المقالات

الغاية عندهم تبرر الوسيلة

631 15:48:00 2012-06-10

خضير العواد

إن الرأي الميكافيلي الذي يستعمله كل من لا يعتمد على مبدأ أو ثابت بل المهم عنده الوصول الى غاياته وأهدافه ، فمهما تكن الوسيلة يجب أن تستعمل إذا كانت توصل الى النتيجة التي يفتشون عنها ، فألاشخاص أو المؤسسات أو التنظيمات التي تعتمد على هذا الرأي تكون مؤسساتهم نفعية للأشخاص الذين يديرونها فقط ، لهذا نلاحظ كل من يعتمد على هذا المبدأ مرفوض من الإنسانية بشكل عام حتى وإن أحتاج له الأنسان ، ولكنه سيغلق فمه لفترة مؤقتة وبعد إنتهاء الحاجة يظهر رفضه لهذه المؤسسات أو الأشخاص أو التنظيمات التي أعتمدت على هذا المبدأ القذر ، لأن في طبيعة الأنسان التوجه نحو الكمال والأستقرار في كل شئ وهذا توجه غريزي لكل كائن حي ، فهذا التاريخ قد عاش فيه الملايين من البشر ولكن لم يخلد أو يحفظ أسماً في طياته إلا أن يكون عظيماً في شئ ما أو وضيعاً في شئ ما ، فكان علي بن أبي طالب (ع) وكان معاوية وكان الحسين (ع) وكان يزيد وكان غاندي السياسة البريطانية وكان جيفارا وكانت السياسة الأمريكية وغيرهم كثيركثير من كلا النوعين ، علماً كل مايؤسس على هذه القاعدة لا يصمد طويلاً وأن صمد لفترة بسبب الظروف المحيطة به فأنه سيدمر عند غياب هذه الظروف التي حفظته والتاريخ ملئ بالشواهد الحية كالأنظمة الدكتاتورية التي حكمت أو الأشخاص الذين وصلوا الى أعلى المستويات كألهاشمي وغيرهم كثير .ولكن المؤسف أن ترى وتلاحظ قيادات كانت لها أسماء في النضال ضد النظام العفلقي من أجل الحصول على حقوق شعبها ، ولكن عندما وصلوا الى بعض ما كانوا يبغون إليه تجردوا عن كل مبدأ أو ثابت وبدؤا يعتمدون على المبدأ الميكافيلي في الوصول الى غايتهم المنشودة وتركوا جميع الطرق المبدأية التي توصل الى نفس الهدف ولكن تحتاج الى وقت أطول ولكن ستكون النتيجة تستند الى أساس قوي ومتين وهي المبادئ التي قامت عليه ، فنلاحظ القيادة الكردية وخصوصاً قيادات الحزب الديمقراطي ( البرزاني وعائلته) قد أستعملت مختلف الطرق من أجل مصالحها وأهدافها حتى وأن كانت هذه الوسائل غير نزيهة ومضرة بمصالح العراق الأستراتيجية كألأمن القومي ، فنلاحظ هذه القيادة قد تحالفت مع مختلف الحكومات إن كانت هذه الحكومات تريد خير العراق أو تريد تدميره أو تريد مصلحة الشعب الكردي أم لم تريد المهم عندها هو دعم البرزاني في قيادة كردستان ، فهذه الدول التي تمثل مثلث الشر( قطر والسعودية وتركيا ) بالنسبة للعراق والتي تريد تدمير العراق وشعبه وقد عملت لسنوات بصورة مباشرة على ذلك ولم تفلح ولكنها اليوم تستعمل الكرد في هذا المجال ، ونلاحظ الكرد لا يعيرون أي أهمية لمصالح العراق أو شعبه بل يسعون ويجدّون في تنفيذ كل مخططات مثلث الشر من أجل إضعاف بغداد ومن ثم سيصبح الأمر سهلاً للوصول لكل الغايات التي يريدها جميع الفرقاء المنطوين تحت هذا التحالف ، تحالف الكرد مع مثلث الشر وكذلك شيطان المنطقة (إسرائيل) من أجل إسقاط الحكومة السورية حتى وأن تطلب الأمر قتل الألاف وتديمر كل البنية التحتية السورية حتى يضعف هذا البلد ، الجريمة الوحيدة التي أقترفتها سورية هي وقوفها الى جانب المقاومة ضد الكيان الصهيوني ، فأصبح مطار أربيل النقطة المهمة في نقل السلاح الى الإرهابين في سوريا بعد أن تنقله الطائرات الإسرائيلية من قطر الى أربيل (كردستان العراق) وهذه واحدة من الإتفاقيات التي تمت ما بين الكرد والإسرائيلين عن طريق الوسيط سمير جعجع ( وما أدراك ما سمير جعجع) ، علماً لقد دعم السوريون الكرد في العراق وكان أغلب القيادات الكردية قد أتخذت من سوريا نقطة إنطلاق لتحركاتهم الى كل العالم .قد يحصل الكرد على بعض المكاسب الآنية والقليلة بسبب إستعمالهم لهذه الوسائل الرخيصة في كسب بعض المصالح ولكن النتيجة ستكون وخيمة ومآساوية لشعب ضحى وناضل ولكن قيادته قدمت مصالحها على مصالح شعبها من أجل أن تسيطر عليه سيطرة كاملة فأبدلت الطرق المبدأية والثابتة بطرق رخيصة وقذرة حتى تقصّر طريق الوصول الى الغاية الكبرى وهي الدولة الكردية التي يسيطر عليها البرزاني وعائلته ، فكانت غايتهم تبرر الوسيلة وقد وضعت في أساس هذه الدولة الغث والسمين من الوسائل والطرق فجعلته غير متين وقوي ولا يمكن له أن يصمد أمام أي ردة فعل أو تغيّر في الظروف التي أعتمدوا عليها في تحقيق غاياتهم أو أهدافهم ، وهذه القيادة ستكون مع السياسة البريطانية ضد غاندي أو مع السياسة الأمريكية ضد جيفارا لأن الغاية عندها تبرر الوسيلة .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك