المقالات

سُبل الحل بعيدة عن رواد الأزمة **

514 13:42:00 2012-07-01

خميس البدر

من البداية كانت الحلول متوقفة على مدى استماع الأطراف المختلفة إلى لغة العقل والوقوف عند الواقع والاعتراف، وإيجاد مساحة مشتركة معه والعمل على توسيعها وتطويرها ثم جعلها قاعدة انطلاق نحو إنجاح المشروع لا التركيز على الأزمة وتحويلها وتدويرها، لا بل بات تفقيسها وانشطارها هم الفرقاء السياسيين وأطراف النزاع ورواد الأزمة بأن قصروا جهودهم ونفوذهم على الرد على آراء وادعاءات الآخرين والتفتيش في العيوب والأخطاء للطرف المقابل، متناسين أخطاءهم غير معترفين بترابيتهم وأنهم بشر يريدون ان يسوقوا أنفسهم كملائكة أو مخلوقات كاملة، بينما خصومهم من يخالفهم المعارض لهم في الجهة المقابلة يكون في عداد الشياطين ويطالبون من الشعب ان يصدقهم ويقتنع بخطابهم ومن ثم التحرك معهم، وهذا ما لا يتفق مع طبيعة الأزمة وآليات العمل في الساحة العراقية والتي شهدت أخطاء من الجميع، اما بالمشاركة والإجمال والتباين بينهم أو بصورة منفردة، فتدوير الأزمات لا يمثل حلاً بل هروب من الأزمة والبقاء على نفس الخط والاتجاه، وطريقة التفكير في كيفية التعامل مع الأزمة راح يعمق من تأثيراتها وتبعاتها، فتفقيس أزمة من أزمة ثم تفريخها من لاشيء جعل الجميع أمام أزمة سياسية خانقة ظاهرها موضوع واحد ونقطة خلاف معينة بينما واقعها وكثرة الجدل والادعاء وطريقة معالجتها من قبل الفرقاء السياسيين ولد منها أزمات وتفرعات ومشاكل كل واحدة منها يحتاج إلى عمل جبار ووقت لحلها، فمثلاً الأزمة بدأت بتصريحات ونقد لطريقة رئيس الوزراء والتحدث على صلاحيات مقيدة وتداخل سلطات أمور منفردة يرتبط بعضها بالآخر بخيط وهمي ورابط واقعي، والنتيجة أن وصلت إلى سحب الثقة والانقسام الى خنادق ومعسكرات واتجاهات الكل منها يريد كسر الآخر ومن ثم تهميشه وإلغاءه وبعقلية انتقامية واستئثارية، وان كان لا يصرح بها إلا انها باتت طاغية وواضحة على السطح نفهمها ونحسها ونعرفها من نبرات المتكلم وخلفية حديثه عن الطرف الآخر والساحة العراقية فلا يمكن ان يبقى البلد معلقاً محكوماً بأزمة فيما أطرافها باقون على نفس النهج مستمرون بدون إحساس بمسؤولية او وجود نية لديهم للتحرك في اتجاه تلك الحلول، او ان يلتقوا في دائرة الحل الذي تحدث عنه سماحة السيد عما ر الحكيم وفي أكثر من مناسبة ومنذ البداية، والأمر من ذلك أنهم يمتدحون ويعلنون أن الحل الوحيد في هذا الخطاب الذي يقدمه الحكيم لكن لم نرَ استعدادهم للحل، فما طرحه سماحته وما عمل عليه ربّما اكبر من هممهم ولا يتلاءم مع طبيعتهم، وربّما تحولت كلماته إلى سوط يلهب ظهورهم وقد يعدها البعض منهم سلاسل تقيده لمعرفتهم بالحقيقة المرة والتي لن يستسيغوها وهي أنّ أيّ طرف منهم لا يستطيع أن يكسر الطرف الآخر، ولن يتمكن أي طرف في العراق من الانفراد والاستبداد في رأيه وهنا بيت القصيد فهم يريدون الغلبة والانتصار لكن على حساب من ؟؟، على حساب العراق والمواطن أما الحل الذي يقدمه السيد الحكيم يؤمن بالاحترام والالتزام بالدستور وان الانتصار يجب ان يكون للعراق وللمواطن البسيط باحترام الدستور والحل متوفر لديه وبكل بساطة هذا ما جعل المجلس الأعلى لا يحسب على طرف وكيف ابتعد سماحة السيد الحكيم وترفع عن سياسي الأزمة واقتصر عمله على التقريب وبيان هذه الحقيقة وبدون مجاملة، فلماذا الابتعاد واللف والدوران والحديث غير المباشر وفتح الجبهات وإغراق الكل في هذه الأزمة فالحل في أنّ يخطو الجميع باتجاه الجميع وبدون تردد وبشكل مباشر لا غير.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك