المقالات

صراع الإرادات عنوان لمرحلة فاشلة

583 11:19:00 2012-06-07

عباس المرياني

شخص المجلس الأعلى الإسلامي العراقي واقع مرحلة تشكيل الحكومة الحالية منذُ بدايتها بدقة وحرفية ولم يتراجع عن موقفه قيد أنملة كما فعل الشركاء السياسيين والطامحين إلى المناصب وبقي مصراً على موقفه المتمثل بعدم المشاركة بحكومة يرأسها السيّد المالكي ليس لعلة في المالكي شخصياً أو وجود عقدة اتجاه هذا الشخص، إنّما الخلاف والرفض كان في طريقة إدارة الدّولة وفي رؤية البناء وكيفية تقديم الخدمات للمواطن وبناء الوطن خاصة وان رؤية السيد المالكي تم حرقها لمدة أربع سنوات سابقة وقد أثبتت فشلها، وبالتالي فإن من الخطأ تجريب المجرب.واليوم وبعد مرور أكثر من سنتين على تشكيل حكومة المالكي الثانية توضحت رؤية المجلس الأعلى الصائبة وبات الوضع السياسي على شفير جرف هار، تتهدده المصالح الحزبية والشخصية وتدخلات دول الجوار، ولم يتمكن شركاء المالكي من الوفاء بوعود الشراكة الوطنية وإكمال الشوط الثاني حتّى نهايته بعد ان خذلهم بالتفرد ورغبة الاستحواذ على كلّ شيء.ومع إعلان حالت التأهب القصوى بين شركاء الحكومة ضاعت ملامح الدّولة الحقيقية ولم يجنِ المواطن من وزراء المالكي والكتل السياسية المشاركة غير تبادل الاتهامات والدفاع المستميت كلاًعن وجهة نظره تماماً كما يفعل قادة الكتل السياسية الممثلة في الحكومة التي ينخر جسدها الفساد والإرهاب والتدخلات الإقليميّة والدّولية.وقد يكون المواطن طرفاً في معادلة الأزمة السياسيّة الراهنة وان كان بمقدار قناعاته ونيته لأنه لم يُحسن الاختيار مع عذره في حداثة تجربته الديمقراطية، إلاّ أنّ المسؤولية الكاملة تقع على الحكومة وعلى المشاركين في الحكومة وما آلَ إليه الوضع المأساوي الذي يعيشه المواطن العراقي.إنّ ما يميز المرحلة الحالية هو غياب حظوظ المواطن العراقي كهدف أسمى وجدت الدولة من اجل تلبية احتياجاته وتوفير خدماته والسهر على حمايته وأمنه، بعد ان تركته يصارع شظف العيش والتحديات الأمنية وغياب الخدمات الأساسيّة لأن الحكومة وشركائها أهملوا الواجب الذي اقسموا عليه وكلّ ركب بسفينة الجهة السياسية التي ينتمي إليها وتمترس بدرع الحزبية بكلّ فخر واعتزاز؟.سيكون المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الجهة الوحيدة التي لا تتحمل وزر أخطاء الحكومة وشركائها لأنه شخص الداء ووضع العلاج ولا زال حتّى هذا اليوم يجاهد بكلّ إخلاص وعزيمة من اجل إيجاد الحلول الصحيحة للخروج من المأزق السياسي الذي تشهده العمليّة السياسيّة رغم انه لم يكن طرفاً في هذا المأزق، لكنّه صاحب مشروع وطني حقيقي همه الأساس نجاح المشروع وليس مهماً موقعه في المشروع.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك