المقالات

ازمة تخفي ازمات اكبر

1071 00:00:00 2012-06-23

 

 

ازمة الثقة الراهنة، على كبرها ودلالاتها، تخفي ازمات اكبر.. فمنذ عقود ونحن لا نقدم حلولاً لقضايانا الاساسية.. ونستمر دون ان نسائل انفسنا.. هل تحسن امننا عما كان الامر عليه في الخمسينات والستينات؟ وهل افاقنا الاقتصادية افضل؟ واسسنا لنظام حقوق ومصالح يحقق التقدم والرفاه؟وهل تحسنت الزراعة والصناعة والخدمات؟ ام ازداد اعتمادنا على النفط؟.... وهل قدمنا حلولاً جدية لمسائل الفقر والجهل والتعليم والصحة والبيئة والمياه والطرق الخربة والبيوت الصفيحية والكهرباء والمواصلات والاتصالات.. وغيرها من مستلزمات تخرجنا من دورة التخلف وتدخلنا في دورة التقدم؟

ولاشك لدينا ان البلاد ستستمر في انتاج الازمات التي هي ليست مجرد اختبار لاشخاص.. بل اختبار للنظام الجديد..وهل سيعيد انتاج علاقات الماضي ونتائجها ام سينجح في انتاج علاقات جديدة ونتائج نرتقي بها لمصاف الامم الناهضة. فالازمات المزمنة وتكرارها هو كالامراض المزمنة.. عطل لنظم الحياة ولحسن عمل الاعضاء والمركبات.. التي تقود للنوبات والعذابات او المصير المحتوم.

والخوف كل الخوف، ان نكون قد سقطنا في حالة نعتبر التعايش مع الازمات حلاً لها.. فندخل الحروب فيما بيننا ومع جيراننا.. او نتحمل تفجيرات القاعدة والارهاب ونقدم يومياً عشرات ومئات الضحايا فلا نجد من حل سوى التبريرات وبكاء موتانا وادانة اعدائنا.. او ان نعتاد انعدام الخدمات، وتراجع مؤشرات التقدم، وغزو جيوش العاطلين والخراب والقاذوراتوالروائح الكريهة والفوضى، ورواج اخلاقيات الكذب والغش ، والفساد.. لنرمي المسؤوليات على غيرنا ولا نحاسب انفسنا.. ولا نعتبر ذلك سبة واهانة لسيادتنا وكرامتنا، لكننا ننتفض اذا ما مساحدهم مسؤولاً او زعيماً.

مرت امم غيرنا بما هو اسوء مما نعيشه، وامتلكت امكانيات بشرية وطبيعية اقل مما لدينا.. لكنها استطاعت عبر قيادات مسؤولة، وعمل دؤوب، وتعاضد ابناء الشعب، والتخلي عن اساليب المخادعة.. والالتزام بالمصارحة والصدق والمناهج البناءة العملية والعلمية من الانتقال من وضع لاخر جديد تماماً. فالاعداءالتاريخيون ليس هذا الشخص او ذاك الحزب او تلك الدولة.. بل العنف والفقر والجهل والتفرقة وسوء الادارة والفساد.... والقوة -اساساً- ليس ابراز العضلات والتصريحات النارية، واثارة الاحقاد، بل الكفاءة والامانة والعمل والتعليم والنظام والقانون والحقوق، وجعل ميزان الصالح والطالح ليس الادعاءات، بل تحقيق الخير والتقدم بالوقائع والارقام.. ووضعها لخدمةالانسان والمواطن، الذي اكرمه الله سبحانه، ولم تكرمه نظمنا.

 

5/5/623

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سالم العراقي
2012-06-27
لك كل التقدير من شخص احبك في الله يادكتور عادل ويقينا انك احببته، وعذرا انه لم يكتب اسمه الصريح ولكن يكفيه انه التقاك مرات وتحدثتم في الشأن العراقي..كل العراقيين ارادوك لرئاسة الوزراء، وتحظى باحترام غالبية العراقيين والكتل ، ولكن للاسف نقوا ان موقف المجلس الاعلى ومنظمة بدر لم يكن صلدا معك، وبعض متسولي المناصب من التيار الصدري وقفوا ضدك، والمالكي بالمطلق عدو لك، العراقية والاكراد والشرفاء أرادوك ولكن ايران رفضتك، لكي ما يصير براس العراق خير..تبقى علم اخي دكتور عادل
علي الغانم
2012-06-25
فكر وقاد ومنهج واضح ونزاهة وعفة وشرف وتواضع وموضوعية ومهنية عالية ... ما احوجنا اليوم لكل مايحمله السيد الجليل عادل عبد المهدي من صفات لقائد لمثل هذه الظروف فعراقنا لن تستقيم اموره ولن يخرج من مسلسل ازماته المتلاحقة وعصا القيادة بيد من امتهن الكذب وسيلة لادارة البلاد.
علي السيد مهدي
2012-06-25
تحياتي الى الدكتور عادل عبد المهدي متى يتعلم الشعب وينتخب الاشخاص المناسبين الذين يوصولننا الى بر الامان والتقدم. الازمة التي يمر بها العراق وسببها السياسين والشعب الذي اختار مثل هؤلاء الاشخاص الذين يخلقون الازمات يمكن من خلال هذه السنتين والازمة التي نمر بها ان يميز بسهولة الاحزاب والاشخاص الجيدين الذين يمتلكون الكفاءة والامانة.و وانتخابات المحافظات قريبة وهي اختبار للشعب هل وصل الى التميز بين الذي يريد مصلحة الشعب ام مصلحة نفسه والركض وراء السلطة والمنصب.
كلمة
2012-06-25
العجب كل العجب يا دكتور ان الفرد العراقي لم يصل الى مرحلة النهوض بالواقع فيكتفي الفرد بايجاد البدائل التي تقلل من كرامته ويساير كل واقع مؤلم ولا اعلم لما>ا هل هو يأس أو اعتياد ال>لة او عدم الاحساس بحجم المأساة هناك قطاعات من السهل ان نرفع مستواها دون الحاجة لميزانيات ضخمة واولها التعليم ولكن لاتوجد همة ابداً ولا اعلم ما>ا ننتظر
امجد سعيد جاسم
2012-06-24
اتمنى ان تقرأ وبتمعن هذه المقالة من قبل كل المسؤولين في الدولة بل وحتى المسؤولين في الدوائر الخدمية والثقافية والاقتصادية ووو الخ وليحاسب كل مسؤول نفسه عن ماذا قدم وهل هو اهلا لمنصبه ورحم الله امرىء عرف قدر نفسه تحياتي للاستاذ د عادل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك