوا وأعلنوا وماهي تطلعاتهم وهي علنية كما قلنا ويتداولها الاعلام يوميا وهم لاينكرون ذلك . لذلك يجب ان نتوقف عندها ولو بالحد الادنى لأنها تشترك مع العامل الخارجي وأحيانا هي اداتـــه في تحقيق سلسلة المخططات والمراهنات والاماني المعلنة ايضا . ولكن ومراعاة للاختصار نحبذ ان يكون هذا التوقف على شكل تساؤلات وهي مثارة ايضا بلحاظ ما يحصل يوميا من فعل ورد فعل في الساحة والاروقة معا . اولا نتسائل عمن يثير الازمات الراهنة وبشكل يومي والزوبعة الكلامية ضد الحكومة ومن يقف وراءها بل وما سر أستمرارها رغم كل التطورات ومبادرات الحل والعلاج . وبذات القدر نتسائل وبحرقة هنا عمن شل البلد بعد السقوط ونوعا ما لحد الان ودمره وقتل ما قتل ونقصد به الارهاب الذي عصف به (فمن) يقف وراءه ومن يدعمه ومن هم ادواته وكيف يدار ويوجه ومن اين ينطلق وما هي حواظنه وكم من النفوس قد ازهق ومن الممتلكات قد دمر وكم تأخر العراق بسببه وما هي الارقام وبالطبع انها كارثية بأمتياز ولولاه (الارهاب)خاصة اذا سارت الامور حسب السياقات العامة لكان العراق في مقدمة من يشار لأهميتها في الشرق الاوسط رغم قصر الفترة الزمنية التي اعقبت السقوط ولست انا القائل وانما المعطيات هي التي تتكلم وهي التي تغنينا من الاسهاب الان .وقبل ان نستمر بملاحظاتنا ينبغي ان نذكر ان المقالة ليست موجهة نحو اي طرف سواء كان قوميا حتى النخاع او طائفيا ديدنه الحقد والجهل وانما نشير بقدر ما يتعلق الامر بالعنوان اساسا وهو الوطن تحديدا . أما مصدر غرابتنا الشديد ان هؤلاء وأقصد بهم الذين وغالبا ما ينكرون على الاخرين حتى وهم الاكثرية في هذا البلد أصــــــــــــــالتهم وهويتهم وصدق معتقداتهم وحتى حجمـــــــهم بل ويدعون ان بأن عراقيتهم وعروبتهم ومعتقداتهم وطروحاتهم هي الاصح ؟ وهم الاكبر .

