من وقت يمتد إلى ما قبل الانتخابات النيابية التي تشكل بموجبها مشهدنا السياسي الراهن، بدت الصورة وكأن البلاد تتجه نحو فرز من نوع جديد يحمل في طياته كل معالم الازمة الحالية. وأتضح بجلاء أن الأنتخابات النيابية الأخيرة وبتخطيط مسبق من مصمم العملية السياسية، أوقعت البلاد في فخ كان لا بد من الوقوع فيه مع الأسف. وسرعان ما انتقل هذا الواقع الانتخابي الى مفاوضات تشكيل الحكومة، ومن ثم الى أزمتنا السياسية المستديمة..الازمة تدفع بكل القوى السياسية لمراجعة جوهر مواقفها، سيما ان الواقع المتوتر الذي يخيم على الساحة السياسية لا يشي بحلول لكل المآزق التي نمر بها على الصعد النيابية والرئاسية والحكومية. وفي ظل الدعوات التي ما فتيء السيد عمار الحكيم يطلقها للعودة الى حركة الحوار والتشاور، لأن الواقعية السياسية تجنح دوما، بالاستناد إلى قراءة الماضي ومحددات الحاضر ومتطلبات المستقبل، نحو اجراء تسوية داخلية بهدف السماح بانطلاق البلاد نحو العصر الجديد، ولكن رفض قبول الحوار يعني بأن كل فريق ما زال متمسكا بقناعاته التي يعتقد أن التراجع عنها يشكل تحولاً في مصيره السياسي وربما انكفاءا نحو المجهول.. ذلك انه كان يستحيل التحرر من الاكثرية النيابية التي تسمح باستمرار العملية السياسية المفضية الى ديمومة الحياة في العراق ،من دون الذهاب بسرعة إلى التحالف الموضوعي بين متناقضين على الرغم من الاختلاف الطبيعي بينهما..ولأن المسألة اضحت بهذا التعقيد الواضح على الأرض، حيث استبدلت هموم السيادة والحرية والاستقرار بالشبق السلطوي الذي يبرر تحالفات موضوعية غير طبيعية...فان الحل لم يعد قائما في الكواليس السياسية بل في استعادة نبض الشارع من اجل الضغط لمصلحة حماية الديمقراطية الوليدة من حرب الإلغاء والعودة الى الأستبداد، وهذا ما يدركه كل الساسة تقريبا ، ويخشونه لأنه سيفقدهم والى الأبد مقاماتهم الرفيعة زورا...
9//5/717
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha