الحاج هادي العكيلي
ردت حليمة الى عادتها ................القديمة أني ترددت باختيارهذا العنوان وانا اعرف وانتم تعرفون جيداً بأن حليمة كانت تمارس عادة سيئة الخُلق ينبذها الشرع والقانون والعرف العشائري والاخلاقي والتربوي ،و باستطاعتي ان اختار عنوان اخر لهذه المقالة وهو (( الاناء ينضح بما فيه )) ولكن اصراري على هذا العنوان هو من اجل نبذ العادة السيئة التي مارستها حليمة بينما نجد الاناء قد يوضع فيه شىء طيباً فينضح بما فيه .وبعد ان مارس النظام البائد على الشعب العراقي عادة سيئة ابتكرها البعثيون لاوهام صنمهم بان الشعب العراقي يضحي ويفديه بالدم ،لذلك انطلقت هذه التقليعة السيئة ممارستها على اعضاء الفروع والشعب والفرق والمنظمات الحزبية وحتى وصلت الى شيوخ العشائر وموظفي الدولة الذين سائرون على خط الحزب والثورة .فاصبحت هذه التقليعة تمارس عندما تشتد عليهم الازمات السياسية الدولية والداخلية والتهديدات والوعيد يلجوا البعثيون في جميع المحافظات من ارسال تواقيعهم بالدم باعتبار انهم يفدون صنمهم بالدم حيث رفعوا شعار ((بالروح بالدم نفديك يا صنم )) وفي الاخر لم يقدم منهم روحه او دمه بل عافوه مختفي في حفرة ادت به الى حبل المشنقة .وبعد ان رأينا الصنم يكتب كتاب الله العزيز القرأن الكريم بدمه النجس معتقداً بان دمه حلال في معتقدات حزب البعث الكافر .وقد يظهر اليوم اخر ليعيد نفس الممارسة وحسب مرجعيته السياسية ليحلل الحرام ويحرم الحلال.واليوم بدأت ظواهر العادة السيئة من ممارستها من قبل بعض الاحزاب والتيارات السياسية كل واحداً يحث انصاره ومؤيديه على ممارسة تلك العادة السيئة التي نبذها الشعب سابقاً بالتوقيع بالدم وانهم جنوده المضحيين عنه والذائدين بارواحهم في سبيله .ولكن الشعب عرف مغزى هذه الممارسة السيئة التي ظهرت من جديدعندما اشتدت الازمة السياسية بين المتخاصمين على المنافع الشخصية والحزبية .ان ظهور تلك الممارسة السيئة على واجهة الاعلام المقروء والمسموع والمرئي يدلل على عمق الازمة السياسية التي تمر بها العملية السياسية .لذا تلجىء الاحزاب والتيارات السياسية لهذه العادة السيئة من اجل تخويف المناوئين لهم بالعملية السياسية .والشعب يعرف جيداً بانها لم تؤدي الى اي نتيجة عدا زيادة حدة التوتر بين ابناء الشعب وتمزيق لحمته الوطنية .ومن المعروف ان هذه العادة السيئة قد ارتاح لها بعض القادة السياسيين كما كان يرتاح لها الصنم من اجل اظهار جبروتهم وعنجيتهم وديكتاتوريتهم امام شعبهم المسكين الذي لا حول له ولا قوة الا بالله العلي العظيم .فعلى الذين يمارسون هذه العادة السيئة ان يكفوا عنها واللجوء الى جانب الحوار من اجل حل الازمة السياسية العاصفة بالبلد .وليس ابراز العضلات كما كان يفعلها الصنم ومن على شاشات التلفاز ،فحذاري من تلك الممارسات والعادات السيئة من اعادة ممارستها مرة ثانية فانها تؤدي الى تنحار الشعب فيما بينهم والى القتال والى افشال التجربة الديمقراطية الوليدة وان لا نقول ((عادة حليمة الى عادتها القديمة )) .
https://telegram.me/buratha