المقالات

أزواج لأمهاتنا رغم إنوفنا..!

646 08:51:00 2012-07-16

منذ أن حكم العملية السياسية ما أصطلح عليه بالتوافق السياسي كان العديد من المخلصين يرون أن ذلك ليس إلا بديلاً إلتفافياً على  دور ممثلي الشعب في مجلس النواب، وسنكون بمعنى آخر بصدد عملية تزييف للارادة الشعبية، وسيكون المجلس بلا مجلس!! والجالسين تحت قبته ليسوا إلا مجموعة كبيرة نسبيا من "البصامين" الذين لا يمتلكون صلاحيات حقيقية، فالصلاحيات خارج البرلمان بيد بضعة رجال هم قادة البصامين أو زعماؤهم السياسيون! هؤلاء البضعة سلطة فوق السلطات، وعمليا أنتقلت السيادة من الشعب الى "البضعة المهيمنة"، وكان المخلصون الذين لا يسمعهم أحد يقولون: أن الدستور بهذه الطريقة سيتحول الى كتاب مغلف بعناية فائقة يركن في مكاتب الساسة للتبرك! تماما كما يفعل سواق سيارات التاكسي بوضع الأدعية والكتب المقدسة في سياراتهم للتبرك..!

ولأن معظم "البضعة المهيمنة" تحتل مناصب تنفيذية أو إجرائية في مفاصل الدولة العليا، أو أنهم بالأحرى يمثلون السلطة العامة، فإن توافقاتهم تعد تدخلا وهيمنة من قبل السلطة التنفيذية في أعمال السلطة التشريعية، بما يخل بأهم مبدأ من المبادئ الديمقراطية، الذي هو مبدأ الفصل ما بين السلطات، لتصبح الديمقراطية عندنا شكل لا جوهر له، ويتم تفريغها من مضمونها الحقيقي، ويصبح الناخب وظيفته ان يذهب الى صناديق الاقتراع للتصويت فقط، دون ان يكون هناك فاعلية لعملية التصويت تلك، لان من يصوت له لا يستطيع ان يشكل الحكومة، فالحكومة تشكل بالتوافقات السياسية للبضعة المهيمنة، كما أن الناخب أو ممثليه لا يستطيعون مراقبة الحكومة، وان كان هناك رقابة فليست رقابة فعلية بل رقابة شكلية لا تسمن ولا تغني من جوع، لانها لا تؤثر على أداء الحكومة من قريب او من بعيد..

وهكذا فإن "البضعة المهيمنة" باتوا أصحاب سيادة أعلى من السلطات الثلات التشريعية و التنفيذية والقضائية، لقد كانت نتيجة هيمنة هذه "البضعة" تزييف وعينا السياسي وتزييف الديمقراطية وسرقة العملية السياسية برمتها، ولو كان لوجودهم أو لدورهم أو لقراراتهم أساس دستوري لخضع هذا الوجود لإعتبارات جديرة بالاحترام والموثوقية، ولكننا قد رضينا بقسمتنا بأن يكونوا أزواجا لأمهاتنا رغم أنوفنا...!

 

كلام قبل السلام: لا معنى لوجود قفل للباب الذي له مفاتيح كثيرة بيد مستخدمين عديدين.

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك