المقالات

الارهاب الثلاثي ....

531 18:36:00 2012-07-18

محمد رشيد القره غولي

بعد التحرر من عبودية الصنم بالاطاحة براس الفتنة صدام حسين و على يد حلفاءه الامريكان، لا بد من ان نضع علامات استفهام كبيرة و كل ما يقال ان ابنهم البار صدام قد انقلب عليهم علينا الوقوف و التريث و نحاول ادراك اللعبة بشكل اكثر منطقا، فامريكا قبل الاطاحة به كثرت لقاءاتها علنا و سرا بالمعارضة العراقية في الخارج و لذا جعلوا الناس تصدق ان الجلبي قد ضحك عليهم و زجهم في هذا المعترك دون التسائل هل هناك شخصا قد هيئته امريكا ليكون بديلا عن صدام او ان اليوم المعادلة اختلفت و قد اصبحت امريكا فعلا تريد الديمقراطية في المنطقة، و هذا من عجائب الدنيا و كل من يصدق به فليراجع طبيبا نفسيا افضل له. كما ان الاحداث التي يشهدها العراق و شهدها بعد 2003 يجعلنا في مشهد يذكرنا ايام صدام باختلاف اسلوب التدمير لهذا الشعب فازمات الارهاب كان لها وقت و قد تراجعت العمليات نوعا ما و صارت عمليات نوعية اكثر من سابقاتها فكان الشارع العراقي ليس له حديثا و لا هما اكثر منه، لكن اليوم اصبح الوضع ليس بافضل من البارحة فالازمات السياسية التي تعصف بالبلد ليست باقل خطورة من الارهاب الدموي كما ان الفساد المستشري في مفاصل مؤسساته ليس باقل خطورة عنهما، لكن السؤال الرئيسي هنا هل يوجد بين الارهاب الدموي و السياسي و الاقتصادي حلقات وصل وهل لاعبيه هم نفس الايادي ام لكل فريق له دور يلعبه في كل ما نسميه بالارهاب الثلاثي( الدموي و السياسي و الاقتصادي)، و على كلا الاحتمالين فالموضوع واحد و لا نريد هنا ان نظلم احد لكن حتى من لا يعلم فنقول له انت مشترك في هذا الارهاب الثلاثي، لكن القضية هل الساسة اليوم هم اصدقاء تحت الطاولة و اعداء فوقها و كل ما نراه من تراشقات و اتهامات و صراعات هي عبارة عن مسرحية يريدون بها تثبيت مبدا معين نكاد نجهله، و اعتقد بعد السقوط و استلام الاسلاميين زمام البلد و هذا لا يروق لامريكا و هي ليست غبية فهي تعلم بالتنوع السكاني للعراق و تعلم ان الاكثرية هي المسلمة و بالتاكيد الاسلاميين سيفوزون، اذن عليها ان تجد مخرجا من هذا المازق و لا بد من وجود اسلاميين يتماشون مع فكرها و منهجها وفق عطايا تضمن امريكا اعطائهم لهم، فخذ مثلا الكثير لم يكن يتوقع مرسي ان يكون زعيما على مصر لكنه وصل الى الرئاسة و اول ما قام به هو الاستمرار بالتعاول مع اسرائيل و الغرب و زيارة كلينتن خير دليل، اذن هي وجدت لاعبا اسلاميا شكلا سيكون الحارس على مصالحها في مصر، و هل العراق اقل اهمية من مصر؟ بالتاكيد لا و لكن العراق اكثر تحديا بسبب ديمغلوفية العراق لذا لا بد من دكتاتور يساعدونه من هم اكثر دكتاتوريتا منه و هم في النهاية واحد و منهم توجه ضربة قاصمة للاسلاميين و ارباك الشارع على ان الاسلاميين ليس لهم القدرة على ادارة مؤسسة كما نلاحظ من لبس الاسلام و راح يمتص دماء الابرياء و ما السوداني الا دليلا على ما نقول. اذن امريكا نجحت بوصول مجموعة قد اتفقت معها مسبقا على منهجية العمل في العراق و كيف يحكم حكما يتساير مع اطماع امريكيا و في نفس الوقت ضرب الاسلاميين و تهميشهم في المستقبل. انها تكهنات ربما لكن الواقع يفرض علينا هذه الرؤيا و الاهم من ذلك ان الاعداء اليوم سرعان ما يصبحوا شركاء فخذ مثلا صالح المطلك كان على عداء مع المالكي قبل ان يصبح نائبه و كذلك اطراف رحلت الى الاردن و التقوا مع المجرم حارث الضاري و كذلك سليط اللسان الشاهبندر التقى بالبعثيين الصداميين في سوريا و هلم جرة. فالارهاب مفتعل من اصحاب السيادة ليسيطروا على العراق و ليجعلوا اعزتها اذلة و سنرى و نسمع المزيد من تكميم الافواه و سيرجع البعث بلباس اخر و بصورة اكثر تانقا.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك