صيف لأهب بكل أنحاء المعمورة وشهر تموز قدم هذا العام بكل قسوة السنين الماضية واب اللهاب على الأبواب، ليثبت المسمار في الباب، لن يختلف عن تموز ابدا ولن تنجلي غبرتهما الا بعد المرور على الجسد العراقي البالي معهما الطبيعة بكل خبثها وكأنها نذر يبشر أهل بابل بالحريق.
انفجارات بركانية شمسية باتجاه الكرة الأرضية العراقية حصرا تجاوزت ما تم تحديده لقياس درجات الحرارة وجعلت الأرض تحترق بما عليها, أثرت بشكل مباشر على تصريحات عدد من مسؤولي وزارة الكهرباء خاصة الوزير عفتان ونائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الشهرستاني والمتحدث الإعلامي, فالأول يقول ستتحسن الكهرباء والأخر يؤكد ما قاله الاول ويؤمن على دعائه وبين الوزير والنائب والمتحدث غابت الكهرباء نهائيا ولم تأتي دعوات الفقراء والمستضعفين وهم يستقبلون شهر الخير والمغفرة شهر رمضان المبارك بغير زيادة ساعات القطع المبرمج وغير المبرمج.
تعلن حالة التأهب القصوى في دول العالم إذا وصلت درجة الحرارة حد معين وتستنفر كل الجهود والطاقات وتوضع المؤسسات الصحية والخدمية في حالة إنذار من الدرجة فوق البنفسجية وتعد برامج خاصة توجيهية وينصح كبار السن والصغار بالبقاء في المنازل وعدم التسكع في الشوارع مع ضرورة الإكثار من تناول السوائل والمرطبات الخالية من الكوليرا خشية أن تتسبب الحرارة في حالات لايحمد عقباها, أما في العراق فان الناس تهرب من بيوتها إلى الشوارع غير عابئة بكل المخاطر لان الآخرة قد انتقلت إلى دنيا العراق وفتحت جهنم أبوابها ولا فرق بين الاثنين طالما أن العذاب من جنس واحد.
عشرات المليارات صرفت وأهدرت وسرقت ومثلها من اتفاقيات الربط الثنائي والثلاثي….والسباعي والأمبير لازال يعاني السهاد وعن قريب يرقد.
تصريحات رنانة ومؤتمرات صحفية وناطق إعلامي يطل عليك بعنتريات وفتوحات جوفاء ومشاريع استثمارية وطاقة إنتاجية كافية وكاذبة تجعل صيف العراق ليل باريس الندي, وتجعل صيام رمضان حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة ولكن ما أن يدرك شهريار الصباح حتى تسقط كل الأقنعة وتتهرأ المواقف والتصريحات أمام عذاب الأطفال وحسرة الشيوخ وقلق وخوف المرضى واحباط الصائمين.
تسع سنوات ونيف عمر التغيير.. انقضى منها اكثر من ستة سنوات من حكومة السيد المالكي بدورته الاولى والثانية وهي فترة كافية من الزمن للقيام بالشيء الكثير والكبير لغرض رفع المعانات عن أبناء هذا البلد خاصة وان عشرات المليارات من الدولارات قد صرفت وأهلكت واحترقت وسرقت ونهبت لكن الفشل بقي ملازما لجانب بناء منظومة كهرباء وطنية صحيحة.
صحيح ان صيف العراق هذه السنة يعتبر استثناءا في ارتفاع درجات الحرارة مع قدوم رمضان الكريم في شدة حممه البركانية الا انه لم يختلف كثيرا عن سنوات واشهر رمضان في السنوات القريبة الفائتة غير ان الاستثناء الذي سيبقى ينتظره المواطن الى اجل غير معروف هو ان يحصل على ساعتين من الكهرباء الوطنية قادرة على تشغيل اجهزة التبريد لا تتخلها اوقات قطع مبرمج وهبوط في كمية الطاقة..حلم لم يتحقق بعد.
32/5/722
https://telegram.me/buratha