أياد الناصري
لم يأتِ عقد اجتماعات مجلس الوزراء في المحافظات بجديد أو انعكس على واقع تلك المحافظات المزري، والإهمال الواضح لأبنائها وتردي مستوى الخدمات المقدمة وخاصة من قبل الوزارات، واليوم وبعد أن وصل قطار الحكومة إلى الناصرية في ظل أزمة الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة ليواصل السيّد المالكي حملة الفتوحات للمحافظات زحفاً بمركزية قوية قافزاً على كل دعاوى الأقاليم التي لوح بها يوم اشتدت به أزمة سحب الثقة، ومتنكراً لنداءات اللامركزية وشعارات الإصلاح والتغيير التي أطلقها ويطلقها مع تبدل المزاج السياسي فلم يمر بطريق الموت الرابط بين الناصرية والسماوة ولم ينتبه وزير الكهرباء وهو الذي غادرها منذ أيام بوعود كاذبة جديدة بتعدد المحطات الكهربائية في المحافظة إلى أنّها حتّى الآن تفتقر لأبسط حقوقها من الكهرباء، فلازالت الناصرية تعاقب من قبل السيد حسين الشهرستاني مستشار رئيس الوزراء لشؤون الطاقة كما لم يعد الهور إلى ثلث ما كان عليه ليبقى جافاً قفار وفيافي ولازالت مدارس الطين قائمة في أرياف الناصرية بل زادت وزارة التربية الطين بلة، فإزالتها حين احتالت بعض تلك المدارس على مقاولين فاشلين هرب اغلبهم ليبقى التلاميذ بلا صفوف ولا جدران ولا مصطبات مدارس في العراء ولازال و00000و0000والمعاناة مستمرة فماذا سيفعل مجلس الوزراء لمدينة فيها سبعة نواب وهم من الشخصيات القوية في مجلس النواب لكن بلا فائدة، محافظة تواجه بيروقراطية المركز وروتينه القاتل فما الذي سيتغير في واقعها والمجتمعون سبب معاناتها ونكبتها فهل يستطيع مجلس الوزراء ان يغير قانون استملاك الأراضي وتحويل صفة الأراضي حيث بقيت أراضي الفلاحين تئن تحت وطأة جنسها كونها أراضي أميرية عائدة للدّولة ليخرج الفلاح من جور الإقطاعيات العشائرية السابقة إلى تحكم الدولة التي لم تقدم للمحافظة شيئاً أم هل سيغير قانون إحالة المشاريع والذي سن وقنن لشرعنة الفساد وحماية المقاولين، وإنتاج طبقة المستفيدين من إحالة تلك المشاريع، أم ان الوزراء سيعجلون ببناء مطار الناصرية بعد ان اقر قبل أكثر من ثلاث سنين بتحويله من قاعدة الإمام علي العسكرية إلى مطار مدني ولازالت وزارة الدفاع لا تقر بهذا القرار مع العلم ان الاجتماع كان في هذه القاعدة وهل يستطيع رئيس الوزراء أنّ يعطي المحافظة حقها بمنفذ حدودي يساعدها في يوم من الأيام من تغيير واقعها ويظهرها إلى العالم الخارجي ولماذا تبقى الناصرية محاطة بمحافظات الأنبار والمثنى، على الرغم من بعد هذه المحافظات عنها بمئات الكيلومترات، لا لشيء سوى أنّ إرادة البعث والتفكير الطائفي والعنصري أراد ذلك فبقى مقدساً وكفر مجرد التفكير بتغييره فماذا يريد رئيس مجلس الوزراء واجتماع مجلس الوزراء ان يفعل للناصرية ان لم يغير بعض هذه المعاناة، أمّا ان تكون الناصرية منبراً خطابياً ومكاناً للفتوحات والبطولات فهي مشبعة وذاكرتها متخمة من هذه الأساليب فتاريخها يمتد إلى ستة آلاف سنة ومنها بدأت البشرية وفيها كتب وشرع، بكى وغنى ، ظلم وثار, قتل وقاتل، امن وأبدع الإنسان، فهي لا تحتاج إلى كلام وخطب ولا إلى وعود فهي من علمت الإنسانيّة سعة الخيال وإبداع الجمل ولازالت كذلك ما تحتاجه الناصرية وأبنائها أفعال لا أقوال وهذا ما تحتاجه كل المحافظات فهي لا تحتاج اجتماعات ومؤتمرات للبهرجة واستعراض الخطب والكلمات الرنانة.
https://telegram.me/buratha