بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا عجلت بنا أمريكا عام 2003 ؟
سؤال غاب البحث عن جوابه لسرعة الاحداث وفرحة التغيير عند الكثيرين رغم ان موقف امريكا مابين عام 91 الى نهاية 2002 غريب ويدعو الى الشك فمن اسناد نظام سقط بشكل واقعي على يد ابناء شعبه في انتفاضة اجتاحت اغلب محافظات العراق الى اسقاط النظام بايديهم بعد 12 سنوات رغم ان صدام افضل عميل للامريكان وسد ضد الجمهورية الاسلامية فلماذا عجلوا به ؟!
تسألت كثيرا حول هل ان ورقة صدام احترقت عام 91 ام عام 2003 عند الامريكان انفسهم ؟ واليوم ارى الاحداث تترجم لي رؤى جديدة تسند على مصداق واحد تدور حوله تصورات فالشيء الوحيد متيقنة منه هو ان نجاح الجمهورية الاسلامية كان صدمة وامر غير متوقع للقوى العظمى , ان الشعب الايراني شعب متمسك بقوميته ولغته وغني جدا بتراث كبير وهو شعب غير مهزوز وبذلك لم يخترقه الروس والبريطانيون ولا حتى الامريكان في العصر الحديث ولم تكن سيطرتهم الا على شاه ايران وحاشيته وبنجاح الانقلاب وضع العراق تحت عدسة المجهر الامريكي .
شعبنا كما الشعب الايراني قوي ومتعلم وغني بتراث كبير وسلطته عميلة غير ان امريكا غيرت اسلوبها معنا فلقد عرفت ان السلطة العميلة وحدها لا تكفي بعد ان تلقت من الامام الخميني رحمة الله عليه صفعة لا زال احمرارها باديا ً على وجههم لحد الان فاتخذت قرارا ً بتصفية الشعب ابتداءا ً باصحاب العقول فمن محرقة الحرب الى حملات الاغتيالات الى هجرة الناس بات العراق ضعيفا ً ولكي تطمئن من انجازات عميلها اختلقت قصة الكويت وترجم العراق بانه رحم ولود فلقد انطلقت الانتفاضة لتعلن ان الكرامة لم تموت وان هيهات منا الذلة فحصد المجرم كنوز ارض العراق من شباب ورجال ونساء اجتمعوا على قطع دابر الظلم وكان قدر المتبقين تجوعيهم لكي يموت العز والاباء في النفوس .
وبعد تسعينات القرن الماضي لم تحتاج امريكا الى برهان جديد فالشعب قد قـُطع اربا ً ولكنها فعلت غيرت النظام ليبقى التساؤل لماذا ؟ وهنا انتقل الى كم تصورات اخرى خاصة بعد انبثاق الربيع العربي الذي ابتدء باحراق انسان لنفسه ليصبح شهيدا ً وهو كافر شرعا ُ لازهاقه روحه وليسقط نظام اثر ذلك ومن ثم تتمكن ساحة التحرير من تحرير شعب صمت كثيرا ً رغم انه حر هذه الساحة تمكنت من ما لم تتمكن منه انتفاضة اجتاحت 80 بالمئة من البلد فقط لان الاولى توافق هوى امريكا والثانية لا وبدء العرب بالنهوض من سباتهم كانها عدوى وكلها مسموح لها الا ما خالف الهوى كما حصل في البحرين فهو ممنوع والسبب واضح .
نرجع الى ذات السؤال لماذا عجلوا بنا ؟ لماذا لم نكن مع الجميع ؟ لماذا لم يشتمل الربيع العربي العراقي وسبقناهم بشتاء قارص ؟
هذا ما ابحث عن الاجابة عنه غير ان ما يحصل بسوريا يعطي مؤشرا ً للاجابة فامريكا يبدو انها قررت تغييرا ً في المنطقة باسلوب جديد خاصة وان عملائها بدئوا بالشيخوخة بل الخرف فلا بد لها من تكتيكات جديدة خاصة وان غريتمها ايران تزداد قوة بعد 30 سنة ولايمكن ان تبقى مكتوفة الايدي فبدئت بنا لتفتيت ما تبقى ولجعل من جعلتهم في قبضتها يلهون بالكعك حتى ينضج الطبخة الكبيرة فما يخص سوريا لا يخصها وحدها بل ان نظاماً قمعيا ً من الطراز الاول يجهز لها ولنا .
نعم هذا هو تصوري الاخيرفسيبتلع الاخطبوط السوري القادم الكعكة والسياسي وستخبرنا كلنتون من انكم لم تفلحوا وهذا النظام معد لسحقكم لانكم لا تستحقون الحياة واترك الخيال لكم في ما سيجري بعدها .
وهنا لا اصور امريكا على كونها صاحبة دراسة من المستحيل اختراقها لكنها صعبة الاختراق وبحاجة الى ادمغة تراقب كل حركاتها وسكناتها لتتحرك بايقاع دفاعي كما تفعل ايران غير ان سياسيونا في طغيانهم يعمهون فبعضهم ظالم والبعض جاهل والاخر ليس له حول ولا قوة والبعض يجامل والاخر يحاور وهلم جراً .
لم يعد يهمني متى احترقت ورقة صدام ؟ لانني وصلت الى يقين من ان امريكا صاحبة دراسة بعيدة الامد وخطط مستحدثة داخل الخطة الكبيرة بمعنى انها تجهز نفسها لاي تغيير وتنقض في الوقت المناسب لحسم الامر لمصلحتها هي من اصرت على تغيير صدام لتجهز المنطقة لتغيير الكبير ولا استبعد مطلقا ً ان تكون وراء الربيع العربي بطريقة غير مباشرة .
ان عدم ثبات وضع العراق وزرع مثيري الفتن في عالم السياسة ممن نبعوا كما ينبع الماء والتف من التف حولهم وباتوا قوة تشعل الفتن متى ارادت لتكسب الوقت انتظارا ً للضوء الامريكي الاخضر والذي اتصور انه سيكون ساحقا ً للجميع بما فيهم منتظري لونه دليل على هذا التصور .
لم يبقى لنا من الوقت الكثير لترتيب الصفوف ولا لانتظار شيء من الحكومة لابد لنا من اعداد شعبي وزيارة الاربعين بثقلها دليل على ان الرمق مازال فينا ولكن نفتقد الى قيادة لا تشغل منصب سياسي حتى لا تضطر الى المجاملات قيادة من رحم المرجعيات يلتف حولها الشباب من اجل مواجهة الخطر القادم وخصوصاً ان ذلك الاخطبوط سيرسل احد اذرعه المتمثلة بالبعث القابع هناك كمرحلة اولى وكطريقة لاختراق صفوفنا .
اخوتي في بلدنا الجريح لا تركنوا الى حكومة او قوات امن اركنوا الى انفسكم خاصة في كربلاء والنجف فانكم قدوة لبقية المحافظات لانك في قلب الثورة العلوية الحسينية ويكفي النظر للقباب الشريفة لاستلهام جواب لكلمة ما العمل ؟ نتبع من يفوقنا دينا ً وعلما ً ودراية ونتوكل على الله في ما يصيبنا والله الله في كلمة السيد حسن نصر الله البارحة فلقد نصح بان يسال كل منا نفسه قبل الغضب الى اين؟ ولمصلحة من؟ ومن ثم نعمل .
لقد عجلوا بنا ليدب اليأس في قلوبنا استقطبوا بعض ضعاف النفوس ممن كانوا واجهة للاحزاب الاسلامية وقدموهم لنا على شكل مسؤولين خونة وهم كذلك لكي نييأس من الاسلام ومن اهل العلم ولنضيع في احضان الجهلة الخونة لا تياسوا من رحمة الله ولو ان ثلة بسيطة عقدت النية على عمل سليم سيبارك الله لها ذاك العمل وسنقلب السحر على الساحر وكلنا امل من ان كل ما يجري ليس تمهيدا ً لما تريده امريكا بل ان الله محيط بهم ولعمري سيكون ما يمكرونه هو طريق الخلاص بظهور المخلص ولكن حذاري ان يكون الانتظار بنحو يجعلنا كالخراف التي تنتظر موعد الذبح لابد من العمل حتى ذلك الوقت الذي لايعلمه الا الله
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وال محمد
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha