هادي ندا المالكي
تحاول بعض أطراف التحالف الوطني الالتفاف على عنصر الزمن وقضمه وتقليل اندفاع فريق اربيل بعض الوقت من اجل التهيؤ للمعركة المقبلة والتي ستصل الى حد كسر العظم ولي الاذرع من خلال مصطلح جديد اطلق عليه ورقة الإصلاحات والذي هو في الحقيقة مصادرة للاجتماع الوطني او حلقة مفرغة لإضاعة الوقت وصولا الى أهداف وغايات تطمح اليها حكومة المالكي أهمها تفتيت إجماع ثلاثي اربيل وافراغه من محتواه كهدف اول وكحجة تطرح ضد المتاربلين في الشارع العراقي مفادها ان الحكومة تريد ان تبني والآخرين يريدون الهدم وهذا مهم ايضا في قادم الايام وهي الحجة الثانية التي يتفاعل معها الكثير.ورغم ان البعض توقع في الأيام الماضية ان مهمة أصحاب اربيل في سعيهم لبث القلق والفزع في نفس المالكي واتباعه قد تلاشت وانتهت خاصة بعد فشل القوائم الثلاثة بتحشييد العدد المطلوب لسحب الثقة عن المالكي وامتناع رئيس الجمهورية قبل هروبه "على راي المتاربيلين" الى ألمانيا لغرض العلاج, في التوقيع على طلب سحب الثقة وانسحاب التيار الصدري المفاجئ عن مقترح الاستجواب وموافقته ابتداءا على ورقة الاصلاحات التي اعتبرها مقدمة لتعديل مسار الحكومة وتصريح زعيمه ان سحب الثقة والاستجواب مضران بالشعب العراقي بعد ان كان قد صرح ان سحب الثقة امر الهي.الا ان واقع الحال يقول عكس ذلك فكتلة اربيل كبيرة وبامكانها ان تسبب الصداع للمالكي, وقد تطيح بصقوره وحمائمه ولن تفيده مواقف العراقية الحرة او البيضاء او الحمراء ولن يكون بامكان الشابندر والعسكري والعلاق ومجيد ان يحلقوا عاليا في خيالهم الرحب, لان واقع الحال قد يطرحهم ارضا في ضوء تقلب مواقف التيار الصدري واستثمار بارزاني وعلاوي لهذا التقلب احسن استغلال لصالح مشروعهم الذي يخططون له والجسر الواصل الى هذا الهدف هو التيار الصدري وتحديدا قائدهم مقتدى الصدر.وكان بامكان المالكي استيعاب التيار الصدري والقضاء على احلام بارزاني وعلاوي, وقد خيل اليه انه نجح بذلك عندما قرر ان ينفذ للصدريين بعض مطالبهم على ضوء اتفاقية اربيل. من جانبهم اعتبر الصدريين ان تنفيذ المالكي لبعض هذه المطالب امر جيد للخروج من مأزق اربيل وللتخلص من الضغوطات التي يواجهها زعيم التيار من قبل اطراف داخلية وخارجية , الا ان هذه التخيلات وهذه الاماني اصطدمت من جديد بسقف مطالب التيار الصدري وعززت موقف جبهة اربيل من جديد ربما سينتهي معه كل شيء لان مطالب التيار الصدري شبه اعجازية اهمها اطلاق سراح جميع معتقلي التيار الصدري من قتلة ومجرمين من السجون ضمن صفقة ما يسمى بقانون العفو العام الذي رفضه المالكي سابقا واعتبره مساسا بامن وسمعة البلد ونزاهة القضاء، كما ان تنفيذ المالكي لهذا المطلب سيجعله يخسر كل ما بناه فاذا كانت صولة الفرسان قد رفعت من شان المالكي فان صولة العفو العام المعاكسة ستجعله يخسر كل مابناه وكل ما حصل عليه من معركته مع اربيل.لذا فان معركة كسر العظم بين المالكي والتيار الصدري قد بدأت وان امدادات اربيل قد وصلت الى النجف الاشرف وسيكون الخاسر الاكبر فيها الشعب العراقي لانه سيختار المالكي مرة اخرى للدخول في معارك جديدة
https://telegram.me/buratha