المقالات

السلوك الانتاجي والسلوك الاستهلاكي

1328 17:33:00 2012-07-19

بقلم : نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

اشتهر العراقيون تاريخياً بسلوكهم الخلاق.. فكانوا مبادرين ومنتجين، واستهلاكهم بقدر انتاجهم.. ولان ما ينتجونه بمعايير تلك الايام كان مرتفعاً.. لذلك كان استهلاكهم مرتفعاً ايضاً مقارنة بغيرهم.. لذلك لم تعرف بلاد ما بين النهرين المجاعات الكبرى، ولا الهجرات الواسعة للخارج ضنكاً للعيش.. فصارت مطمحاً لجماعات متلاحقة تأتيه لتستوطنه، فنمت تعدديته وصارت سمة له.

قبل الاسلام، قامت ارقى الحضارات.. واكتشف واخترع انساننا الكثير من الحقائق والمنتجات والنظم التي ساعدته وساعدت البشرية في شق طريقها.. ولتعقد الحياة وتطورها كانت بلاد الرافدين اول من نظم الشرائع واشهرها حمورابي، علماً انها لم تكن الاولى.. فلقد سبقتها بقرون شرائع وقوانين مثل ارنمو ولبت عشتار واشنونا.. وتطورت ارض السواد بعد الاسلام معتمدة ليس على ثرواتها الطبيعية فقط.. بل اساساً على تشريعاتها، وعلمائها، وعلومها، ومدارسها، وبيرماستاناتها (مستشفياتها)، وخراجها، واعمالها، وعمالها، ونظم ريها ومهنها وجباياتها، وتنظيماتها الادارية، وقدراتها وفنونها العسكرية، الخ.

اما في القرون والعقود الاخيرة فلقد تراجعت باستمرار السلوكيات الانتاجية والابداعية لمصلحة السلوكيات الاستهلاكية والاتكالية.. التي بدأت تتمدد من شريحة الى اخرى.. وشاعت الافكار البسيطة ووسائل الحصول على وسائل الاستهلاك بالطرق المشروعة او الاحتيالية، مستغلة تشوش وتداخل نظام الحقوق والدوافع، وسهولة اموال الدولة الريعية.. وانتقلت هذه الى تربية اجتماعية وللنشىء الجديد خصوصاً. فانتشر من يفكر انه يمكن ان يحصل على حقوق بدون واجبات ومسؤوليات.. وانه يجب ان يعطى الشهادة والنجاح حتى وان لم يجتهد.. او يحصل على بيت او ارض او مال حتى وان لم يسعَ او يعمل، مع كامل القدرة والاستطاعة. يقول امير المؤمنين عليه السلام الرزق رزقان رزق تطلبه ورزق يطلبك.. فعطل كثيرون الرزق الاول وصاروا ينتظرون الرزق الثاني فقط.. فتراجعت الجدية والعصامية ومفاهيم ان يشق الانسان طريقه في الحياة.. وان ينمي لذلك قدراته الذهنية والعملية.. وحل محلها الاتكال والكسل والتهرب من المسؤولية وتحميل الاخر اللوم، دون محاسبة النفس.. وهذا السلوك يزداد انتشاراً وفي كافة المجالات والمستويات.. ويطوق البقية الباقية الجادة والمنتجة، مهدداً اياها بالمزيد من التراجع.. فبدون علاجات جذرية، لم تتوفر بعد، فان العادات والقيم السيئة، تطرد الجيدة والصحيحة.. والنقود الرديئة، تطرد الجيدة.. ويطرد المرض، الصحة.. والجهل، العلم.. والاوساخ، النظافة.. والكسل والغش والفساد، العمل والامانة والاخلاص.. والكذب والنفاق، الصدق والحقيقة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسة بغداد
2012-07-20
كلام سليم وهو يمر ضمن مضيقان الاول الفرد ذاته وقد وضحتم والثاني الحكومة فحتى لو اخترق المواطن شعور الكسل وعدم تحمل المسولية تجبره الدولة على ذلك من خلال الوزارات الانتاجية مثل الزراعة والصناعة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك