المقالات

مبروك للشعب العراقي هذه الزيادة

636 13:00:00 2012-06-18

حيدر عباس النداوي

 تسعى دول العالم في كل بقاع الأرض الى تقديم أفضل الخدمات لأبنائها, وتتسابق على معالجة الظروف الاستثنائية التي تمر بشعوبها من قبيل الهزات الأرضية او الفيضانات او الكوارث الطبيعية, وقد تكون ارتفاع درجات الحرارة من أسهل هذه المشاكل التي تواجه هذه الدول وتكتفي فقط بابداء التوجيهات والنصائح لكبار السن والنساء والاطفال بضرورة البقاء في المنازل والإكثار من تناول السوائل والمرطبات والاستمتاع بالتبريد المركزي مع انها تترك الباب مفتوحا للراغبين بممارسة هواية السباحة او اخذ دوش سريع في الشوارع العامة والنافورات. وهذا الامر يختلف في العراق كليا لان ارتفاع درجات الحرارة يعني زيادة في ساعات القطع المبرمج ويعني ان جهنم تفتح ابوابها في البيوت وفي الشوارع, ويعني ان الناس تنتظر قيام الساعة لتتخلص من هذا العذاب المقيم, فاذا كانت دول العالم تطالب رعاياها بالبقاء في المنازل ماذا ستطلب الحكومة العراقية من مواطنيها؟ هل تطالبهم بالخروج الى الشوارع وهي جحيم لا يطاق ام تطالبهم الزام مساكنهم والاكثار من سب الحكومة ووزير الكهرباء السابق واللاحق ونائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة, لانه وعدهم بان يكون صيفهم هذا العام افضل من ليالي الف ليلة وليلة .ان الحديث عن مشكلة الكهرباء ليس نزهة او تسلية او مشكلة عابرة يمكن تجاوزها بكلمات وامنيات بل هي معضلة ومأسات يجب التوقف عندها طويلا ووضع الحلول الصحيحة لها لانها في الطرف الاخر مشكلة يمكن حلها بيسر وسهولة واساس حلها يكمن في النزاهة والاموال, وكما اعتقد ان قطاع الكهرباء حصل على اموال لم يحصل عليها أي مفصل حكومي اخر لكن الفساد يكاد يكون الاول في الاتجاه الاخر ويبدوا ان مقولة اينما يوجد المال يوجد الفساد قد تجسد على ارض الواقع في وزارة الكهرباء بأفضل مصاديقه.لن تنتهي ازمة الكهرباء في العراق ولن نتخلص من تصريحات الشهرستاني اليومية المتناقضة والتي لا تقل ألماً ومرارة عن زيادة ساعات قطع الكهرباء في هذا الصيف الاستثنائي, لانه في الصباح يصدر الكهرباء الى جزر (الواق واق) وفي المساء يستوردها من سوريا وبعد ايام تتوقف المحطة الكهربائية الوطنية نهائيا والسبب مرة بفعل فاعل ومرة قضاءً وقدر.ان فشل الحكومة بصورة عامة ووزارة الكهرباء بصورة خاصة في تحسين واقع الكهرباء لا يخرج عن اطار الوضع السياسي المرتبك وتقاسم ادوار الفشل بين الفرقاء السياسيين الذين ادمنوا لعبة الكذب واستحسانه وليس في ذلك غضاضة على هؤلاء البائسين, لكن الدور يبقى على المواطن في تحديد مصيره وبناء مستقبله والتصرف بامواله بطريقة تحفظ كرامته وتجعله يعيش مثل باقي شعوب المنطقة او ابناء المحافظات الاخرى وكما يحدث في اقليم كردستان .اتمنى ان يطالب ابناء الشعب العراقي من وزير الكهرباء ومن نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الشهرستاني التوقف نهائيا عن تصريحات الزيادة في انتاج الطاقة الكهربائية وان يمارسوا مهامهم من مسؤوليات ادنى بان يسكنوا في احد الاحياء الفقيرة وان يكتفوا من الكهرباء بما تجود به الوطنية وان يكيفوا انفسهم على امبيرات المولدة وان يستقلوا الكيات او الكوسترات في صباح بغداد اللاهب وفي ظهيرتها الجهنمية لانهم عند ذلك فقط سيعرفوا معنى ان يكذب الانسان ومعنى ان يتحمل الانسان الاستماع الى مثل هذه الاكاذيب.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراقي
2012-06-18
الكهرباء صارت مرض مزمن _بعد ميفيده اي علا.كلها مسكنات ومهدءات من الوزير والشهرستاني
الكوفي
2012-06-18
والله اخاف اكول شعب ما عنده احساس وابتلي ، خلي شويه نحجي بصراحة ولا تزعلون مني يالعراقيين ، اقسم بالله الحكومة لو تدري اكو شعب بطلع بلعن ابهاتهم ويسحلهم بالشوارع ما كان حال الكهرباء الى الان ، اذا الشعب مكيف ومسوي المالكي نبي شلون ما يستهتر المسؤول ويبقى بس يلغف المليارات ، خلي يطلع الشعب ويسال المالكي وين راحت 25 مليار دولار للكهرباء وكهرباء ماكو ، عمي ياشعبنا تره المالكي مو صدام وما راح يضربكم كيمياوي من اطالبون بالكهرباء وهذا حقكم ، واذا عاجبكم الوضع الف عافيه عليكم والله يزيدها .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك