لماذا تتحدث نقابة الصحفيين عن عيد الصحافة العراقية من الآن مع انه يصادف ، 28/6 هل هناك عيد حقا ؟ عيد في عاصفة الحزن والفاجعة المتجددة ! ماذا سيقول خطباء هذا الاحتفال ، ماذا حقق الصحفي ؟ يطالب بحقوق الانسان وهو مهتضم الحق كأنه ليس انسانا ، يقال ان النقابة وجهت دعوات لحضور 300 شخصية ممن تصفهم بأنهم سياسيون واعلاميون ،
صديق قديم سأل صاحبه لماذا لاتوجه لنا دعوات لمثل هذه الاحتفالات مع اننا نحمل صفة (عضو عامل) في النقابة ؟ وعملنا في الاعلام يعادل عمر ابناءنا الذين تجاوزوا العشرين ، صنعنا المقاومة ، نكتب ونبحث ونتحدث وندرب صحفيين ونعد دراسات ونستشار في امور البلد ، ماذا ينقصنا لكي ننال هذا الامتياز النقابي ؟ قال له صاحبه وهو يحاوره ، انت لا تنطبق عليك الشروط لنيل شرف الحضور في مثل هذه الاحتفالات ، انت كنت صحفيا في اعلام المقاومة والجهاد ومحكوم بالاعدام ، ولم تكن صحفيا في مؤسسة النظام السابق ، انت كنت صحفيا متبوعا وليس تابعا ، كنت صحفيا ناقدا ثائرا وليس متزلفا مداحا ، كنت صحفيا يقف الى جانب شعبه وليس صحفيا لجلادي شعبه ، كنت صحفيا يبحث عن المعرفة وسبل الكمال وليس صحفيا متخصصا بالتسلية والاسفاف والسطحية ، كنت صحفيا يقاوم بثوابته العقيدية والاخلاقية موجات التجهيل والمسخ ويقدم ثقافة أصيلة ، ولم تكن صحفيا يركب الموجة ويستثمرها لينال اعجاب اصحابها ، كنت متواضعا تكره الانا وتعمل لكي تعطي ، لم تكن استعراضيا لئيما مدعيا يفكر بالاخذ دائما ، وأخيرا انت اذا حضرت الاحتفال ورفع آذان المغرب ستسألهم عن مكان الصلاة فلن يجيبك أحد ، هناك آخرون يسألون عن مكان الـ (بوفيه) التي تعرض فيها كل الانواع فيدلونهم ، يطوف حولها رجال اشداء الا من رحم ربك او صاحب القرحة . الدولة التي تخرج من حقبة نظام استبدادي تقوم بتكريم رموز الكفاح والشهداء الاحياء الذي شاركو في مسيرة العطاء وقدموا كل مالديهم لانقاذ شعبهم ، لم نسمع ان نقابة الصحفيين استدعت صحفيي المقاومة باطيافها ثم كرمتهم واستعرضت اسماء الرواد منهم ، الذين فضحوا جرائم النظام ، واوصلوا صوت الشعب الى المحافل الدولية ، ومارسوا التعبئة الشعبية ضد الاستبداد ، وقاموا بتغطية عمليات المجاهدين ، الصحفيون الثوار الذين اسسوا صحف واذاعات وتلفزة ثورية كانت موجهة الى الداخل العراقي ، هم حاضرون وبعضهم ما زالوا احياء اقوياء يواصلون عطائهم ، لماذا لا تسأل نقابة الصحفيين عن هؤلاء ؟ لماذا تنهمك في استعراض طراز آخر ممن تسميهم الرواد واذا سألت عن ماضيهم تجد بعضهم ممن عبدوا الطاغوت ، اليوم يقدمون انفسهم كرواد لصحافتنا العراقية ، وكأصحاب بصمة تأريخية في اعلامنا الوطني ، انت لا تنطبق عليك الشروط ، هؤلاء يسحبون البساط ، يدخلون تحت آباط رجال العهد الجديد ، بالادوات نفسها : التملق ، التزلف ، المدح ، الوسوسة والتأليه ... دوام الوسائل سببه تشابه الغايات .
26/5/607
https://telegram.me/buratha