المقالات

بعد قرن وربع..لازال هارون مخمورا..والكاظم مسجونا..واهل بغداد على الجسر

770 14:48:00 2012-06-15

احمد عبد الستار الاسدي

اليوم اكملت ذكراه القرن والربع . بكل الاباء بكل التحدي بكل الصبر والصمود لهذه الشخصية الرسالية ، وبكل معاني التسامح والمحبة وكظم الغيض التي بثتها نفسه الزكية في فضاء المحبين والمريدين .. عذرا لسنا في صدد استحضار الدروس والعبر فهي من الحجم ما لا يتسع له سطور اعدها احد الجهلاء .

منذ عام (183 هـ) والى (1433 هـ) والتاريخ يسجن الامام موسى بن جعفر ويمجد ذلك السلطان العباسي الماجن السكير . فبعد 1250 عام لا يزال في مناهج تدريس التاريخ العربي الاسلامي ما يمجد ويتغنى بهارون وشعراءه وجواريه وخمره ومجالس طربه ويعتبرها الحقبة الذهبية في تاريخ الامة . ذلك ما تحويه مناهجنا الدراسية مع كل التدليس للحقائق التاريخية والشواهد الادبية من نصوص شعرية وغيرها . تلك المناهج ذاتها تغيب احد ابرز واهم علماء وائمة المسلمين .

وهنا يبرز تساؤل . هل ان وجود شخصيات كالامام الكاظم (ع) يمثل نزعة طائفية واستفزاز للمذاهب والاوساط الدينية ؟ بالتأكيد العكس هو الصحيح . فالامام الكاظم (ع) حاظرا في الضمير السني بمثل حضوره في قلوب انصاره واتباعه . بل ان الاول يمتاز بخصوصية فريدة ربما . اذ انه الاستاذ والمعلم لاحد ابرز مؤسسين المذاهب الاربعة في المذهب السني (الشيخ ابو حنيفة النعمان) وقال بحقة النعمان ـ رحمه الله ـ "لولا السنتان لهلك النعمان" في اشارة الى العامين التي قضاها في الدراسة عند الامام الكاظم (ع) وفظله عليه وعلمه الواسع .

وواهم جدا من ظن ان وجود الكاظم (ع) على حساب هارون يثير الحساسية عند ابناء المذهب السني لان المسلمين قاطبة وبكل فرقهم ومذاهبهم ومشاربهم الفكرية والعقدية لايشرفهم لا من قريب ولا من بعيد ذلك الخليفة السكير ومجالس طربة وجواريه وخمره وما تناقله التاريخ عن نزواته ومجونه .

فبفضل خلفاء مثل هارون العباسي اولاً ، وبفضل امتداداتهم البائسة ثانياً ، وبفضل تلك الاقلام الحقيرة التي دونت التاريخ ثالثاً بقصائد المديح المأجورة . وصلت صورة الاسلام المشوهة للغرب . فلو لاحظت اي فيلم سينمائي غربي عن العرب فيصور لك الخليفة بـ"كرشه" المتدلي وقصره الفاخر وجوارية التسعين ومائدته العااااامرة وجرار الخمر التي تحيط به . كل ذلك اعطى الصورة السيئة في العقل الجمعي الغربي عن العرب والمسلمين وحضارتهم . وللاسف نحن من ساعد في ذلك .. كوننا نحبس الكاظم في تاريخنا وندع الرشيد مخمورا الف ليلة وليلة !!

اسألكم بالله .. هل العار في التاريخ وجود الكاظم (ع) ام وجود هارون ؟؟ ولماذا يدرس ناشئتنا هذا التظليل والاسفاف التاريخي ... الا يوجد في التاريخ شخوص وابطال يستحق الافتخار بهم غير تلك الشرذمة البائسة القذرة ؟؟ امة تتنكر وتستعر من ابطالها الحقيقيين امة مكانها الحظيظ .. وواقعا هذا خو الحيز الذي نشغلة اليوم في سلم الثقافة والحضارة الانسانية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد عبد الستار
2012-06-16
استاذي العزيز ... اخطأت في اختيار الكلمات وارجو ان اكون قد اصبت هدفي والعذر عند كرام القوم مقبول
حسين الناصري
2012-06-16
القرن 100 عام وليس الف عام السلام على باب الحوائج
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك