نور الحربي
رُبّما يعتقد بعض مراهقي العمل السياسي وأصحاب الطروحات الناقصة أن استمرار الأوضاع الحالية وتوالد الأزمات سينتهي بركوع طرف من الأطراف معتقدا انه يقف مع الجهة والمعسكر الأقوى، فيما ينظر الخصوم في الطرف الآخر للازمة من نفس المنظار متناسين ان الطريق إلى حل الأزمة السياسية يكمن بالوقوف عند الأسباب التي أوصلتها إلى هذا الحد وهي تسير باتجاه الطريق المسدود الذي يشعر البعض أن لا خيار أمامهم إلا بسحب الثقة من الحكومة، والسبب في كل ذلك بشكل واقعي هو ان الحلول المطروحة ليست واقعية مما يعني ان تدور الأزمات وتتكاثر ويزداد حضورها وظهورها بأشكال أخرى تجعل من الوضع العراقي يقف حائرا أمام معطيات خطيرة تتمثل باستفحال كل أزمة، مما يؤدي إلى تراكمها، ان عدم النظر إلى الحلول بنظرة واقعية يعني المزيد والمزيد من التضييق واستحالة الحل، مما سينعكس سلباً على كلّ الملفات الخدمية والأمنيّة وحتّى السلم الاجتماعي وهذا ما نلمسه عبر سلسلة المجازر التي ارتكبت بحق زائري الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) بالسيارات المفخخة والعبوات والأحزمة الناسفة في أكثر من مكان، فضلاً عن ترويع المواطن العراقي في أغلب محافظات البلاد مما يفتح الباب على أكثر من سؤال عن من يتحمل مسؤولية دماء العراقيين التي تراق بهذا الشكل بين فترة وأخرى وهل نحنُ نحتاج فعلاً إلى كلّ هذا الشحن واستمرار حالة الصراع والتجاذبات والى أين ستقود الأوضاع في بلادنا وسط حالة من الأسى وضياع الشارع الذي يتساءل بين الحين والآخر عن جدوى هذه التضحيات التي يقدمها ولمصلحة من ؟؟، ومتى يمكن للأجهزة الأمنية من وضع الخطط الناجعة التي تحقن الدماء وتعاقب المجرمين والمتورطين جراء أفعالهم وجرائمهم الدنيئة وغير ذلك من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات وإجابات مقنعة مع استمرار حالة القصور والتقصير الأمني، ولا يفوتني هنا أنّ أتساءل لماذا يدفع الشعب العراقي ثمن التقاطعات السياسية فبالإضافة لدماء العراقيين التي تسيل بشكل يومي نتيجة هذا القصور وعدم جدوى الحلول الترقيعيّة والأساليب التقليدية في معالجة الملف الأمني يحرم المواطنون من وصول الخدمات إليهم بشكل مستمر ولا ادري حقا إلى متى سيتمكن أبناء شعبنا من تحمل الوعود الكاذبة والتبريرات السخيفة بينما يعيش السياسيين في قوقعة أزماتهم وحروبهم العبثية وآرائهم الناقصة، منشغلين بكيف ومتى سيثيرون موضوعا جدليا ويثيرون أزمة جديدة تضاف لنتاجهم الخرافي من الأزمات التي لن تنتهي غير مبالين بالحلول والمبادرات التي تطرح للوصول إلى الحل المتمثل بالعودة إلى أصل الخلاف وأسبابه الجوهرية، وبحثها دون ان تكون هناك اشتراطات وخطوط حمر قد يكون وضعها سبباً في ازدياد الهوة بين الفرقاء، عندها يمكن ان نقول إننا وصلنا إلى منتصف الطريق لنشرع في الحل الذي ننتظر ان يكون ملبياً للطموحات ويسهم في إنهاء حالة الصراع التي لا طائل منها أبداً.
https://telegram.me/buratha