خضير العواد
لقد نص الدستور العراقي على أن نظام الحكم في العراق إتحادي فدرالي ، والفدرالية بشكل عام هي عبارة عن محافظة أو مجموعة من المحافظات تتفق مع بعضها لتكون إقليم ، وهذا الأقليم عنده صلاحيات واسعة في كثير من المجالات ، ولكن ثلاث ملفات تبقى بيد المركز أو الحكومة الفدرالية وهي الدفاع والخارجية والثروات الوطنية أما ملف الداخلية فيكون مشترك ما بين المركز والأقليم ، هذا هو الإطار أو الشكل العام للفدراليات في العالم كما هو الحال في أمريكا وإستراليا وكندا، أما العراق فلم تستطع محافظاته أن تكوّن الأقاليم إلا إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ عام 1991 ، والذي يمتلك حكومة إقليم وبرلمان منتخب وغيرها من المؤسسات التي يحتاجها الأقليم ، ولكن حكومة إقليم كردستان تتمتع بصلاحيات واسعة جداً لايمتلكها أي إقليم أو يتضمنها أي دستور في العالم وحتى الدستور العراقي لم يعطي مثل هذه الصلاحيات للإقليم ، ولكن حكومة الإقليم لاتبالي أو تتغافل أو تستضعف حكومة المركز وتنتهك الدستور العراقي في أغلب بنوده التي تخص الأقاليم وإدارتها ، فألملفات الثلاث ( الخارجية والدفاع والثروات الوطنية ) التي تخص الحكومة الفدرالية جميعها قد أنتهكتها حكومة إقليم كردستان ، فقد أسست علاقات خارجية واسعة بعيداً عن علاقات الحكومة المركزية بل فتحت الأبواب لفتح القنصليات والمراكز الدبلماسية الدولية ، تمتلك حكومة الإقليم علاقات دولية في كثير من الأحيان تتقاطع مع مواقف الحكومة المركزية منها العلاقات مع إسرائيل والقضية السورية وكذلك العلاقات المشبوهة مع جميع من يريد الشر للعراق وأهله كتركيا والسعودية وقطر بالإضافة للشخصيات التي تمتلك تاريخ أسود بالنسبة للقضايا العربية كسمير جعجع ، أما النفط فحكومة الإقليم لم تترك طريقة إلا وأستعملتها في تهريبه الى أغلب الدول التي تحيط بالإقليم وبعضها يبعد عنها كثيراً كأفغانستان ، وقد أثبتت الأدلة الدامغة على هذا التصرف حتى لم يبقى شك في عملية التهريب ، عندها ولكثرت الأدلة أظهرت حكومة كردستان عمليات التهريب بشكل علني بل تعدى الأمر الى برم عقود مع الدول التي تريد شراء نفط كردستان كما حصل مع الجانب التركي وكذلك إبرام العقود للإستثمار في مجال النفط مع الشركات العالمية بدون علم السلطة المركزية ، أما التسليح وبناء الجيش فقد قطعت حكومة الإقليم به شوطاً كبيراً، وقد أبرمت العقود والصفقات الكبيرة لأستيراد السلاح بمختلف أنواعه بل تعدى الأمر الى تزوير تواقيع وختومات الحكومة المركزية لكي تتم العقود التي تتضمن أسلحة خطيرة كصواريخ أرض أرض ، وفي نفس الوقت تعمل حكومة كردستان جاهدةً من أجل منع الحكومة المركزية من إمتلاك السلاح وكذلك الطائرات وقد ظهر ذلك من خلال سفرة رئيس الإقليم الى أمريكا وبعض الدول الأوربية من أجل عرقلت الصفقات التي أبرمتها الحكومة المركزية ، بل وصل الأمر بحكومة الإقليم أن تحاول أن ترجع العراق الى الإحتلال الدولي من خلال طلب رئيس الإقليم من الإمم المتحدة أن تفرض منطقة للحظر الجوي على الطيران العراقي ، لقد أصبح الإقليم عبارة عن دولة تمتلك كل مواصفات الدول في وسط دولة أخرى ، علماً أن حكومة الإقليم تمتلك كل أسرار الحكومة المركزية ولكن بالمقابل فأن الحكومة ليس عندها المعلومات الكافية عن حكومة كردستان ، وهذا نتج من مشاركة قيادات الإقليم في الحكومة المركزية والسيطرة على مجموعة من الوزارات الحساسة كألخارجية بالإضافة الى رئاسة الأركان وغيرها من المراكز الحساسة في الدولة العراقية ، ولكن بسبب وضع العراق وخطورة التغير الكبير الذي حدث فيه والموقف الدولي وخصوصاً العربي من العملية السياسية في العراق، طرح مبدأ المشاركة في الحكم من قبل جميع المكونات العراقية ، وبالفعل تم ذلك على أكبر صورة من المشاركة بحيث يسيطر الكرد والعرب السنة على أكثر المناصب الحكومية من ناحية العدد ، ولم تطبق أي حكومة ديمقراطية في العالم مبدأ المشاركة كما طبق في العراق ، ولكن بين فترة وأخرى تخرج لنا أصوات تمثل الكرد تصرخ وتتباكى على مبدأ المشاركة وتنتقد الحكومة المركزية بعدم الأخذ بهذا المبدأ ، وهذا يظهر عندما تنتقد الحكومة المركزية إنتهاكات حكومة الإقليم للدستور ، علماً أن الحكومة المركزية لم تقم بأي ردة فعل حقيقية لإقاف هذه الإنتهاكات الكبيرة والخطيرة التي تهدد العراق و وحدته وأمنه ولكنها بين فترة وإخرى يخرج لنا مسؤول وينتقد حكومة الإقليم وبالمقابل تكون ردة فعل الكرد أقوى وأشد وفي بعضها يدخل التهديد والوعيد ، إذا كان الكرد يتصرفون كدولة مستقلة في شمال العراق من ناحية العلاقات الخارجية والدفاع والثروات النفطية وباقي مؤوسسات الدولة التي يعتمد عليها إقتصادها ، علماً ميزانية الإقليم من الحكومة المركزية التي ليس عندها أي سلطة على نفط الإقليم أي نفطهم لهم وميزانيتهم من المركز ، ويقولون ليس هناك مشاركة حقيقية في الحكم ، السؤال الذي يطرح نفسه بشدة ماهي المشاركة الفعلية حسب فهمكم لها يا قادة الكرد بعد كل هذا ؟؟؟؟؟؟.
https://telegram.me/buratha