المقالات

واقعنا الراهن و دم جون....

767 09:15:00 2012-06-25

 

لاغرابة  عحين نسمع قصصا كثيرة عن تكاتف وتعاضد مجتمعنا العراقي بجميع مكوناته سواء العشائرية او القومية او الدينية ، واود في هذا المجال ان اذكر قصة حقيقية، حيث حدث ذات يوم  وبينما كنت مسافر الى احدى المحافظات الجنوبية  برفقة احد الاصدقاء الذي روى لي حكاية حصلت قبل ثلاثة عقود في العاصمة بغداد ، وتقول الحكاية: ان شابا مسيحيا كان يسكن جنوبي بغداد، وكان جارا لاحدى العوائل التي تنتمي لعشيرة من المناطق الغربية، وتكونت علاقة طيبة بين اسرة هذا الشاب المسيحي وتلك العائلة، حيث كانيجري تبادل الزيارات  بين العائلتين والتعاون في السراء والضراء..  ونتيجة لتلك العلاقة المتميزة  بين العائلتين، حصل ما يسمى عرفا (مكاتبة) وهي ان يحسب الشاب المسيحي على عشيرة العائلة التي يسكن بجوارها ، وفي يوم من الايام كان الشاب المسيحي يقود سيارته حيث حصل حادث تم فيه دهس شخصا توفي على اثرها الشخص ، وهنا  برز دور العشيرة التي تحالف معها الشاب المسيحي، حيث تجمعت العشيرة  وذهبت الى عشيرة الشخص المدهوس ( المتوفي)  التي كانت تسكن في منطقة الفرات الاوسط ، واثناء جلسة (الفصل ) بدأ كلام طويل هنا وهناك حيث كل عشيرة تقول ما عندها، وذلك من اجل الوصول الى حل يرضي الطرفين ويهديء النفوس، وبعد المناقشات والوصول الى الحلول،  تحمل شيخ العشيرة التي تحالف معها الشاب المسيحي تحمل  ما يعرف (الدية) ، وقبل الاعلان عن انتهاء الجلسة والوصول الى الحل الودي، قام والد الشاب المسيحي الذي كان حاضرا في الديوان، وقال: قبل أن تعلنوا الاتفاق ومبلغ الدية، فأنا ايضا عندي حق عندكم واني اطالب بدم جدي الذي قتل بسيوف العشائر العربية دون استثناء ،ولقيت كلمات والد الشاب المسيحي صدى كبير وتعجب الجميع  حيث برزالسؤال من هو جد  الرجل المسيحي ؟ ومن الذي قتله ؟!..وهل ان العشيرتين هما من قتلا جد هذا الرجل المسيحي ؟ وطلبوا منه ان يوضح ويفسر كلامه بشكل دقيق ، فقال الرجل المسيحي ان جدي قاتل مع امام المسلمين الحسين بن علي (ع)،  وهل ينسى جدي جون (رض) الشاب المسيحي الذي قاتل  دون امام المسلمين حتى استشهد ، واسترسل الرجل المسيحي في الكلام ان جدي شهد يوما ما بعده يوم، لقد شهد يوم عاشوراء، وشهد موقعة الحق (الحسين واصحابه) ضد الباطل جيش ( يزيد واصحابه)، وقتل جدي عمدا وقتل وقطعت اوصاله، ومع هذا لم نطالب العشائر (العربية المسلمة) بان يفصلوا ويدفعوا لنا ( الدية)،! وانتم اليوم تطالبون ان ندفعها لكم ونحن لم ولن نقصد قتل ابنكم ، ان الحادث ايها السادة قضاء وقدر، ويجب عليكم ايها السادة ان تتعلموا من امامكم الذي هو امام الانسانية جمعاء معنى التضحية والفداء والتسامح،  وجميعكم تعرفون كيف تسامح الامام الحسين بن علي (ع) يوم الطف، ولم يرفع يديه بالدعاء على جيش الكفر، واطلق الرجل المسيحي صيحات عالية احضرنا يا حسين، احضرنا يا ابن بنت رسول الله ، وعلى اثر الصيحات التي اطلقها والد الشاب المسيحي، تعالت اصوات البكاء والنحيب وهي تهتف وا حسيناه وا حسيناه.. فما كان من شيخي العشيرتين الا القول وبصوت واحد والله لقد طلبت حقك وان الحق معك وتم التنازل عن (الدية) .

من هذه القصة الحقيقية والواقعية تتجلى عدة امور لعل من اهمها ان اهل العراق يحترمون ويحفظون الجار، مهما كانت ديانته او قوميته او مذهبه ، كما ان اهل العراق فيهم طبع التسامح والوحدة، وهو ما حصل فعلا بين العشيرتين، حيث تم التسامح بمجرد ان ذكر او أستحضر رمز التسامح والوحدة، بطل الاسلام الخالد الامام الحسين بن علي (ع).

ان  ما حصل وما يحصل اليوم في مجتمعنا، من أعمال العنف والقتل، هي أمور دخيلة عليه، ودخيلة على عشائرنا التي تمتاز بصفة الطبع الحميد ومكارم الاخلاق والتعاون في عمل الخير، ونبذ العنف والعدوان، وذلك انطلاقا من قوله سبحانه وتعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الثم والعدوان) .

واخيرا ان الكل مطالب اليوم ان يثقف نفسه للتسامح والمحبة كما يأمرنا القران الكريم ورسولنا الاعظم وال بيته الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين .

41/5/625

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك