المقالات

الدستور هو الفيّصل وليس رغبات القادة

505 07:06:00 2012-06-23

خضير العواد

لقد صمم العراقيون على بناء بلد ديمقراطي يحيى فيه الجميع بالتساوي ، على الرغم من الصعوبات الجمة التي وقفت حائل أمام هذا البناء ، ولكن العراقيون ضحوا وعانوا وصبروا حتى أفشلوا جميع المخططات التي أرادت أن تهدم العملية السياسية في العراق ، وبسبب الهجمة القاسية التي قادتها أغنى دول في العالم ونفذها لهم أسوء ما عرف العالم من مجرمين وهم القاعدة والوهابية بالإضافة الى بعض العراقيين الذين قد باعوا ضمائرهم ووطنيتهم بأبخس الأثمان ، فأن العملية الديمقراطية في العراق تواجه الكثير من الضغوط والتهديد من قبل ممن يخسر مكاسبه وأمتيازاته فالسعودية وقطر وبقية دول الخليج لا تحبذ قيام نظام ديمقراطي في العراق لأنه سيصبح نقطة تهديد لعروشهم وقد تاثرت بالفعل الكثير من الشعوب العربية بالتغيرالذي حدث في العراق ، بالإضافة لبعض المجاميع التي تشترك بالعملية السياسية وهي رافضة للعملية الديمقراطية بل محاربَ لها وتسعى لتدميرها لأن العملية الديمقراطية تحطم كل أحلامهم في العودة الى حكم العراق بالحديد والنار ، فبسبب هذه الضغوط والتحديات يجب أن يعطى الدستور وبنوده الكثير من الإحترام والتقيد بمحتواها حتى يتم تثبيت أسس الديمقراطية ، وهذا يتطلب أن يتجه الجميع الى الدستور في كل خطوة من خطوات العملية السياسية ، وهو الفيّصل في كل القضايا لأنه الميثاق الذي صوت عليه الشعب العراقي وموافقتهم عليه لكي يكون الراعي الوحيد للعملية السياسية ، فعليه يجب على كل قيادي أو سياسي أن تكون تصريحاته أو أراءه أو أفكاره التي يطرحها موافقة لبنود الدستور وأن لا تخالفه ، لأن الدول الديمقراطية لم تنجح إلا بإلتزامها بالدستور مع العلم عندهم شخصيات مفكرة وعبقرية في عالم السياسة ولكن الدستور خط أحمر لا يمكن لأي شخص أن يهمل بند واحد منه وإذا همله أو عطّله عندها سيكون القضاء ينتظره فكلما كان الألتزام ببنود الدستور أقوى كلما كانت الحياة الديمقراطية أكثر قوة ومتانة ، وإذا أريد طرح فكرة معينة تخالف الدستور لا يمكن تطبيقها فيجب أن يتجه الساسة الى أدوات الديمقراطية لكي يتم تشريع قانون يتناسب مع هذه الفكرة فبدون هذا القانون لا يمكن تطبيق هذه الفكرة ، كما هو الحال مع عدد المرات التي يمكن لرئيس الوزراء تولي هذا المنصب ، الدستور العراقي لم يحدد فترة محددة بل يمكن لرئيس الوزراء ترشيح نفسه لأكثر من مرة كما هو الحال في كندا وبريطانيا ، ولكن في هذه الأيام نلاحظ الكثير من التصريحات التي تريد من السيد المالكي أن لا يرشح نفسه لولاية ثالثة ، هذا الطلب مخالف للدستور لأن الدستور أعطى الحق لكل مواطن عراقي ترشيح نفسه لأكثر من مرة فلماذا تريدون منع مواطن عراقي من هذا الحق الدستوري ، ولكن إذا أستطاع البرلمان العراقي أن يسن قانون يحدد عدد المرات التي يتيح لأي شخص تولي رئاسة الوزراء عندها حتى طلبكم لا يحتاج إليه بعدم ترشيح المالكي وإنما الدستور سيمنع ذلك والجميع يجب أن يطبقوا الدستور بحذافيره ، وإذا لم تستطيعوا سن مثل هكذا قانون فيجب على أن تحترموا الدستور وأن لاتصرحوا أو تطرحوا أفكار تخالف الدستور ، لأن المسألة ليست أنا أريد أو أنا أحب أن تكون هذه الفكرة أم تلك لأن نظامنا ليس نظام دكتاتوري كلما يريد الرمز القائد يجب أن يطبق أو كما قال الدكتاتور صدام القانون هومجرد جرت قلم ليس إلا ، بل نظام يعتمد على الدستور في كل شئ وعلى تشريعات البرلمان ، وهكذا سيتم بناء بلد ديمقراطي نضمن من خلال هذا النظام الحياة السعيدة للأجيال وحتى نؤمن لهم عدم رجوع الدكتاتورية الى حكم العراق ، لهذا يجب ان نتبع الدستور في عملية تحديدعدد المرات التي يمكن لرئيس الوزراء أن يتولى هذا المنصب وليس التصريحات الرنانة التي تربك الحياة السياسية وتعرضها الى مخاطر لا يحمد عقباها .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك