سعيد ألبدري
رُبّما يعتقد بعض من تلطخت أيديهم بدماء الشعب العراقي من الإرهابيين والقتلة أنهم يمكن أنّ يعودوا من جديد لخلط الأوراق وإدخال المكونات العراقيّة في حرب جديدة كالتي نشبت عقب تفجير الإماميين العسكريين، وهؤلاء حتماً من الذين تحاول بعض الجهات اللعب بهم وإبقائهم ورقة ضغط وأداة تصفية للخصوم في أحيان كثيرة، وهم بطبيعة الحال من تعول عليهم بعض الدول الإقليمية لإظهار مدى تحكمها بالساحة العراقية ولعلّ الحملات الإعلاميّة القذرة التي شنت على الوقف الشيعي قبيل عملية تفجيره والاعتداء على أرواح المواطنين من الموظفين والمراجعين كانت تسير بنفس النسق مما يكشف عن تورط مروجي ومدبري هذه الحملات الطائفية، حيث شاهد شعبنا والعالم بأسره و بألم وحزن عميقين المجزرة التي حصلت باستهداف مبنى ديوان الوقف الشيعي وما أريد إيصاله من رسائل عبرها ليوهموا بعض المكونات أنهم مدافعون عن حقوقها المغصوبة وبالتالي الإيحاء بأن العنف والقتل وانتهاك دماء الأبرياء هو الوسيلة الأقرب لتحقيق المبتغى، على ان ذلك بات مكشوفاً لجميع العراقيين ولابُدّ من معاقبة مثيري الفتنة والوسائل الإعلامية التي روجت وحرضت وكانت حلقة مهمة في تنفيذ هذه الجريمة النكراء ان هذا المنطق وهذه الرؤية في إثارة الكراهية بين العراقيين وتأليب بعضهم على البعض الآخر ومحاولات استدراجهم نحو الفتنة الطائفية تحتاج من الذين يدعون الحرص على مستقبل البلاد وأرواح أبنائها أنّ يكونوا بمستوى المسؤولية ويكفوا عن تصريحاتهم المتشنجة، فعملية إعادة استملاك الروضة العسكرية المطهرة التي تمت بالوسائل القانونية والشرعية وحسب الأصول لا تستوجب كل هذه الضجة وان كان هناك لبس ما، فعلى الجهات ذات الاختصاص كالوقف السني ان تتبع الوسائل القانونية أيضاً لإثبات ذلك، فلغة التصريحات وتحريك بعض الجماعات أو الإيحاء لها بتنفيذ مثل هذه الجرائم البشعة يعد جرما بحد ذاته لذا ينبغي ان يعمل على إشاعة روح الاستقرار ودعم حالة الأمن والسلم الاجتماعي بدل ذلك كله ان هذا الاعتداء الذي كشف مرة أخرى عن هشاشة الأوضاع الأمنية وتأثر الملف الأمني بالأوضاع السياسية والتقاطعات الحزبية، يجعل المؤسسة الأمنية في حرج كبير يدفعها كثيرا لإيجاد المبرّرات التي لا طائل منها، فهي تتحمل مسؤولية كبيرة في الحفاظ على أرواح المواطنين وفي منع هؤلاء الإرهابيين عبر ما تمتلكه من إمكانات ضخمة وكبيرة وتجربة متراكمة كما لابُدّ لها أنّ تضع حداً لنزيف الدم ولهذه المجازر التي تكررت مؤخراً وبشكل لافت في أماكن متعددة من البلاد, لقد خابت مساعي ومزاعم المجرمين في زرع بذور الفتنة من جديد وكشفت جريمتهم وغاياتها حتى قبل ان تقع كما ان رهاناتهم الخائبة سقطت مجددا مع تنامي وعي الشارع العراقي الذي وجد انه ينحاز للوطن ويتكلم بلغة المشتركات التي هي أقوى من كلّ محاولات هؤلاء الإرهابيين الجبناء وستخيب بعون الله وتكاتف أبناء شعبنا الكريم مخططات أخرى أريد لها أن تمرر لان شعبنا أدرك انه مستهدف فاليوم الذي يصفى فيه الشيعي سيليه يوم آخر يقتل فيه السني فالمسيحي ثم الصابئي وهكذا ان خضع للغة التهديد والابتزاز وركن لإرادات الشر التي لا تتورع عن فعل أي شيء في سبيل تحقيق مصالحها ومطامحها المريضة وهذا لن يكون بأيّ حالٍ من الأحوال.
https://telegram.me/buratha