حيدر عباس النداوي
حتى هذا اليوم والجهات المختصة تعلن انها لم تنتهي بعد من اكتشاف جميع المقابر الجماعية التي خلفها النظام السابق وآلته العسكرية والتي ضمت بين ثراها عشرات الالاف من ابناء العراق الغيارى والتي تمتد بالتساوي او بتفاوت محدد على جميع محافظات الوسط والجنوب ممن قضوا اما رميا بالرصاص او بدفنهم وهم احياء او بالتفجير عن بعد بعبوات لاصقة من اختراع الاجهزة القمعية .وتضم هذه المقابر رفات طاهرة لرجال ونساء وشيوخ وشباب واطفال يصعب تمييزهم او التعرف على جثامينهم من قبل ذويهم حتى يقوموا لهم بما هو حق وواجب من غسل وتكفين ووداع، لانه لم يتبقى منهم الا العظام الرميمة البالية بعد ان غيبت ملامح وجوههم رصاصات البعث الغادرة.وهذه المقابر الجماعية لم تقترفها القوات الاسرائيلة او القوات الامريكية التي غزت العراق عام 2003 ولم تكن بسبب صراع طائفي او عرقي بين ابناء وطوائف الشعب العراقي انما جاءت على يد القوات الحكومية الموالية لنظام الرئيس المقبور صدام, خاصة بعد انتفاضة شعبان المباركة عام 1991 وجاءت بمثابة حفلة ما جنة لعرس الدم البعثي وهو يتلذذ بسفك دماء الابرياء وتعذيبهم وحرقهم او ثرمهم ثم دفنهم في مجاهيل الصحراء والمزابل دون اي اعتبار اخلاقي او ديني وكانهم يهود او سيخ او مجوس.ويتذكر العراقيون وانا منهم كيف ان القوات الحكومية التابعة لوزارة الدفاع والحرس الخاص والاستخبارات والجيش الشعبي وجيش القدس استباحوا المحافظات ومنها المحافظات المقدسة وجعلوا اعزة اهلها اذلة وانتهكت الاعراض واغتصبت النساء المخدرة والحرائر في طويريج "سيدي المالكي" وفي وكربلاء المقدسة وفي النجف الاشرف وفي ميسان العزيزة وفي البصرة الفيحاء وفي وفي..، وكتبوا على دباباتهم جملة شهيرة ستبقى خناجر حزنها وغدرها وتمزق احشاء كل شريف وغيور"لا شيعي بعد اليوم".ومن المؤكد ان هذه المجازر وهذه المقابر وهذا الاستهداف لم يقم به صدام او عشيرته فقط انما تم بمشاركة ومباركة وموافقة قادة الجيش بصنوفه المختلفة وكلنا يتذكر كيف ان هؤلاء الضباط كانوا يقصون حكايات قتل الشعب العراقي في كل ليلة وليلة على بطل التحرير وهو يوزع نياشين الاجرام و يوسمهم باوسمة الخزي والعار المغمسة بدم الابرياء من اطفال ونساء وشيوخ.ان اعادة ضباط الجيش السابق الى الخدمة يعني ان أبواب جهنم ستفتح على مصراعيها ضد ابناء الشعب العراقي وان الاختراقات الامنية التي يشكوا منها ولاة الامر ستتضاعف لان تنظيم القاعدة والبعث الصدامي واصحاب الطريقة النقشبندية والسيبندية ودولة العراق الاسلامية, سيكونوا على الموعد في زرع كلابهم ومجرميهم وسط التشكيلات العسكرية وبعدها لن ينفع الندم او قضم الابهام لانهم عندها يكونوا قد تمكنوا من قضم الرقاب.
https://telegram.me/buratha