المقالات

نائب في العراق ولا امير في موناكو

670 12:39:00 2012-07-22

ماري جمال

قد يتذكر العراقيون ما كان يتردد على السن الشابات العراقيات المقبلات على الدخول في عش الزوجية عبارة ( لو ملازم لو ما لازم ) التي تعني رفض أي خاطب لا يعمل ضابطا في الجيش العراقي وهذا يعد مرادفا للمقولة الشائعة التي مفادها أن من يريد أن يصبح ملكا بلا عرش فليعمل ضابطاً في الجيش العراقي أما اليوم فقد شاعت مقولة مشابهة وهي عضواً في مجلس النواب العراقي ولا أمير في موناكو.

ذلك أن البرلمانيون في العراق حالة استثنائية لا يوجد لها مثيل في العالم إذ أن المخصصات الضخمة التي يحصل عليها النائب العراقي لا تشبه أية مخصصات يحصل عليها نائب أخر في أي بقعة من في الكرة الأرضية وهذا ليس إلا لان أعضاء البرلمان لا يرون في قبة البرلمان إلا مظلة ووسيلة لتشريع القوانين التي تحقق منافعهم الشخصية لذا كانت باكورة أعمالهم تشريع قوانين فهم يحصلون على رواتب وامتيازات لا يحصل عليها أي عضو في العالم لذا نرى في كل دورة انتخابية تتحول العضوية إلى مضمار سباق لآلاف الراغبين بالحصول على صندوق الأماني أو مصباح علاء الدين وعندما لا يحالف البعض الحض في الحصول على العضوية عندها يسعون لان يكونوا من المقربين من الأعضاء أو على الأقل من عناصر الحماية لعل في ذلك يدر عليهم شيء من هبات قبة البرلمان 0

أن بعض التقديرات المفزعة تشير إلى أن الميزانية الضخمة المخصصة لأعضاء تبلغ ثلث ميزانية العراق يأخذونها كرواتب وامتيازات ومكاسب خاصة لهم وان آخر صيحاتهم التي فاجأت المواطن كانت قرار مجلس النواب بتوجيه دعوة إلى شركات عالمية لبناء مساكن للنواب لأعضائه تتضمن المباني ثلاث كتل رئيسية منفصلة اثنتان منها سكنية والأخرى ترفيهية وبناية سكنية بارتفاع 11 طابقا مع مراب واحدة للسيارات عامة واسندوا هذا القرار إلى المادة الرابعة/ ثانيا من تعليمات العقود الحكومية رقم (19) لسنة 2008 وتم تخصيص تلك المباني إضافة إلى ما ذكر كمخصصات لضمان رفاهية النائب وإذا ما قورن ما خصص للنائب من أبنية بشبيهها المخصص لعوائل الشهداء والسجناء الذين بفضلهم وصل النائب للذي هو عليه ألان نجد الفرق الهائل والغبن الشنيع0

وفي المقابل نرى المواطن العراقي الذي قام بانتخاب ذلك النائب والذي عده حبل النجاة والمختار لتحقيق كافة حقوقه المغبونة وتخليصه من آفة الظلم وتوفير الخدمات التي نرى أن أغلبية الشعب يعاني منها ويتطلع إلى اليوم الذي يتوفر له الماء والكهرباء وفرص العمل التي تضمن كرامته.لكن بعض السادة النواب يسدون أذانهم وأعينهم عن تلك الحقائق لان الانشغال بمشاكل الشعب وهموم المواطن تشغلهم عن التفكير بمصالحهم الخاصة وتشغلهم عن تشريع القوانين التي تملئ جيوبهم ومن يحبون بما خف وزنه من العملات الأجنبية أو المحلية والإنصاف يفرض علينا القول أنهم شرعوا بعض القوانين التي لا أهمية لها ولم يتركوا إلا القوانين التي تصب في مصلحة المواطن وبحسب المعروف أن مئة أو أكثر من القوانين مركونة على الرف بانتظار أن يقوم احد النواب لسبب أو أخر بنفض الغبار عنها وتقديمها للمناقشة لكن نستطيع أن نجزم أن شيئا من هذا لا يحصل .وأخيرا لا نزال نأمل أن يلتفت نائبنا الموقر وينظر بعين العطف للشعب وان يتنازل ليس عن مخصصاته وامتيازاته بل عن الهيام في حبها فقط لأننا مأمورون بعدم اليأس لان اليأس من الكفر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك