خضير العواد
لقد أبتعد المسلمون عن تعاليم الإسلام وأحكامه وأخلاقه ، حتى أصبح الشخص يتشوق أن يرى الإسلام والمسلمين حقيقةً يعيشها بعيداً عن الروايات التي يقرأها في الكتب أو يسمعها من الخطباء ، فألأخلاق الحميدة من صدق و كرم وحلم ونكران ذات وشجاعة بالإضافة الى تجنب الغيبة والإبتعاد عن المنكرات بشكل عام والبحث عن الرزق الحلال والمواظبة على الصلوات وغيرها من الصفات التي إبتعد عنها المجتمع الأسلامي ، فأصبح الإسلام كالإطار الذي يحيط بصورة لايحبذ المرء أن يشاهدها لعدم جمالها بسبب ما تحمله من صفات بذيئة ينفر الإنسان من سماع أسمائها ولكنه يقوم بفعلها كألكذب والبخل والجبن والأنانية وغيرها من الصفات القبيحة التي أصبحت منتشرة في مجتمعاتنا وتنخر به حتى لم تبقي عليه من الإسلام إلا إسمه ومن القرآن إلا رسمه ، بالرغم من كل هذا الإبتعاد عن روح الإسلام المحمدي الأصيل ولكن في كل سنة تأتي علينا شمعة تنير لنا هذا الطريق المظلم بالمنكرات وتجعلنا نعيش الإسلام ونحياه بشكل عملي لمدة شهر كامل ، فينتشر من خلال أشعة نورها مابين الناس الصدق والعدل والمواظبة على الصلوات اليومية ومساعدة الأخرين والكرم وغيرها من الصفات التي إبتعد عنها المجتمع كثيراً وأصبحت لا تتواجد إلا في الكتب أو المحاضرات الأخلاقية والأبتعاد عن جميع المنكرات كالكذب والغيبة والبخل وجميع أنواع الفساد حتى يصبح المجتمع خلال أيام قليلة من مجيء هذه الشمعة بنورها الجميل الخلاب الحنين عبارة عن عائلة كبيرة يرحم كبيرهم صغيرهم ويعطف شبابهم على شيبهم ويساعد الغني الفقير والجميع يبتعد عن ذكر الآخرين بالسوء ويبتعد المجتمع عن الضوضاء والمزعجات ويفتش عن راحة بعضه بعضا ، وجميع الناس يجلسون على مائدة هذه الشمعة المملوءة بأللذيذ من الطعام وحتى الفقراء لم تنساهم هذه الشمعة بل تجلب لهم أشهى الطعام وأفخره وهم جالسين في بيوتهم معززين مكرمين لا يفتشون عن الطعام بل الطعام يفتش عنهم ويتسابق إليهم مع كلمات لا تنسونا من الدعاء ، فيعيش الجميع أجمل الأيام وأحلاها ويذّكر بعضهم بعضا بجمال الإسلام وتعاليمه ويصبح المجتمع بأسره مصداق لقول صادق أهل البيت عليه السلام عندما قال كونوا دعاةً لنا من غير ألسنتكم ، بالرغم من أن الإسلام الذي نحياه خلال هذا الشهر يغلب على نهاره العطش والجوع والتعب من شدة الحر ، ولكن بالرغم من كل هذه المعانات التي تتخلل نهاره فأن جمال تعاليم الإسلام التي نعيشها فيه تجعلنا لاننتبه لكل هذه الصعاب ولشدة المتعة التي نشعر بها خلاله تجعلنا نتأسف عن كل يوم مضى منه وعندما تقترب هذه الشمعة من الإفول في الأيام الأخيرة من الشهر تجعلنا يدعوا أحدنا للآخر بأن يحى الى السنة القادمة لكي يستقبل هذه الشمعة الكريمة ويعيش أيامها الممتعة ولياليها الجميلة ، هذا الدعاء جميل والأجمل منه أن يساعد أحدنا الأخر لكي نجعل هذه الشمعة تبقى معنا في كل أيام السنة ونحيى الإسلام ونطبق تعاليمه العظيمة لكي نتمتع بكل يوم نعيشه ونتلذذ بأخلاق الإسلام الحميدة التي تريد جميع قوى الشر أن تبعدنا عنها ، وهذا يتم من خلال تعويد أنفسنا على التحلي بكل الصفات الحميدة التي يحبذها الإسلام بالإضافة الى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل الإصلاح لا التسقيط والتضعيف ، وأستخدام جميع الأدوات التي من خلالها يمكن لنا نشر تعاليم الأسلام ما بين جميع طبقات المجتمع حتى نصبح بحق صورة جميلة يحيط بها الإسلام المحمدي ويتشوق كل إنسان للنظر إليها ، وهذا سيكون إنشاء الله بفضل شمعة السنة القادمة إلينا والتي ننتظرها بفارغ الصبر منذ عام كامل بأيامه ولياليه لكي نعيش الإسلامُ المصغر إنها شهر رمضان .
https://telegram.me/buratha