المقالات

انتهت ازمة سحب الثقة وبدأ قرع طبول الحرب بين اربيل وبغداد

546 16:25:00 2012-07-17

حيدر عباس النداوي

بعد ان لاحت في الافق بوادر انحسار ازمة سحب الثقة عن حكومة المالكي من قبل ثلاثي اطراف اربيل المتكون من التحالف الكردستاني والقائمة العراقية والتيار الصدري بسبب عدم وصول هذا الثلاثي الى الرقم المطلوب بعدد بسيط وامتناع رئيس الجمهورية جلال طالباني من التوقيع على طلب سحب الثقة, وكذلك تراجع مشروع استجواب المالكي من قبل القائمة العراقية المشتتة والتحالف الكردستاني الغاضب وانسحاب التيار الصدري طفت على سطح الاحداث ازمة من نوع اخر ومن العيار الثقيل.ورغم ان تشتت الازمة السياسية وتبخرها لم يكن على اساس من الحلول المنطقية الصحيحة المقدمة من قبل الفرقاء السياسيين, وكذلك لم تكن بسبب حزمة الاصلاحات المقترحة من قبل التحالف الوطني التي لم تبدأ بعد، انما يعود سبب هذا الانكماش الى التعب والاعياء الذي اصاب الفرقاء السياسيين فكانت استراحة محارب قد تستمر حتى يتم معالجة بعض الاشكاليات وقد تعود الحرب اشد شراسة وضراوة في قادم الايام الا ان ما يميز المرحلة الحالية هو ان مرحلة كسر العظم ابتعدت قليلا عن قاع منطقة الخطر وتوقفت الاذرع عن ليها للاطراف الاخرى بانتظار ما تسفر عنه معركة بغداد اربيل والتي هي اخطر واسوء من معركة الصراع السياسي.وعند العودة الى اسباب نشوب الازمة بين بغداد واربيل وتفاعلها في هذا الوقت وبهذه الضراوة نجد انها لاتخرج في كل الاحوال عن تداعيات ازمة اتفاقية ثلاثي اربيل من قبل اصحاب القرار في بغداد مع تصاعد في تحريك الملفات العالقة وزيادة الطلبات والتمرد من قبل حكومة كردستان بحسب ادعاء حكومة بغداد التي ترفض ان تستمر اربيل ناشزا وتتمتنع من الدخول في ببيت الطاعة الذي تطالب به بغداد.وغير واضح اذا ما كان اشعال هذه الحرائق وهذه الازمات بفعل فاعل ام انها نتيجة طبيعة لتراكم المشاكل وتكديسها من قبل اصحاب القرار لصعوبة حلها او لعدم وجود رغبة حقيقية لحلها لاسباب ترتبط برؤية ادارة الدولة وتوزيع الادوار وخلق بؤر التوتر في اوقات الافلاس والفشل وخلق جو عام من التاييد لهذا الطرف او ذاك بعد ان يعجز عن تقديم الخدمات او توفير الامن والامان فيستخدم هذه الملفات ملهاة لصرف الأنظار عن المشكلة الحقيقية.والشيء المحزن هو انه حتى هذا الوقت وبعد مرور اكثر من ست سنوات على تولي حكومة الشراكة الوطنية لمقاليد الامور الا ان هذه الحكومة لم تتعلم بعد كيفية حل المشاكل بعكس قدرتها على خلق المشاكل التي لا تضاهيها اي دولة في العالم وليس لها عذر في ذلك حتى لو كانت اربيل ترفض الدخول ببيت الطاعة بسهولة .لقد تحمل الشعب العراقي من المصائب والإذلال, ما لم يجري على اي شعب في العالم وبات على الحكومة ان تلجم رسن مسؤوليها ونوابها وان تلتفت لحل مشاكلها بصمت وهدوء وبعيدا عن الاعلام والتصريحات المتشنجة وليس هناك من داع للخوض في اوحال التسقيط المتبادل لانه نار يحرق الطرفين في وقت عرف الشعب العراقي اصول اللعبة ومن هي الاطراف التي تسعى للمشاكل والاطراف التي تريد ان تعمل لخدمته.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك