سعيد البدري
قيل سابقاً وعلى لسان الحكام العرب وفي أكثر من مناسبة ان البلدان العربيان الاكثر تأثيراً في التوازنات العربية والاقليمية في الشرق الاوسط هما سوريا والسعودية، ولعلنا نعيش مرحلة جديدة دفع الى احداثها الغرب مستغلاً فوران وسخط الشعوب على حكامها ورفضهم حالة الخنوع والخضوع والاختباء وراء الشعارات الكاذبة، فبعد حرب لبنان 2006 التي خاضها حزب الله مع الكيان الصهيوني الغاصب وما جرى فيها من احداث ابرزها حجم التعاطف في الشارع العربي ذي الاكثرية السنية مع حزب الله الشيعي وجدت الولايات المتحدة ان هذا التعاطف يمثل رفض الشعوب للعلمانيين ومعسكر الاعتدال العربي بزعامة السعودية ومصر، فضلاً عن سمسار شمال إفريقيا زين الهاربين حاكم تونس ولتحقيق ذلك لابدّ من التحرك لمنع هذا التعاطف مستقبلا الذي قد يتطور ويكون مع ايران كونها المتبني الاقوى لحركة الجهاد والنضال الفلسطيني وقضية هذا الشعب المظلوم حين لم تنتج المبادرات العربية المراد منها فالمبادرون العرب بين خائف من شعبه وبين قرار امريكي يتخذ لايستطيعون التعامل معه إنطلاقاً من هذا الخوف، فأرتأت الدوائر الامريكية احداث تغييرات جذرية تمثل سياستها المستقبلية ولربما جاء وقتها مع انطلاقة شرارة الربيع العربي حيث الأحداث المثيرة التي كشفت زيف الانظمة ليأتي دور البديل القوى الاسلامية الحقيقية التي كانت محل استضعاف وتنكيل، لكن هذه القوى البديلة كانت تعيش أزمتها أيضاً بفعل عدم قدرتها على العمل بمشروعها بفعل التوازنات فبقيت بين أمرين أمّا ان تتصدى بشروط امريكية وعربية مسبقة من قبل قوى الامارات والممالك العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة والغرب والتي قبلت المهمة حفاظاً على عروشها فجندت الجزيرة والعربية والمال وصعدت من نشاطها باستخدام تأثيراتها على الشارع لتزج بالقوى الإسلاموية المتطرفة التي راقت لها فكرة العمل السياسي والحزبي بعد ان كانت تحرمه وتتعامل معه على أساس انه مخالف للشريعة، هذا من جانب يمكن رؤيته جلياً في مصر وتونس وحتّى في ليبيا رغم خسارة فريق الدوحة وأبو ظبي للجولة الانتخابية لكنهم يعودون وبقوة لاحقاً بقيّ ان الاتجاه الثاني سيسعى الى العمل وبنفس الاتجاه لمعاقبة أنصار وحلفاء حزب الله وايران وأبرز المرشحين كانت سوريا وحكومة الاسد لتتكشف اللعبة التي ستنتهي بتأمين اسرائيل ومنع الشعوب من التعاطف مع حزب الله وايران مستقبلاً، لأن الشعوب التي أختارت ممثليها تحت تأثيرات شتى ستنحاز قطعاً لهم وهم سيكونون محرجين ان تجاوزا مرجعيتهم السعودية والقطرية ان اعلنوا ميلهم لنهج المقاومة وهذا هو الجزء الثاني من لعبة الربيع العربي الذي صودر بفعل الفوضى وزج العناصر المتطرفة في اللعبة السياسية ناهيك عن فشل محتمل للأنظمة الجديدة ان لم تساير قوى الغرب وحلفائها العرب في نهجهم، وإلا كيف نفسر الموقف من ثورة البحرين وما يجري من اعمال قتل واغتصاب واعتداء على هذا الشعب الاعزل ام ان ربيعهم بحسب المدعى غير عربي اذن بلدان التوازن العربي انهار أولها في طريقه للانهيار الا ان يكون لدول اخرى خارج المعسكر الغربي رأي آخر ومنها سوريا وايران فيما يبقى البلد الآخر السعودية التي تعاني من هرم العائلة الحاكم واستشراء الخلافات في داخلها تنتظر ربيعاً جديداً نراه قريباً لتوفر مقوماته وأسبابه ولم يتبقَ لأمريكا والغرب الا ان يختاروا البديل لكن قبل ذلك نقول ان هذه الحسابات تندرج ضمن قدرات وتفكير اهل الارض والا فان للسماء مشيئتها التي ستمضيها بزوال الطواغيت عاجلاً أم آجلاً وهذه نهاية المطاف!.
https://telegram.me/buratha