المقالات

رمضان والسياسيون...!!!

501 10:30:00 2012-07-24

بقلم الباحث احمد الشجيري

لما أطل علينا شهر رمضان الكريم نستشعر جميعا بأننا نحتاج لمراجعة النفس، من أجل اكتشاف الأخطاء وتصحيح المسار، والاعتراف بالتقصير والتوبة عنه، كما أن رمضان يرسخ لدينا معانى كثيرة، من أعظمها التجرد والإخلاص، فحكمة الصوم تكمن فى هذه المعانى، ولذلك قال الله فى الحديث القدسى «الصوم لى وأنا أجزى به» لأنه المطلع الوحيد على صدق الصائم وتجرده أو كذبه فى النوايا. لذا أرى أن هذا الشهر العظيم كما أنه فرصة للعودة إلى الله فإنه أيضا فرصة للإصلاح والنهضة، فرمضان ما شرع صومه إلا للإصلاح الشامل لحياة الإنسان، ولذلك نجد أن كل سلوك يمس حقوق الآخرين ينقص من أجر الصائم، بل الكذب والخديعة، تذهب بأجر الصيام، وأكبر ما يبطل أجر الصيام النفاق الذى يغتال المجتمعات، وأيضا الصمت على الباطل وعدم مناصرة الحق.ومن أخطر ما يرتكبه الصائم عدم أداء الواجبات، سواء نحو المجتمع أو الأفراد، فالصيام يوجب علينا القيام بمهامنا، وما حقق المسلمون إنجازاتهم الكبيرة وانتصاراتهم التاريخية إلا فى ظل شهر رمضان، وخير دليل على ذلك غزوة بدر ومعركة عين جالوت.

وأرى أن رمضان فرصة ذهبية للسياسيين العراقيين بمختلف اتجاهاتهم الفكرية ، لكى يراجعوا أنفسهم، ويعمقوا سلوكيات رمضان فى أدائهم السياسى، فالتجرد والإخلاص لله ثم للوطن ينقذنا من التعصب للحزبية والديني والطائفي والقومي ويرتفع بنا لرفعة البلاد وإيثار مصالح الشعب على ما دونها، كما أن البعد عن الكذب والخداع ينقذنا من فتنة التمزق والتشرذم، ويعود بنا لوحدة الصف ولم الشمل ونبذ الفرقة والتناحر على مكاسب حزبية ضيقة. ولو عاش بعض السياسيين والإعلاميين، خاصة المحسوبين على النظام السابق والمنتمين لجهات أمنية نعلمها جميعا، حقيقة شهر الصيام لرجعوا فورا عن محاولاتهم المستمرة لإجهاض التغيير في العراق ، وإضعاف مبادئ الديمقراطية ، وندموا على تصريحاتهم الكاذبة، وتلفيقهم تهما باطلة لسياسيين وطنيين.كما أرى على شعبنا العظيم أن يجعل رمضان انطلاقة لنهضة شاملة وإصلاح عام، ونحوله بتكاتفنا جميعا لواقع عملى، حتى لو عجزت الأجهزة التنفيذية عن أداء دورها، سواء بقصد أو غير قصد، فالوطن وطننا جميعا، والديمقراطية لنا نحن، ووجب علينا التصدى بكل قوة لمن يحاول أن يعود بنا للخلف، ولنكن جميعا عينا على كل مقصر وفاسد، يحاول أن يعرقل مسيرة الإصلاح والتطور ، من خلال تعزيز الدور الشعبى فى الإصلاح والتغير ومحاربة المفسدين ، فصيامنا يوجب علينا أن نكون إيجابيين، ومشاركين فى نهضة العراق العظيم .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك