المقالات

الحوار والدرهم

783 07:05:00 2012-06-13

بقلم: حسان الزين (البرازيل)

عاش روسو حياة ملؤها التناقض مهملا تربية اطفاله مما طرح السؤال ما هي مدى فاعلية نظريته حول العقد الاجتماعي اذا هو لم يستطع او لن يبادر الى تطبيقها في أسرته ام أنه كما كثير من الكتاب والخطباء والسياسيون يقولون ما لابفعلون الا أن نظرته التسامحية قابلها فولتير بمسرحيته التعصب مهاجما بها الكنيسةمن خلال عرضه حياة أشرف الخلق محمدرسول الحب والرحمة فرحت السلطة الدينية بادئ الامر ثم أنتبهت أنها أكلت حينما سمحت له بعرض انتقاداته عن رسول الاسلاميقول فولتير : أن المال هو الديانة الرابعة ففي بورصة لندن يجتمع ممثلون من جميع الأمم فيهم اليهودي والمسيحي والمسلم وجميعهم يتبادلون الصفقات ويتعاملون وكأنهم من ديانة واحدة وهم لا يطلقون صفة الكافر إلا على المفلس"""وكما معروف ان العرب في الجاهلية وقعوا عقدا أجتماعيا عرف باسم الفواضل وذالك في الكعبة الشربفة جاء القرآن ليطرح نظرية العقد الاجتماعي من نظرته الانسانية فهو يتحدث عن الميثاق في اكثر من آية ونفقض هذا العقد فسورة الكافرون احد هذه الوجوه التى يفهم منها أن الدين يدعو الى عقد اجتماعي ينظم فيها العلاقات الانسانية في جو من الامان والطمأنينة وحوارات الانبياء جميعها هي من قبيل ذالك يسعون نحو حوار هادئ واستقرار اجتماعي فنرى احدهم يقول وما أريد الا الاصلاح والشواهد كثيرة حول هذا المفهوم وكما أن نظرية الحرب والسلم في القران غاية في الاهمية بحيث نجد ان القران يجعل الحرب ليس هدفا ولا غاية بل دعامة وسبيل من اجل السلم والاستقرار فمنطلق المسلم المؤمن هو السلم وليس الحرب والدماءفهذا أسد الله أمير المؤمنين يحاور كل الذين حاربوه ويدعوهم الى عدم اراقةالدماء من عمرو الى مرحب فهو ليس متعطشا للدماء وللقتل بهو صاحب دعوة للسلام حتى قال بعضهم أن ابن ابي طالب لا علافة له بفنون القتال ولا خبرة له بالحرب وهو ما هو في ام الكتاب علي مكين والحوارصفة قرانية واضحة بل ممكن القول ان القران كتاب حوار وأحد اهم صفات هذا السفر العظيم أنه ينقل الاراء و الافكار بأمانة فائقة في الدقةحتى ولو كانوا أعداءه او سيصبحون انداده فهو ينقل حوارت الله مع الشيطان بدقة متناهية وكأنه يقول بوضح من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفروالمتتبع لكل حوارت القران يجد ان الصدق والمصداقية علامة مميزة في كل الفصول والمناسبات وهي صفةكلمات الكتاب العظيم صادق مصدق فهو يطرح نظرية الخصم من دون ان يحرج او يستحي حتى ولو كان في ذاك كفرا فناقل الكفر ليس بكافر يقول قالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم فهو ينقل بأمانة ودقة وصدق ومعرفة وموضوعية ماقالته أمة من البشر ومجموعة من الناس دون ان يقول بتصرف او بما معناه اونحو ذالك او فهمت كذا فهذا المفهوم القراني في النقل يعطي دروسا ادبية وعلمية وتارخية واجتماعية وسياسية وبالاخص نمطا ومنهاجا رائعا في كتابة التاريخ لا شك ان القران يطرح موقفه من كل حدث وقول فهو يطرح الصدق مدرسة وعلما ناجحا للنقاش وقد نجح القران الناطق في كل مراحل حياته العسكرية والساسية والاجتماعية فحالته مع الخوارج اكبر دليل على ديمقراطية علي او بالاصح قرآنية علي وانسانية امير الانسانية وعقلانية امير العقل وروحانية امام الروح والجسد فكل حوار او طاولة حوار ونقاش لا يكون فيه الصدق يفشل ويمكن ان يسمى حوار الدهاء الذي يؤسس الى البغضاء والنفاق والشقاق فصديقك من صدقك وكم خصم عاقل افضل من صديق جاهل وحوار الحضارات والاديان تفشل وتؤدي الى مضعية الوقت لان المتحاورين يدهنون ويدهنون في اغلب الاحيان ينافقون هذا لا يعني ان الكثير من المحاولات كاذبة بل هناك العديد من الناشطين مشهود لهم بالصدق والامانة ولا شك ان الحوار هوالسبيل الى نبذ التعصب وفهم الاخروالتعايش معه فالنبي كان يسكن مكة فترة اربعين سنة فبل الاسلام ونوح عاش ما عاش مع قومه فبل دعوته وقد انتبه العدو الاساسي الى ان مفهوم الحوار والتعايش قوي في القران لانه يعيش فيه فحرك اصحاب المال والسلطة والسياسات الحاقدة الخلافات الشيعية السنية والمذهبيات الطائفية والقوميات والاثنيات فنرى الشاشات قد ملأها الحقد والجرائد قد كتبت بحبر البغضاء وعمرت أحاديث السهرات بأصوات اللعنات والسباب والشتائم والطائرات النفاثة تنقل المهاجرين للتصويت من أقاصي الارض الى حي من احياء احد الدوائر نبشت القلوب عن ضغائنها فغدا كل شئ مذهبي من مسجد الى جمعية الى مدن الى مواقع رسمية رمت جاهلية القوم كتاب الله وراء ظهورهم صار الحب حلما في مخيلة الكبار قبل الصغار فهذا الامام الباقر يقول وما الدين الا الحب وكلمة الحب ذكرت عشرات المرات في القرآن بل أن كلمة البغضاء ذكرت فقط 6 مرات فالتحابب بين المسلمين والحوار بينهم هو السبيل الوحيد الى السلام والاستقرار ولاحل لديهم الا الجلوس على طاولة واحدة وحين أطلق الرئيس بري مصطلح السين السين كان يعلم أين مربض الفرس فالحوار العربي العربي هو عامل مهم لاستقرار لبنلن اولا بل المنطقة العربية والاسلامية فطاولة الحوار في بعبدا هي فحص الدم العربي بل الاسلامي الان وحينما انتقل محي الدين ابن عربي من بلاد المغرب الى دمشق جلس في مسجدها وبدأ يعطي درهما لمن يأتي الى الصلاة بعد فترة قلل من عطاياه فنضب عدد المصلين ثم بعد زمن عاد الى كيسه السحري فزاد في العطاء فدخلوا الى الصلاة افواجا فقال كلمته المشهورة الذي قتل من اجلها(( انتم و معبودكم تحت قدمي))فهل الدرهم والدينار معبود الذين يأججون الفتن ويسعرون نار الحقد بين بني البشر وهل يصدق قول فولتير في الديانة الرابعة ام يصدق قول الشاعر اللبناني المغترب في البرازيل فيليب لطف الله لم يبق غيرك للبرية مغنم...................... عبدوك قبل الههم يا درهمسجد العباد امام رسمك مثلما ...........صلوا على دين النصارى وسلمواولما جعلت على البرية آمرا..............البعض يظلم والبقية تظلمان رن صوتك فالقلوب خوافق.......اوبان وجهك فالاسرة تبسمقد عظموك فأنت في أقداسهم............... رب وما عدلوا فأنت جهنمام ان تنبؤات محي الدين ابن عربي حول مبادرته :::::: اذا دخل السين في الشين ظهر قبر محيي الدين"""وهل نحن بحاجة الى مبادرة السين شين ليكون للحب مكانا في قلوبنا وقلوب السياسين والحكاموهل الخلاف المذهبي يتمحور على طاولة المتحاورين ليفشلوا الحوارأم أن بالتفاهم يعمر القلوب محبة المسيح ورحمة محمد وصبر علي فقد صدق صاحب المبادرة السين شين حين قال شعراوهل يجدي الشعر على افواه المتحاورين وهل ينطقون ابيات صاحب الفتوحات المكية لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي إذا لم يكن ديني إلى دينه دانيو قد صار قلبي قابلاً كل صورة فمرعى لغزلان و بيت لأوثانو دير لرهبان و كعبة طائف و ألواح توراة و مصحف قرانيأدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك