هادي ندا المالكي
من جديد يسفك الدم العراقي بغزارة في أيامٍ كانت الجاهلية تحرم القتال فيها وتحرم سفك الدم فيها ولم يكن الأمس خالياً من سفك الدم العراقي لتتوزع حمرته على خارطة البلاد ودون أن تكون لمنطقة او محافظة أفضلية على نظيراتها من المحافظات في استحقاقها من القتل والترويع وترميل النساء وزيادة الأيتام والمعاقين.وقد تعود أبناء العراق في مثل كل حادث من حوادث القتل التي تضرب البلاد والتي امتدت على أيام الأسابيع وغطت الأشهر والسنوات بحزنها وألمها على إطلالة الناطق الرسمي باسم الحكومة او قيادة عمليات بغداد ليسفه الحادثة ويهون سفك الدم العراقي ويعتبر ما يجري أمر طبيعي ولا يستحق الشجب والاستنكار مع نجاحات وهمية حققتها القوات الأمنية في ذلك اليوم وهذا اليوم من تفكيك عشرة سيارات مفخخة، وإبطال مفعول خمسة عبوات ناسفة وثمانية لاصقة وإلقاء القبض على ( ؟؟) من الإرهابيين ..ويا محلى النصر بعون الله،إلا ان الناطق الرسمي لم يتحفنا بطلته البهية على اثر تفجيرات الأمس او تفجيرات اليوم ويبدو انه لن يطلَ تمسكاً والتزاماً بالحديث الشريف...اللهم إني صائم..وهو لا يريد أن يتهم جهة بالباطل ودون دليل فيبطل صومه ويقعد مذموماً مدحورا.وحتّى هذا الوقت الذي تستمر فيه مقصلة العراقيين اليومية نسمع ونقرأ عن البعض هذا التمجيد السمج بالقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والداخلية في الوقت الذي يتحمل بمفرده ما يحدث من انتهاكات أمنية يومية يسقط على إثرها العشرات وربما المئات من أبناء الشعب العراقي المظلوم،باعتباره لا زال ممسكا بكل الملفات الأمنية ولا زال وزيراً لهاتين الوزارتين لغاية في نفس المالكي، أهمها السيطرة على المفاصل الرئيسية لهذه الوزارات لساعة تبلغ فيها القلوب الحناجر.كما ان ما يحدث من انفلات امني لا يخرج من إطار الصراعات السياسية والحزبية والشخصية التي تشهدها الساحة السياسية بعد أن تخلت الحكومة والبرلمان والوزراء والمؤسسات الأمنية عن مهماتها في توفير الأمن والخدمات لأبناء البلد وتفرغوا لمعركة المكاسب الشخصية والحزبية فيما بينهم وكان من جاء بهم إلى هذه المناصب إنما جاء بهم لكرامتهم عند الله وهوانهم على أنفسهم.ومن محاسن الصدف المفخخة ان تتزامن التفجيرات مع إعادة الآلاف من ضباط الجيش السابق بفرمان مالكي مع ما لقسم من هؤلاء الضابط من ولاءات متجذرة مع تنظيمات القاعدة والبعث ألصدامي التي طالما حذرنا منها ومن إعادة هؤلاء الضباط بهذه الطريقة السريعة والتي تقف ورائها حسابات سياسية وانتخابية مخجلة.هكذا نكون قد توصلنا إلى كذبة نجاح الملف الأمني وعلينا أن نشيعه مع شهدائنا رغم انه جيفة هامدة وقد لفظ أنفاسه منذ ساعات ولادته لأنه مجرد كذبة بالية لا يمكن أن تصمد، أمّا حقيقة عشرات الشهداء الذين يتساقطون يومياً بسبب عجز الدولة وانكسارها نتيجة لما تتبعه من خطط وبرامج واستراتيجيات بالية في مكافحة الإرهاب والجريمة.اعتقد لو ان الإعلام سلط الانضواء على عرض إحصائيات حالات القتل والذبح والخطف الذي يحدث في العراق يومياً لكان الأول مع ما لديه من صدارة في مجال الفساد ونقص الخدمات وسيتفوق على بورما وسوريا التي يتباكى العالم والعرب وبعض العراقيين على ما يحدث فيها رغم انه لا يصل إلى نصف ما يحدث في العراق وأنا ضامن لكلامي.
https://telegram.me/buratha