حيدر عباس النداوي
تسعى دول العالم في كل بقاع الأرض الى تقديم أفضل الخدمات لأبنائها, وتتسابق على معالجة الظروف الاستثنائية التي تمر بشعوبها من قبيل الهزات الأرضية او الفيضانات او الكوارث الطبيعية, وقد تكون ارتفاع درجات الحرارة من أسهل هذه المشاكل التي تواجه هذه الدول وتكتفي فقط بابداء التوجيهات والنصائح لكبار السن والنساء والاطفال بضرورة البقاء في المنازل والإكثار من تناول السوائل والمرطبات والاستمتاع بالتبريد المركزي مع انها تترك الباب مفتوحا للراغبين بممارسة هواية السباحة او اخذ دوش سريع في الشوارع العامة والنافورات. وهذا الامر يختلف في العراق كليا لان ارتفاع درجات الحرارة يعني زيادة في ساعات القطع المبرمج ويعني ان جهنم تفتح ابوابها في البيوت وفي الشوارع, ويعني ان الناس تنتظر قيام الساعة لتتخلص من هذا العذاب المقيم, فاذا كانت دول العالم تطالب رعاياها بالبقاء في المنازل ماذا ستطلب الحكومة العراقية من مواطنيها؟ هل تطالبهم بالخروج الى الشوارع وهي جحيم لا يطاق ام تطالبهم الزام مساكنهم والاكثار من سب الحكومة ووزير الكهرباء السابق واللاحق ونائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة, لانه وعدهم بان يكون صيفهم هذا العام افضل من ليالي الف ليلة وليلة .ان الحديث عن مشكلة الكهرباء ليس نزهة او تسلية او مشكلة عابرة يمكن تجاوزها بكلمات وامنيات بل هي معضلة ومأسات يجب التوقف عندها طويلا ووضع الحلول الصحيحة لها لانها في الطرف الاخر مشكلة يمكن حلها بيسر وسهولة واساس حلها يكمن في النزاهة والاموال, وكما اعتقد ان قطاع الكهرباء حصل على اموال لم يحصل عليها أي مفصل حكومي اخر لكن الفساد يكاد يكون الاول في الاتجاه الاخر ويبدوا ان مقولة اينما يوجد المال يوجد الفساد قد تجسد على ارض الواقع في وزارة الكهرباء بأفضل مصاديقه.لن تنتهي ازمة الكهرباء في العراق ولن نتخلص من تصريحات الشهرستاني اليومية المتناقضة والتي لا تقل ألماً ومرارة عن زيادة ساعات قطع الكهرباء في هذا الصيف الاستثنائي, لانه في الصباح يصدر الكهرباء الى جزر (الواق واق) وفي المساء يستوردها من سوريا وبعد ايام تتوقف المحطة الكهربائية الوطنية نهائيا والسبب مرة بفعل فاعل ومرة قضاءً وقدر.ان فشل الحكومة بصورة عامة ووزارة الكهرباء بصورة خاصة في تحسين واقع الكهرباء لا يخرج عن اطار الوضع السياسي المرتبك وتقاسم ادوار الفشل بين الفرقاء السياسيين الذين ادمنوا لعبة الكذب واستحسانه وليس في ذلك غضاضة على هؤلاء البائسين, لكن الدور يبقى على المواطن في تحديد مصيره وبناء مستقبله والتصرف بامواله بطريقة تحفظ كرامته وتجعله يعيش مثل باقي شعوب المنطقة او ابناء المحافظات الاخرى وكما يحدث في اقليم كردستان .اتمنى ان يطالب ابناء الشعب العراقي من وزير الكهرباء ومن نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الشهرستاني التوقف نهائيا عن تصريحات الزيادة في انتاج الطاقة الكهربائية وان يمارسوا مهامهم من مسؤوليات ادنى بان يسكنوا في احد الاحياء الفقيرة وان يكتفوا من الكهرباء بما تجود به الوطنية وان يكيفوا انفسهم على امبيرات المولدة وان يستقلوا الكيات او الكوسترات في صباح بغداد اللاهب وفي ظهيرتها الجهنمية لانهم عند ذلك فقط سيعرفوا معنى ان يكذب الانسان ومعنى ان يتحمل الانسان الاستماع الى مثل هذه الاكاذيب.
https://telegram.me/buratha