نور الحربي
من جديد وكما جرت العادة يثبت السيد عمار الحكيم حكمته ويمارس دوره بعنوانه الشامل, المبلغ ورجل الدين المهتم بكل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها, فقد عبر وخلال كلمته في مؤتمر المبلغين والمبلغات الذي انعقد في النجف الاشرف عن موقفه تجاه ما يمر به بلدنا من ازمات فكانت رسالته الاولى رسالة المودة والحب وتنقية الاجواء بين الفرقاء حين دعا السياسيين الى اشاعة عبارات المودة فيما بينهم خلال شهر رمضان المبارك, وما لهذا الشهر من اجواء ايمانية امر الله تعالى باستثمارها لطي صفحات البغض والتباعد والتقاطع, وربما كان موقفه الواضح من تارجح الارادة السياسية لدى بعض الكتل ان دفعته لتأكيد هذا الموقف ولاكثر من مرة باهمية الانطلاق لتنفيذ الاصلاحات ضمن الدستور ولاشيء اخر سواه بالدرجة الاولى ليتجه الجميع الى تحقيق الهدف الاسمى وهو تقديم الخدمات للوطن والمواطن خلال شهر رمضان المقبل وبعده .ان هذا التأكيد على ضرورة الاصلاحات الوطنية التي يرى الحكيم انها يجب ان تنطلق من حاكمية الدستور لابد ان تكلل بمبادرات وخطوات جادة تؤكد تحولها الى امر واقع, والا فهي ان لم تدخل في مراحل التنفيذ فلن تكون مجدية حالها كحال غيرها من المبادرات والخطوات الاخرى التي اتخذت للاحاطة بالازمة والتقليل من اثارها, لذلك لابد من ان تحشد كل الجوانب لخدمة المواطن و ان تكون اساس الحكومات والنظم السياسية هي على اساس هذه الخدمة. من هنا يؤكد السيد الحكيم وبحرصه المعتاد ونظرته الثاقبة على اهمية ان يعي المسؤولون في كل اماكنهم ومواقعهم انهم معنيين بخدمة المواطن من اصغر موظف والى اكبر سلطة, وان الحجم المسؤولية يكبر مع حجم الموقع الذي يشغله المسؤول وغير بعيد عن ذلك اهمية ان يبتعد ذوي الحساسيات عن التراشقات والجدل السياسي ولو انهم التزموا بسقف ما يحتاجه ابناء شعبنا لكان بلدنا اليوم في مصاف دول متقدمة ربما هي حديث العالم باسره ومنها اليابان وبحسب هذه الرؤية الجادة المتميزة التي تترفع عن المزايدات والمبالغات, فان الحكيم يرى ان العراق لا ينقصه شي ليكون كذلك, سيما ان ميزانيتنا بلغت المئة مليار دولار وهي تعادل ميزانية ثلاثة او اربعة دول في المنطقة فضلا عن وفرة العقول والطاقات والامكانيات, وبكل هذا ربما ان توفرت الارادة والنية الحقيقية سنتمكن من الوصول في يوم ما وان لم نصل فعلينا ان نحاول لنقول لاجيالنا القادمة التي ستلومنا حتما بأننا كنا نحاول وكان لنا شرف المحاولة لنقل الحال الى غير الحال. اما من يرى استحالة المهمة فعليه ان لا يقف في طريق بناء المشروع وهذا سيجعله خارج المسؤولية وعندها لن يلومه احد لانه لايؤمن بالتغيير ولايرى في قومنا وبلادنا فرصة ان يصلوا لما يحلمون به, ولا اريد ان اردد عبارات بعض الانظمة الحاكمة التي تطلق تهمها جزافا من قبيل الرجعية والتخلف لكني اود ان اقول, ان لكل انسان مسؤول طاقة ومن يرى ان طاقاته تعجز عن الوصول بالشعب الى مستوى اعلى فليس عيبا ان يتنحى ويفسح المجال لغيره, ولعل مطالبات مرجعياتنا الدينية الرشيدة بتغيير الوجوه التي لم تقدم شيئا بوجوه جديدة شابة كفؤة خلال الدورات الانتخابية القادمة بات مطلبا شعبيا رغم ان الحديث عن مثل هذه الامور سابق لاوانه .اننا مع طرح السيد الحكيم العقلائي الحريص على مستقبل هذا البلد وابنائه ونكن لشخصه الكريم كل الاحترام مسجلين الاعجاب بافكاره النيرة فبه وبامثاله تعمر البلاد وتستنير العباد لانه اثبت يوما بعد اخر انه ابن بار للمرجعية ولهذا الوطن المعطاء ....
https://telegram.me/buratha