وبسبب هذه الادعائات وهي كاذبة حقا حصل ما حصل والثمن قد دفعه الجميع والوطن اولهم وبقية المكونات الاخرى لأنها تتقاطع وتتصادم معهم ايضا رغم انهم (اصحاب الادعاءات) وبغض النظر عما كان لديهم من وسائل قهر وتسويف معروفة لا يشكلون اكثر مما هو معلن الان خاصة بعد ان تحرر الجميع من ظلم وأجرام الطغمة التي كانت حاكمة وهي منهم اساسا . نعم انهم اعترفوا الان مكرهين وبدون حول وتحت ضغط الارقام والحقائق أنهم بهذا الحجم حقأ وليس بما كان متداولا ايام الحكم السابق وتتبعه الان الابواق العروبية المأجورة التي تصر عمدا وكمدا على أنها الطائفة المنصورة سابقا والمظلومة حاليا وهم من يجب ان يحكم ويقود هذا البلد وهم حصريا أيضا من له القرار وما يرتبط به ؟ وبالمقابل أختار قسم آخر منهم الصمت لكي يجني ما تراكم من أخطاء الاخرين من طائفته ولكي لايخسر ما خسروا ؟ وهؤلاء عبروا عن نفسهم بتشكيلات سياسية مختلفة ومعروفة . وكلا الطرفين بذات المسار مع بعض الفوارق وهو امتداد لما سبق ، نعم انهم خسروا الحكم ولكن ليس بالدبابة وبيان رقم واحد وأنما بطريقة حضارية (الديمقراطية) التي لم تنال ترحيبهم لانها أعطت لكل ذي حق حقه وهو ما لايتلائم وفكرهم السائد ومع ذلك لاخيار فوق خيارات الاكثرية لذلك قبلوا بها ومما يؤسف له هنا ان القوم يتعاملون مع وطنهم بعقلية تجارية بحته تحددها عوامل الربح والخسارة بمعنى ان العلاقة به مرهونه بالعوائد فقط وهذا مما لايقبل به اي غيور فكيف اذا كان هذا لايجيز للاخرين مثلما يجيز لنفسه فكيف نصفه نحن بل وكيف نحكم فيه او عليه وما هي المعايير التي ننطلق منها لكي لايكون حكمنا ذو ميول او صبغة طائفية ؟ وعندما تتقدم المصالح الذاتية على الوطن وهي التي تحدد نوعية العلاقة به من الطبيعي ان يتعرض الى حزمة من المخاطر فيها التوهين والتدمير والتقسيم وما اشبه فبا الامس كانوا يرفضون الفدرلة والاقلمة وكل ما رشح من النظام الجديد أمعانا برفضهم له لانها وحسب زعمهم آنذاك تؤدي الى شرذمة الوطن وبعثرة وحدته الوطنية ولكنهم اليوم يتناغمون مع كل من يتناغم معهم بهذا الاتجاه واعلنوها صراحة اما الخدمات او الاقلمة كما جرى في صلاح الدين وديالى والانبار ثم تطور الامر الى ماهو اكبر من ذلك وبدعم سعودي وقطري علني هذه المرة الى (التقســـــــيم ) وأغلب رموز وقادة القائمة اللاعراقية هم من تولى التلميح والاعلان . ومن الضروري هنا ان نقارن موقفهم هذا بموقف الاكثرية التي لم تحكم او تمسك الحكم من التأسيس والى حد فترة ما قبل السقوط وفوق ذلك هي ليست مهمشة ومجردة من كل ما عندالاخرين فحسب وانما هي متهمة بأصلها وأصولها وبكل ما تدين به ومع كل ذلك سواء عندما كانت محكومة او حاكمة الان لم ولن تقول بما قال دعاة السلطة والتفرد بالحكم والوطنية المزيفة . والذين عندما غادروا مواقعهم مكرهين اصبحوا مشروعا جاهزا وتحت الاشارة لكل ما يؤدي الي ضرب العملية السياسية وزعزعة البلد وما جرى في اربيل قطرة في بحر وكل ذلك ايضا في العلن لذلك لا حاجة للتوقف هنا مرة اخرى لانهم هم من يعلن ما عندهم بشكل مباشر وصريح ومع ذلك وأنصافا لانقول كلهم وانما اغلبية من يمثلهم بالعملية السياسية الراهنة

أما العامل الداخلي الثاني فهو ولكي نكون واضحين منذ البداية ولكي نختصر الامر برمته لابد من مقدمة وهي اأننا بالمهجر وبالرغم مما عندنا من رؤى مختلفة وتوجهات متشابكة واحيانا متنافرة الا اننا نبقى اخوة وابناء بلد واحد خاصة عندما يتعلق الامر بالوطن او بعراقيتنا جميعا وقد لانغالي عندما نقول اننا جميعا لم نستجب لما فرضه الواقع الجديد علينا او حتى ما طلبه الاخرون منا وكلا حسب منطلقاته وهويته . ولو سأل ايا منا عن هويته ليقولها وبفخر أنا(عراقي) ما عدى الاخوة الكرد الذين ينكرون عراقيتهم اصلا ويفضلون ما يسمونه بكردستان عليها ولوسألتهم عن بلدهم اينما كانوا لأجابوا انهم من كردستان بمعنى انهم لايعترفون بعراقيتهم رغم ان اوراقهم الثبوتية تقول العكس وهم وعندما ينكرون انتماؤهم الى هذا البلد فهذا يعني وبأبسط المصطلحات انهم ليسوا بعراقيين وهم من يقول بذلك بل ويؤكدون عليها بأستمرار عبر تجمعاتهم ومؤسساتهم ويفضلون العيش في الاماكن التي لاتؤي غيرهم من المكونات العراقية الاخرى ولهم ما يميزهم من اعلام ورايات ووجودات وحتى ازياء واغرب من كل ذلك انهم يتهجمون على العراق بل ويشككون بعراقته ويقولون عنه انه من صناعة( سايكس بيكو )وعمره لايتجاوز القرن ؟ وهكذا انهم يتصورون ويؤمنون ويفكرون ان لهم بديلا سوف يرى النور عندما تسنح الظروف وتتحقق فرضياتهم ؟ ونحن هنا وما دمنا بالمهجر ايضا من الضروري ان نسأل بل ونشير مباشرة الى القيادة الكردية وبالذات منها الى البرزاني نفسه بلحاظ ان البعض من قياداتهم يختلفون عنه كثيرا خاصة في هذا المنحى ويقولون انهم مع العراق كوطن وكبلد وهو الذي يجمعهم جميعا على ترابه فهو ينفرد عنهم بما عنده من طموحات وطروحات كلها لاتخدمهم اولا والاهم انها تضر العراق وهي بالضد من وحدته وتماسكك مكوناته وهو لايخفي ذلك ويعلن وبأستمرار انه مع تقرير المصير (الانفصال) وفي كل خلاف له مع الحكومة وبالذات مع شخص المالكي او نائبه لشؤون الطاقة يكرر هذه هذه النزعة ويحاول تكريسها لكي يبتز ويأخذ ما يريد ويتعمل مع المركز وكأنه رئيس دولة حتى وهي بالهواء او على الورق فقط . اما الدستور الذي غالبا ما يقولون عنه انهم معه وهو مرجعيتنا جميعا فهم يأخذون منه ما يناسبهم وما خلا لا يؤمنون به رغم انه من أملائاتهم وهم من صنعه وفي ظروف استثنائية عصفت بالعراق وهم اول من ينتهكه ومع ذلك يتهمون كل من لايجاريهم في تطلعاتهم بأنه ضده بل وهو (شوفيني) ودكتاتور وهي تهمهم المفضلة والتي لاتعرف الا بهم الان من كثرة استخدامهم لهما .

المهم ان الاجماع الشعبي ربما على انهم مما يسمونه بكردستان سببه واضح وصريح وهو نوعية ما يضخ لهم من ثقافة ومناهج تربوية محددة ومؤطرة تؤجج فيهم العامل القومي والانتماء الى اصول يقولون عنها جغرافية وتاريخية اخرى . وهم وبدون شك ومنذ فترة طويلة ينالون دعما وتأييدا وتمويلا وتتشجيعا ومؤازرة من بعض القوى التي تكره العراق وتعمل على تمزيقه لكي يحققوا ما يحلمون به وبعضهم من عرب المنطقة . اذن ان معظم توجهات الكرد وتحت ضغط وتوجه العائلة الحاكمة انهم من ملة اخرى وهذ يعني ان من يتصل بهم ويتعاون معهم او يتحالف يجب ان يعرف مسبقا انهم بالضد من وحدة البلد ولاتهمهم شؤونه وهم فيه بشكل مؤقت والمهم انهم وراء كل الدعوات التي تؤدي الى شرذمته كالفدرلة والاقلمة والتقسيم الجغرافي وما أشبه وهم اهم الادوات فيها وهم من يحرض ويشجع وينظم ويدعم وينظم الى كل الداعين لها . ونكرر بأن من يتعاون ويتحالف ويعقد الصفقات والاتفاقيات سوف يكون شريكا لهم وسوف يلعنه الشعب والتاريخ لانه شارك بتدمير بلده من اجل هوى او رغبة في النفس ليس ألا . والمستفيد الوحيد من كل ما يجري هم الاكراد وليس من ذلك فحسب . فكل ما يجري بالعراق من مشاكل بين الساسة والمكونات ومن الارهاب أيضا هو في خدمة مخططاتهم وقد أجادوا فن الرقص على هذه الخلافات والصراعات وعرفوا كيف يستثمروا وكيف يفرضوا ويــــبتزوا وكثير منها من صناعتهم كالمناطق المتنازع عليها وقوانين النفط والغاز والتعداد السكاني وتصدير النفط وتهريبه وفتح ممثليات لهم في الخارج وازمة العلم والبيشمركة ........؟

ومما يؤسف انهم وهاهي طروحاتهم المعلنة ويفرضون لهم وجودا وسيادة ليس في بغداد فحسب بل وفي كل مناطق العراق وبالذات في ذات(المناطق) التي فيها اغلبية كردية حتى وهم من الطوائف الاخرى وهذا يعني انهم يحكمون مناطقهم ويمنعون مشاركتهم بها او التدخل بشؤونها ولكنهم يطالبون بالمشاركة وبقوة في الحكم والقرار في بغداد ايضا كونهم كما يقولون انهم القومية الثانية أذن هذه هي التحديات التي تواجه البلد الان وهولاء هم الذين يعبثون بمقدراته ومصيره كلا حسب هواه وميوله وتطلعاته؟؟ ونحن نذكرهم ان هذا البلد سيبقى عصيا على كل من اراد له الســوء وسيكون خير بلد وهو دائما على ما يرام ونحن واثقون من ذلك فلا خشية عليه من العاديات لانها سبق وان زارته مرارا وتكرارا . نعم تترك خدوشها او بصماتها فترة ولكنها وبجهود الشرفاء ومن كل طوائفه سرعان ما تزول ويزول معها كل الاشرار ويبقى العراق هــــو العـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراق

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك