المقالات

الـخــوانـــــــون

766 08:45:00 2012-07-16

علاء التريج حقوقي ومستشار نفساني

الخيانة كلمة ذات مصاديق متعددة في حياة الانسان وقد تكون من اكثر الكلمات ايذاء على مشاعر الانسان السوي... و من مصاديق الخيانة هي خيانة الامة وذلك عندما يتولى احدا ادارة شؤون الناس فيعمل على عكس ما ائتمنه الناس عليه, قد يكون ذلك الخائن موظفا عاديا او شرطيا او وزيرا او رئيسا لمجلس الوزراء او رئيسا للجمهورية... فتعظم الخيانة بعظم المسؤولية و عظم الثقة التي تعطى لهذا المسؤول.في الكثير من دول العالم خصوصا الدول المتقدمة هناك قانون يقضي بعدم السماح لمن يتقلد بعض المسؤوليات ان يحتفظ بجنسية دولة اجنبية اخرى, وهكذا القانون العراقي الذي لم يسمح لمن يمتلك مسؤولية رفيعة من ان يحتفظ بجنسية بلدا اخر, لكن المصالح الشخصية لكثر من المسؤولين عطلت العمل بهذا القانون. ان جميع الاحزاب السياسية لديها من يحمل جنسيتين و لذلك تجد هناك توافق بين جميع الاطراف على السكوت عن هذه القضية التي تخل بمصالح الشعب العراقي.اني على علم ان الكثير من الاصدقاء سينزعجون من هذا الموضوع ولكن نحن ايضا منزعجون من عدم الاهتمام بمصالح الامة و قد تصل هذه القضية الى الخيانة العظمى للدولة العراقية وكذلك التعدي على الشرع المقدس و في بعض الحالات تصل الى تشويه سمعة الاسلام... مما لا يعرفه الكثير من العراقيين ان كل مسؤول عراقي يحمل جنسية اجنبية عليه ان يدفع ضريبة الى البلد الاجنبي الذي يحمل جنسيته, وقد تصل في بعض الاحيان الى 20% من كل مبلغ يستلمه هذا الشخص... ان الكثير من اعضاء البرلمان الحاليين و السابقين و كذلك الوزراء و موظفي الدولة يقومون بدفع الضرائب لتلك الدول وهم صاغرون!!! و لا يودون الحديث بهذا الموضوع لان هناك مبالغ هائلة تخرج من العراق الى تلك الدول من اجل الحفاظ على الجنسية الاجنبية!!! فلماذا هذا الاصرار على الاحتفاظ بالجنسية الاجنبية في مقابل دفع هذا المبالغ المروعة وهناك فقراء ومساكين في العراق لا يمتلكون قوت يومهم؟؟؟ في تصوري القاصر اعتقد ان الكثير من هؤلاء يخافون من المستقبل وكذلك هو يعمل في العراق من اجل ضمان مستقبل في خارج العراق له ولعائلته, بل ان اكثر هؤلاء مازالت عوائلهم تعيش في تلك البلدان !!! مع انهم يعيشون في مناطق تعتبر خارج خارطة المحنة و الازمة العراقية وفي قصور لا تعرف جدرانها حرارة الصيف ولا برودة الشتاء.اما البعض الاخر فقد قام بما هو اشنع من ذلك لم يكتفي بملايين الدولارات التي يستلمها من عراق الفقراء فهو قد وضع عائلته في البلد الاخر تستلم مساعدات اجتماعية ( ولفر ) ( الضمان الاجتماعي) تصل الى ( 500 ) دولار شهريا !!! و ما يزيد المشهد مأسوية ان هذه الدول اكتشفت ذلك و كتبت الجرائد عن تلك الفضيحة!!! و لا يزال هؤلاء بمناصبهم فاحدهم عضو برلمان والاخر وكيل وزارة, و المضحك المبكي ان وكيل الوزارة هذا قد استقبل وزير الدولة التي افتضح امره فيها بعنوانه الرسمي!!!ان دفع هذا المبالغ المهولة لتلك الدول و التستر عليها يعتبر خيانة للمواطن العراقي وقد يكون في ذلك حرمة شرعية وكذلك عدم تفعيل قانون التخلي عن الجنسية الاجنبية للمسؤولين السابقين و الحالين يعتبر تستر على استنزاف اموال الشعب العراقي وهو اليوم بأمس الحاجة اليها , كما ان عدم دفع الضرائب يعتبر تعدي على قوانين الدول الاخرى . ان الاستمرار بعدم تفعيل القانون يجعلنا نستشعر ان ذلك المسؤول يعمل لمصلحته الشخصية لا لمصلحة العراق, و هذه الممارسات لا تنسجم و حجم الثقة التي منحها المواطن لهؤلاء, فهم الخوانون احذروهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك