مُحمَّد العقيلي
ــ بدأ الوضع في سوريا يأخذ منحى آخر، إذ تشابكت الرؤى، واختلطت الأوراق، وبدأ الجميع يعد العدة ويرسم ملامح الآتي ويملأ مناطق الفراغ بما يضمن مصالح شعبه ومستقبله، الوضع الآن أشبه بدوامة لا ندري متى ينتهي دورانها، بالتالي الحكومة العراقية مطالبة وبشدة بقراءة الحدث والتعامل معه بدقة ومسؤولية كون التغيير الذي سيأتي يلقي بظلاله على الأوضاع في العراق، فثّمة من يُراهن على التغيير الآتي لزعزعة الوضع الأمني، وإرباك المشروع العراقي وإدخاله في بوتقة الصراع الطائفي، وهناك من يريد صب النار على الزيت، وإرغام بعض الأطراف على أنّ تحذوا حذو الآخرين بغية إرجاع العراق للمربع الأول والذي طوينا صفحاته وفصوله ببحارٍ الدماء، والموت المجاني، وبمأساة ومعاناة لا نرغب أنّ نراها حتّى بمن كان يرسلها إلينا، المطلوب الآن كيفية التعامل مع المشهد المرتقب، وما نمط الخطاب، وما آليات التعامل مع المرحلة المقبلة، النظام في سوريا شارف على الانتهاء عاجلاً أم آجلاً وشئنا أم أبينا، هذه الفرضية مبنية على قراءة الواقع وتشخيص الأرض بما لها وما عليها، التغيير سيجلب لنا مشاكل علينا التعامل معها بروية وحكمة، ورُبّما اللجوء لخياراتٍ سيئة، لا نعرف هل سيكون الحكم المقبل مدعوماً من "إسلام الصحراء"، أم هو حكمٌ يتخذ من التغيير الذي سبقه تجربة ممكنة الحدوث، أيّ نظامٍ سيأتي سيلقي بتبعاته على المشهد العراقي، وخصوصا أنّ هناك من يسهر، ويدعم، ويعطي، ويساوم، لأجل تمزيقنا وذبحنا من الوريد إلى الوريد، هل أعددنا العدة أم ما زلنا نترقب، قطعاً الأيام المقبلة هي من تجيب.ــ البرلمان مشغول بمشروع الشقق السكنية التي ستبنى له إزاء الجهود التي قدمها للشعب العراقي "مشكورا"، والإصلاح الورقة المفلسة كما يسميها الكاتب العراقي حسن العلوي، والّتي تنتظر أنّ ترى النور، التهديد الوعيد واللجوء إلى خياراتٍ من بينها سحب الثقة أضحت بمثابة "بضاعة الموتى"، لا أمل ولا بصيص ضوء في نهاية هذا النفق المعتم والمُلبد بالظلام، لكنّ يحدونا أمل إذا تعامل الآخرين بورقة الإصلاح بجدية وضمير ومصداقية، ولجئوا إلى مشروع الإصلاح علّه يُخفف عنا كاهل المعاناة التي ما عاد يشعر بها سوانا نحنُ "أولاد الخايبة"، ليتنا نصدق ما تقولون، بصراحة لكثرة كذبكم وخداعكم ما عدنا نصدق حتّى لو افترضنا وتنزلنا جدلاً بأنكم ستصدقون معنا لمرةٍ واحدة.ــ إلى من قال بأن الكهرباء ستصدر إلى دول الجوار، نقول: نحنُ أبناء الشعب العراقي راجين عطفك وكرمك الأبوي بالتفضل علينا بإعطائنا التيار الكهربائي فقط وقت الظهر، أو من الساعة الواحدة إلى الخامسة عصراً، لأن هذه الفترة بمثابة جهنم والحر أضحى عبئاً آخر ومشكلة أخرى من مشاكلنا الّتي تبدأ ولا تنتهي، سيادة الـــ ...، هلا تفضلت علينا وقطعت بعض الكهرباء عن الدول الّتي صدرتم لها الكهرباء، وعطفت ورحمت شعبك بتزويدهم فقط بهذا الوقت، وثق بأنك إذا رحمت أهل الأرض سيرحمك من في السماء.ــ هاهي غرّة شهر رمضان، إذ أطلَ علينا الشهر الفضيل ببركاته ورحمته وعطائه الذي يمن به الله علينا بالمغفرة والرحمة والرضوان، ففيه ليلة القدر وأيامه كلّها عطاء وحبّ ونقاء، ويكفي أن أنفاس الصائمين به تسبيح، قطعاً تمنينا أنّ يكون التسابق بين القنوات الفضائية على برامج يكون جلّ همها أنّ تعلمنا ثقافة السماء وترانيم القرآن، فقد ورد في الحديث الشريف "إنّ لكُلّ شيء ربيع، وربيع القرآن شهر رمضان"، يؤسفنا كمسلمين أنّ نرى هذا الكم الهائل من الهبوط والانحطاط من مسلسلات جلّ خطابها الأزياء، الطعام، الجنس، الديكور، ومواضيع ليتها ترقى إلى الذوق الإنساني، يهمنا في هذا الشهر الفضيل أنّ يبتعد البعض عن أمراضه النفسية والّتي يُبدع بتصديرها وتسويقها للجمهور، فالشهر الكريم يغرس فينا الحبّ، والإيثار، والصدق، والنقاء، والطمأنينة، لذا أرجوكم أنّ تسكبوا أمراضكم الوسخة بعيداً عنا، لا نريد مسلسلات طائفية فهي تجارة بائسة، ولا نريد مسلسلات وبرامج مبتذلة وممتزجة بالتفسخ والانحلال، أعرضوها في بلدانٍ أخرى ودعونا نعيش بسَّلام، فشهر رمضان نريده للخير، والعطاء، والحبّ، والتعايش، والوئام، وكفى كُرهاً وضغائن وأحقاد.نقطة ضوء:"وهل الدين إلاّ الحبّ".الإمام جعفر الصادق "ع"
https://telegram.me/buratha