المقالات

الكل يلوذ بالحكيم والطالباني

458 22:56:00 2012-06-24

خميس البدر

مع كل الشد والجذب والمهاترات وتباري المتبارين وتنافس المتنافسين وظهور الفرقاء السياسيين بمظهر العداوة والاحتراب ووصول الأزمة إلى نقطة النهاية واللاعودة، باتت العملية السياسيّة على حافة الهاوية ومع تشعب هذه الأزمة وتداخل المصالح وتعدد أطرافها واختلاف الأهداف التي تحركها إلاّ أنّ مواقف رجال وشخصيات مثلت دائماً صمام الأمان وضمانة حقيقة للشعب العراقي والدفاع عن مصالحه خفف من حدتها وعدم تطورها أكثر أو إبقاء الأمور في حدود التراشق المتبادل، وبقاء أمل في الحل و تحقيق الإصلاح فما عرف عن السيّد عمّار الحكيم من بعد نظر في مواقف عديدة وأزمات كثيرة والوضوح في التعامل مع الآخرين، واحترام وجهات نظرهم مع عدم تبنيها والتعامل مع الجميع وعلى قدم المساواة، فهو لا يبتعد عن احدهم فلا قطيعة مع احد، ويحافظ على مسافة متساوية في التعامل بينه وبين الجميع لا يتجاوز هو عليها ولا يسمح بتجاوز الآخرين، وهذه المسافة هي ساحة العمل والحراك المشترك وتبادل الأفكار والحوار والخروج بفهم مشترك، ناهيك عن المبدئية في المواقف وهذا لا يعني التحجر والتزمت والتطرف بل هو الفهم والإيمان الحقيقي بالمشروع الذي يحمله رغم كلّ ما قيل عنه وما تعرض له من اجل إنجاحه والتحرك نحو الهدف المركزي بخطى ثابتة، فضحى بالغالي وقدم أثمان باهظة لأجل أن يراه أمر واقع وحقيقة على الأرض، مما أهله أنّ يكوّن خيار التحالف الوطني في هذه المرحلة وبالإجماع ومن كافة أركانه وكتله كمفاوض ومخول عن التحالف في الحل وتحديد مسار الأزمة وإمكانية تطويقها فالإيمان بالتكامل والتحالف التأريخي بين المجلس الأعلى وآل الحكيم مع الأكراد ومام جلال طالباني، وما مثله من بعد تأريخي وديني ومظلومية ونضال وتضحيات والتركيز على هذه المحورية ونقطة الارتكاز وما شكلته من قاعدة رصينة للعملية السياسية والتجربة الديمقراطية في العراق الجديد وعدم المخاطرة بكل العراق من اجل بعض المصالح والأجندات الشخصية والمكاسب الآنية، وان لا تترك الأمور بيد تجار الأزمات والفتن والاستماتة على المناصب والحصص والغنائم وهذا ما جعل الجميع يقف عند ما قاله الطالباني ومحورية الحكيم، وليس غريب ان يجمع التحالف الوطني على شخصية السيّد عمّار الحكيم و ان يسكت الأكراد وينصتوا للطالباني رغم تغير المعطيات فواقع الورق وحساب المقاعد ليس بصالح الطالباني ولا الحكيم كما روج له في أروقة كردستان والتحالف الوطني طيلة الفترة الماضية، إلا أن الأمور على ارض الواقع وما لهم من ثقل اجبر الجميع ولأنهم يشكلون الرقم الصعب، فعجز الفرقاء وما أوصلوا البلاد إليه من خلال هذه الأزمة رجح كفة الحكيم والطالباني وهو ترجيح لكفة العراق ورضوخ لإرادته وتحقيق مصالحه وهما يمثلان هذا البعد وهذا الإطار ومعهم يمكن أنّ نتحدث عن عقلانية وحلول والوصول إلى رؤى واضحة ومن ثم الانطلاق من جديد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي السيد مهدي
2012-06-25
ارجو من الشعب العراقي ولمصلحة العراق والشعب العراقي والاجيال القادمة ان ينتخبوا هؤلاء الرجال لكي يكون المستقبل للعراق ولكي لا نخسر وطننا و نجعل الاجيال القادمة تلومنا نحن الشعب لاننا انتخبنا اناس غير امينين على الشعب والوطن.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك