بسم الله الرحمن الرحيم
ان تلتف عليك خيوط الاحزان , شعور ليس بغريب .
أن تختطف منك الايام ابتسامتك , شعور ليس بجديد .
لكن أن تخرج من تلك الشرنقة , ذلك هو الجهاد الاكيد .
بالامس بدأت أشعر بخيوط الاحزان تلتف حولي لترسم دوائرها على جسدي ضاغطة محكمة في عملها مستفزة اياي بان أقاوم وان اصرخ غير اني تبسمت لها يائسة بأن افعلي ما شئت فلست على ما يرام .
رحت اراقب الروح وهي تساعد تلك الخيوط بتذكر كل ما يؤلم وكأنها اتفقت معها على تكفيني وحينها أحسست برغبة في تمزيق بعضها فصرت أبحث عن كل ما ينتشلني من هكذا حالات ولكن عبثت حاولت فلا كتاب يمثل لي مصدر سعادة نفع ولا احد اتحدث اليه وجدت ولا كأس ماء بعد صيام يوم حار ارتويت به ولا مقالة في موقعنا العزيز بثت الامل في نفسي فاستسلمت وتركت الخيوط تكمل تكفيني الى صباح يوم جديد .
ان ما حبسني داخل تلك الشرنقة احداث الامس التي راح ضحيتها اكثر من 100 شخص ل 100 أم ربت وسهرت وكبرت ليحصد الموت ثمار ما زرعت, نساء ورجال واطفال في الشارع وفي داخل المنزل يأتي اليهم الموت كخدمات مجانية للدور فبأي ذنب قتلوا ؟!!
قلق على مصير قبة محمدية انارت لنا ايام مظلمة في حياتنا وعلى شيعة أجرمت حينما أحبت علي ابن ابي طالب واطاعت الرسول في ما جاء به من عند الله لتذبح وتقتل في بورما والعراق والبحرين وسوريا والاحساء والقطيف .
وخوف على مصير بلدي الذي سيعاني الامرين ان لم تحل له مشكلة الماء وان تم اغلاق مضيق هرمز وان لم يفلح احد بحل ازمة الكهرباء وان بقيت النفوس تتراجع . ولو ان شخصا ً اخر وجه الي ذات كلامي هذا لاحضرت المقصات وازلت عنه خيوط الهم والاسى بل وربما استفدنا من تلك الخيوط لنسج ما ينفع فأخراج احد من ازمة نفسية هو الايسر ما دامت نفسيتك محصنة بالامل .
وجاءت خيوط الفجر لتشق ظلمة الليل اوبعد هذا المشهد نبحث عن أمل ؟! ولكن ما نفعل بعقول قاصرة !! قررت ان ازور علي ابن ابي طالب في كتيبي الصغير وما ان فتحت باب الزيارات حتى رأيته هناك جالس على الصخرة في صفين وانهالت جمله على قلبي لتفتته فهربت الى زيارة مسلم ابن عقيل فلم استطع ولطالما شقت عليّ زيارته فتصور الغدر يحبس انفاسي فأقلب اوراقي هاربة وتسألت هل اذهب عند فاطمة عليها السلام لالقي التحية قائلة السلام عليك ايتها الممتحنة فاتصور امتحاناتها واتصور لوعة علي عليه السلام واطلق اه اشق بها عنان السماء وكنت اعلم ان شفائي عند زينب عليها السلام لكني لم اقرأ الزيارة لم اجرأ على ان اتوجه الى ارض الشام خشية ان ترسم الاحداث المستقبلية صورة أسال الله ان لا تكون .
مضت الساعات وسئمت هذا الشعور فلست معتادة عليه فالثقة بالله والامل بالفرج الموعود يبعدان من كان مؤمنا ً عن هكذا احساس فيزيد حزني حزنا ً على أيمان ضعيف بعد كل هذا العمر ؟!! وجاء وقت قراءة القران وبين رفع صوت الترتيل بغية طرد الافكار الى خفضه بغية التفكر والتأمل ارسل الي الباري جرعة شفاء لي في سورة ال عمران عندما يقول جل شأنه
(وليـُمحص الله الذين أمنوا ويمحق الكافرين * ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) صدق الله العلي العظيم
فلوكنت مؤمنا ً لابد لك من ان تتقلب في احضان الابتلاءات لبلوغ الغاية وهي الجنة ولا يتم ذلك الا عن جهاد سواء كان جهاد نفس او للذود عن العقيدة أو بالصبر فهل من تعليق بعد هذه الاية وهل من عذر على كم الساعات التي نصرفها في الحزن والتأفف وان كان هذا مشروعا ً الما على احبائنا وابناء بلدنا على ان لا تكبلنا تلك الاحزان عن اظهار الفرحة بعقيدتنا والثقة بان النصر قد حسمه الله للمؤمنين وهم ورثة الارض وليس لنا الا الصبر والانتظار .
وصدقا ً ويشهد الله اني بدأت بكتابة سطوري هذه والخيوط لا زالت تكبلني وما ان استرسلت وصولا ً الى طبع كلمات الله حتى احسست ان قيداً قد كـُسر وان غمة قد زاحت وان الشرنقة قد مزقتها فراشة امل اطلقها في سماء براثا .
فشكرا لله الذي جعل لكل داء دواء ونسال الله الصبر والسلوان لعوائل الشهداء ولقلوبنا التي حزنت لاجلهم ونساله تمام شفاء المصابين وهداية من لم يتمكنوا من رسم بسمة على شفاه اطفال العراق رغم قدرتهم هذا والحمد لله رب العالمين .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha