المقالات

لقاء المالكي والنجيفي.. المناسبات وابعادها السياسية

569 15:00:00 2012-07-17

نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

يهاجم البعض تقاليدنا.. ولاشك هناك امور تحتاج الى نقد وتصحيح.. لكن العادات والتقاليد الحميدة تساعدنا في امور كثيرة ومنها الازمات.. فالمجاملات والمناسبات لها ادوار وظائفية، اجتماعية واقتصادية وسياسية.. وهي جزء من منظومة متكاملة تؤدي دورها مع الوسائل والادوات الاخرى، وتستمر باداء وظيفتها، حتى مع عجز غيرها.

فالازمة السياسية الاخيرة عطلت البلاد.. وهناك اتهامات متبادلة وتدهور في العلاقات وفقدان الثقة وتعطيلات متقابلة... فحاول كثيرون ايقاف التدهور وتفعيل مسالك هادئة لمعالجات سياسية مطلوبة، لخلل لم يعالج بعد، رغم اثاره الخطيرة على مصالح المواطنين، وحاضر ومستقبل النظام.. فلم تنجح دعوات الحوار والمؤتمر والاصلاحات.. رغم ذلك نجحت التقاليد في تحقيق شيء ما.. فها هو المالكي يزور النجيفي معزياً اياه بفقدان احد اقاربه.. وقبلها كانت الاعياد الشعبانية فرصة للقاء الكثير ممن انقطت الاواصر بينهم.. وقريباً سيحل علينا شهر رمضان المبارك.. وستكون هذه مناسبة لتبادل التبريكات والزيارات ودعوات الافطار والمجالس الرمضانية.. والتي قد تفتح نافذة لحوار او تسد باباً لفتنة، رغم حدة الصراعات. فاجتماع وتواصل الشخصيات السياسية، ومنها المتخاصمة، في المناسبات هو دائماً امر مفيد.. لا ضرر ولا حرج منه، تستوعبه المناسبة ومعانيها السامية لتبقي الجسور قائمة.. وهذا اضعف الايمان، رغم ان قضايا الوطن يجب ان تكون فوق الاعتبارات، واهم من ذلك بكثير.

لسنا من السذاجة لنعتبر لقاء المناسبات بديلاً -ولو بسيطاً- لسياسة واجراءات المؤسسات التي لا تقبل المجاملات.. ولسنا بالبساطة لنعتبر مصافحات المجاملة بديلاً عن الاتفاقات الموقعة والمضمونة التنفيذ والالتزام. فالاساس هو التمسك بالقواعد الدستورية والقانونية.. التي يجب ان تكون فوق الاشخاص، يحترمونها كاملة اعتقاداً وايماناً وليس تكتيكاً وحساباً، بعد تفكيكها وتجزئتها. فلقد اتفقنا جميعاً، عند اعداد الدستور وتصويتنا له، ان نجعل رؤانا ومصالحنا خاضعة لاحكامه وضوابطه واجراءاته، رغم كل النواقص.. واتفقنا ان نجعل البرلمان محور نظامنا السياسي.. وان نمنح الحكومة صلاحياتها وامكانياتها التي تسمح لها بالانجاز والنجاح.. وان تخضع فردياً وتضامنياً للرقابة والمحاسبة والتداول.. وان نطبق النظام الاتحادي واللامركزي ليأخذ الاقليم والمحافظات ما لهم وينفذون ما عليهم.. وان نبني دولة قوية لا تستقوي على حساب مجتمعها وشعبها بل تتقوى بقوتهما.. وتجعل نفسها في خدمتهما.. لتصبح فعلاً دولة الدستور والقانون والمؤسسات لا المنازعات والفوضى.. ودولة المواطن لا المسؤول.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2012-07-17
لا اعلم لما كل هذه الفوضى ما دام هناك دستور ولكنهم يلعبون بمحتواه ويتلاعبون بالالفاظ كما حدث ذلك سابقا مع كتاب الله الدستور الالهي الذي يشكل مع احاديث الرسول واهل بيته درع لا يُخترق ومع ذلك اخترقوه بالتلاعب وبالتحايل وقبله الساذجون وجروا الامة الى ما نحن فيه فحسبي الله ونعم الوكيل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك