المقالات

العسكرة مدمرة للقوات المسلحة والدولة والمجتمع

705 14:31:00 2012-07-18

بقلم : نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

القوات المسلحة ضرورة لاي دولة ومجتمع.. لا يمكن بدونها العيش وتحقيق الامن والاستقرار الضروري لاي اعمار وتقدم.. وان اضعاف القوات المسلحة، هو اضعاف للحياة المدنية وللاستقلال الوطني.. وان توفير القوة والمكنة لها، هو تحقيق السيادة والاستقرار للبلاد والمواطنين على حد سواء.

لم يدمر دور القوات المسلحة ومكانتها في الحياة والنفوس سوى انحرافها نحوة العسكرة التي طغت منذ فترة طويلة.. واصبحت حاكمة في الدولة والمجتمع والثقافة العامة. فالكثير من العسكريين تولدت لديهم طموحات سياسية.. يستغلون مصادر القوة التي بايديهم لنيل مواقع وامتيازات شخصية واجتماعية.. بالمقابل صار سلوك الكثير من المدنيين من حكام وقادة احزاب سلوك عسكراتي.

فشاعت الانقلابات كاسلوب شبه وحيد لتداول السلطة.. وانتشرت المظاهر العسكرية والمسلحة من المدنيين والعسكريين.. وكثرت وسائل استثمارها -بما فيها الاعلامية والتربوية- لاغراض مشروعة وغير مشروعة. ومع شيوع وكثرة مفاهيم الجيوش النظامية وشبه العسكرية التي قوامها المدنيين كالمقاومة الشعبية والحرس القومي والجيش الشعبي، والكثير غيرها سهل تقمص المدني الحالة العسكرية، ومنح المدنيون الرتب لانفسهم، وصولاً لاعلاها، كما فعل صدام حسين بمنح نفسه رتبة مهيب ركن.

فاستخدام القوة العسكرية لاغراض سياسية واجتماعية ظاهرة مفسدة للنظامين العسكري والمدني على حد سواء.. لكن قد يكون اكثر افساداً تحول المدني الى العقلية والممارسة العسكراتية.. فالعسكري -رغم كل شيء- قد تحكمه الاخلاقيات والضوابط المهنية التي تدرب عليها.. اما المدني فسيمارسها بانفلات واستهتار ودون معرفة وخبرة حقيقيتين.. والاهم من ذلك سيفقد دوره الريادي والاشرافي الضروري لبقاء القوات المسلحة في حدودها، ولاداء واجباتها المنوطة بها، بما فيها اشاعة الحياة المدنية التي هي هدف المجتمعات، وتعريفها الاول بامتياز.

لا ينكر ان عوامل تاريخية شجعت هذا التوجه وجعلته واقعاً وتربية تبدأ من الطفولة وتنمو مع الكبر.. فمعارك التحرير التي تربت عليها اجيال كاملة.. والعنف والارهاب اللذان مارستهما الدولة او الجماعات، دفعت قوى شعبنا المدنية والعسكرية للتفكير باسلوب مسلح، سواء عبر القوات المسلحة او خارجها للتخلص -عن حق او باطل- من الواقع الذي فرض نفسه على البلاد. لذلك حرص الدستور على وضع الاولويات.. وقيمومة الحالة المدنية سياسياً واجتماعياً وامنياً لتصحيح المسارات.. ولضمان التداول عبر الوسائل المدنية.. ولتحتل القوات المسلحة مكانها المناسب ودورها المشرف لتحقيق امن المواطنين والدفاع عن الوطن.

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسام برتو
2012-07-18
نعم نحن نعيش في مدننا هذه الحالة (عسكرة المجتمع ) حيث تلاحظ عند دخولك الى اي من مدننا في الكوت السيطرات الكثيرة والتي تسبب النفور لدى ابناء المجتمع من هذه القوى (نعيش في ثكنات عسكرية ).
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك