أحمد أبو رامي
مجْرِمٌ نازي ألماني اختبأ لمدة 66 ستة وستون سنة! وعثر عليه في عاصمة هنغاريا "بودابست"؛ بعد مطاردة وملاحقة وتحري طيلة تلك الفترة لكونه أحد المجرمين المتهمين بقتل اليهود في المعتقلات! النازية أبان الحرب العالمية الثانية. نشرت ذلك بعض الصحف الغربية ومنها صحيفة "بيركن تيدنه" النرويجية مع صورة لهذا النازي المجرم لم نستطع إدراجها في المقال!
القصد من وراء سرد هذا الخبر؛ القول بحسرة مؤلمة أنه بعد ستة وستين سنة من البحث والتحري عثروا على "مجرم" نازي ألماني!! الذي ينتمي إلى الحزب النازي الهتلري الممنوع من النشاط منذ عام 1945 في كل أوروبا وخاصة الدول التي عانت من ويلات الحرب العالمية الثانية التي قادها الحزب النازي ودمر دول كثيرة ولحد الآن لا يسمحون لأي نشاط لذلك الحزب ويطاردون المجرمين منهم وتقديمهم للعدالة لنيل جزاءهم لما اقترفوه من جرائم بشعة ليس ضد اليهود وحسب بل ضد الكثير من شعوب العالم التي تعرضت لغزوهم في خضم تلك الحرب الطاحنة.
أما نحن في العراق وبعد عشرة سنوات من التغيير "الأميركي"! فإن المجرمين البعثيين الصداميين يصولون ويجولون أمام أعيننا ولم نعثر عليهم!! ويعود البعثيون وخاصة المجرمون منهم! مرفوعي الرأس!! ويتبوؤون مراكز حساسة في أجهزة الدولة بطرق ووسائل خبيثة عديدة ويقومون بكل ما يعرقل عمل المخلصين في الحكومة ويقفون حجر عثرة في سبيل مطالبة كل المظلومين لإعادة حقوقهم ومنهم السجناء السياسيين وذوي الشهداء وأبنائهم الذين يرومون العمل والتوظيف في دوائر الدولة التي يستحقونها قبل غيرهم؛ فكيف إذا أصبح البعثيون الصداميون يزاحمونهم بأساليبهم الخبيثة والغير شريفة والجريئة! إضافة إلى التوسط! والتوريق! وحتى السمسرة!! فما حدى مما بدى!!؟ وماذا جرى لهذه الدنيا؛ نخشى أن يظهر السيد "المالكي" بعد حين بأنه "واوي بعثي" لا سمح الله!!؟ فهل قَلَّت الخَيْل حتى شَدّوا على ظَهْرِ الجلاب سُروج!!؟
نغمة "..إلا الملطخة أيديهم بالدماء" في العراق الجريح حزب البعث الصدامي المجرم وأركانه وأعوانه عاثوا في الأرض فسادا واحرقوا الحرث وشوهوا النسل! ودفنوا الناس أحياءً وأسسوا للمقابر الجماعية وملئوا السجون والمعتقلات بالأشراف والأبرياء من الناس واعتدوا على الأعراض وأهانوا الكرامات ونهبوا أموال الناس وأخرجوا المؤمنين من ديارهم وهجروا الآلاف من المساكين والفقراء والأغنياء! عملوا وفعلوا كل ذلك دون أن تلطخ أيديهم بالدماء!! وكانوا خبراء في غسلها وطمس آثار دماء الأبرياء الشرفاء؛ وتنظيفها وجعلها تبدوا اليوم للآخرين والعاطفين عليهم "بل المحتاجين لهم اليوم" وللضرورة أحكام!! أنها أيد بريئة طاهرة نظيفة؛ وعليه لا مانع من العفو عنهم وإعادتهم إلى وظائفهم وصرف كافة حقوقهم!! "المغتصبة"! ظلماً وعدواناً!! "إلا الذين تلطخت أيديهم بالدماء"... مَنْ هم؟ وأين هم؟ لا أحد يبحث عنهم؛ ولا أحد يلاحقهم أو يعثر عليهم لأنهم غسلوا أيديهم من تلك الدماء.. وبالتالي فهم أشباح ووهمٌ يردده "الجهلة"!! و"المغرضون"!.. هؤلاء المجرمون يحصلون على حقوقهم وما يطالبون به من تعويض وغبن!, أما حقوق المسجونين والمعتقلين وذوي الشهداء يركضون ليل نهار؛ في البرد والحر ويتعرضون للإهانات والتأخير لأتفه الأسباب ويتعرضون لأسئلة تعجيزية ويطالبون بوثائق ومستندات عديدة ؛ وما يحصلون عليها إلا بطلعان الروح؛ والمجرمون يحترمون وتنجز معاملاتهم بكل سهولة ويسر وسرعة!.
https://telegram.me/buratha