بالرجوع الى فعل "ساس" أي وجه وسير الأمور وأدارها بحرفية وتخصص، يذهب العقل نحو أن "السياسي" هو غير "السايس" الذي يوجه الخيل ويدربها ويربيها، ويتم التوصل وفقا لذات المعيار الى تعريف أن (السياسي ) هو الشخص الذي يتولى تسيير امور الناس ورعاية مصالحهم، ولأن مصالح البشر تتعارض وتتناقض وتتشابك وتتداخل وتتعقد، كان دور السياسي هو العمل في ميدان التوفيق بين هذه المصالح ورعايتها، وبما يحقق في النهاية مصلحة الجماعة ..والميدان الذي أشرنا اليه والذي يعمل فيه السياسي هو "السياسة".. باختصار فإننا نعرف الآن أن دور السياسيين هو رعاية مصالح الأفراد العاديين الذين لا يشتغلون بالسياسة وذلك بالطبع بطريقة تحقق الصالح العام وليست مصالح شخصية خاصة.
والسياسي هو الذي يفقه فلسفة فن الممكن وهي "فرية" علم السياسة . وهو الذي يعرف متى يسكت حين يطلب منه الحديث، ومتى يتحدث حينما يقتضي منه السكوت وله أي للسياسي أدوات ، معول ومجرفة ومنجل ومسحاة ومطرقة و مكنسة أيضا...! يستخدمها إستخداما مزدوجا! المعول الذي يفترض أن يستخدمه لعزق الأرض وتهيأة مناخات العمل الوطني ،يستعمل للهدم كما هو حاصل من أغلب سياسيينا هنا في العراق، المجرفة أداة إزالة التجاوزات عن حقوق الشعب تستعمل كأداة مناورة للتنقل بين الكتل والقيم أيضا ، المنجل الذي يفترض أن يكون لتشذيب الرؤى والأفكار وتعديل الحافات، يستخدم لقطع الصلات بالماضي الأسود للسياسي، والبدء بصفحة جديدة يضحك فيها على الذقون!.. المسحاة لا يستعملها إلا السياسيين المهمين والفاعلين وطنيا، وذلك للحفر في وجدان وذاكرة الشعب عميقا، عملا صالحا تماما مثل مهمة المسحاة لدى الفلاح، غير أن الساسة لديهم إستعمال آخر لها فهم يعمقون بواسطتها الهوة بينهم وبين الشعب بحفر الأمتيازات والمنافع الشخصية..! المطرقة جهاز إعلامي كفوء يخدم الأهداف ويحولها الى واقع مقبول ، فيما هم يلوحون بها لتكسير الرؤوس بإستمرار الطرق على مواضيع خلافية بعينها!.... لكن المكنسة أحتفظ بها الشعب يكنسهم بها الى مزابل التاريخ..!
كلام قبل السلام: ما يبدو أحياناً وكأنه النهاية كثيراً ما يكون بداية جديدة...
qasim_200@yahoo.com
https://telegram.me/buratha