المقالات

التهديد بالفدرالية والتلويح بالشارع ؟؟

743 15:37:00 2012-06-07

سليمان الخفاجي

استخدم المتناحرون والفرقاء السياسيون كل الاوراق ومارسوا كل الضغوط بعضهم على البعض الاخر طيلة مراحل الازمة الراهنة, فالتهديد والتلويح بالفدرالية اخرها كاداة وورقة سياسية لتحقيق غلبة طرف على اخر دون النظر الى رأي هذا الطرف او ذاك فيها بالعودة الى الوراء قليلا, فقد طرحت الفدرالية وأقرت بالدستور العراقي كحق وطني واستحقاق دستوري للجميع لايمكن التجاوز عليه, وجوبهت بالرفض من البعض, والمزايدة و المساومة من البعض الاخر, او بالتقليل من اهميتها كحل للمشاكل التي فرضت على العراق, وتعرض من اجلها المجلس الاعلى وعزيز العراق رضوان الله عليه للشتم والقذف والاتهام والتخوين والتشكيك بالنوايا من القريب والبعيد وواجه لاجلها ولاجل تثبيتها حربا اعلامية رصدت لها مئات الملايين من الدولارات التي تفوح منها رائحة البترول الخليجي, فجندت لها قنوات عربية وامتدادات اذرع دول الجوار في الداخل, فانتصر عزيز العراق وثُبتت في الدستور وصوت عليها لتبقى رهن قناعة الشعب العراقي وتوفر الظروف المناسبة لتحقيقها, الا انها استدرجت لتكون اداة في حرب الاستنزاف على منصب وكرسي رئيس الوزراء, فمرة يطالب بها من رفضها وعدها تقسيما وتجزئة وتأمر على وحدة العراق, كما هو الحال في ديالى وصلاح الدين والانبار, ومطالبات نواب القائمة العراقية فيها ومجالس محافظاتها, ومرة ممن عدها حل غير واقعي ولم يتفاعل معها وحاربها ليبقي محافظات الوسط الجنوب تحت رحمة المركز وعرضة للنهب والسلب وتمييع ميزانياتها ومواردها بيد الوزارات ودعاة المركزية.وكما نسمع اليوم بمناداة اقليم واسط والبصرة وغيرها من المحافظات هذا التطور الخطير جعل السيد عمار الحكيم يقف وقفة تاريخية, لينبه على ان الثوابت الوطنية والحقوق الدستورية لا يمكن وباي حال من الاحوال ان تكون طرف ووسيلة في الصراع الدائر بين الكتل المتصارعة, او تجعل نقاط القوة والحلول الاستراتيجية عرضة لردود الافعال غير المحسوبة والمرتجلة, كما لايمكن ربط مصير بلاد او مذهب او طائفة, ومكون بأهواء شخصية ونزوات عابرة وطارئة تتغيير مع تغير المزاج والحالة السياسية.هنا يمكن ان نقول بان العراق يمتلك من يدافع عنه وان الصراع السياسي الدائر مهما كان ومهما تطور, فيجب ان يبقى في حدود الحوار واللقاء والتنازل المتبادل, وان لايتحول الى ارادات وخنادق متواجهة ومتصارعة وان لايتحول خلاف السياسين الى مواجهة في الشارع كي لا ينقسم البيت العراقي على نفسه, فالجميع لديهم قواعدهم ويملكون جمهور في الشارع وان التنوع في بناء المجتمع العراقي يؤهل الجميع بان يكون حطب في نار النزول الى الشارع مع مافيه من تنوع و تداخل, هنا لابد للجميع ان يسمع ويعود لرشده ويغلب لغة العقل والعودة الى الدستور والحوار لما فيه خير العراق .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك