المقالات

التحجج بغموض الدستور.. هروب ولامسؤولية

556 16:21:00 2012-07-25

بقلم: نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

الدستور العراقي معطل الى حد كبير، ليس لغموض او تعارض يصعب حلهما، بل لتضارب المصالح وعدم الجدية في استكمال القوانين -المنصوص عليها- والضرورية لتفعيل الكثير من مواده.. واستمرار كثيرين بتفسير مواده وفق تشريعات وعقليات الانظمة السابقة المخالفة تماماً لفلسفته وروحه ونصوصه..

وهذا في رأينا جوهر المشكلة السياسية وتداعياتها في البلاد. لهذا كان موقف المرجعية العليا دقيقاً -متصدية لخطط السفير بريمر- لتؤكد بان شرعية وانسيابية العملية السياسية تبدأ بالاستفتاء العام على دستور تعده جمعية منتخبة.. ليصبح القانون الاسمى، الذي يحتكم اليه المواطنون والمؤسسات والسلطات.. فالدستور هو الذي يضبط النظام العام، والذي بغيابه تحل الفوضى والتعطيلات المتبادلة.فالدستور مصدر التشريع والانظمة.. ويفسر نفسه بنفسه.. فهناك نصوص واضحة لا تقبل التأويل.. وهناك مساحات فارغة او نصوص يشوبها التعارض والغموض، وهو ما انيط تفسيره بالمحكمة الاتحادية حسب المادة ( 93/اولاً وثانياً ).. المحكومة بدورها بالدستور نفسه، بروحه ونصوصه ومبانيه، ولا تستطيع الخروج عليه.. ولنضرب مثالاً عن الحالتين.

تعدد (المادة 61) اجراءات المساءلة والاستجواب التي تعرقل عموماً بحجج مثل الدوافع الشخصية والسياسية والتضييق على الحكومة.. قبال نصوص قاطعة، لا غموض فيها، وباليات مفصلة واضحة.. والتي هي في النهاية لمصلحة المسؤول ليدافع عن سياساته.. وحق للشعب ليطلع عبر مؤسسات الدولة، والمواجهة النظامية المتخصصة، على السلبيات والايجابيات. وعندما تعطل الارادات والنوايا هذا الركن الدستوري، تتعطل امور كثيرة، وتتراكم السلبيات، وتبدأ الازمات والصراعات، التي تعلق على شماعة الدستور.

اما الحالة الثانية فنستقيها من مفهوم الكتلة النيابية الاكثر عدداً، اي (المادة 76).. التي قدمت المحكمة تفسيرها -المحق- بان المقصود بها هو الكتلة التي تتشكل في البرلمان وليس في الانتخابات.. والا لصرح بذلك المشرع. فالدستور يفسر نفسه بنفسه. فعدا النص الصريح، فان هدف الدستور تشخيص الاعداد القادرة على منح الحكومة الاغلبية اللازمة للحكم.. بخلاف ذلك تفقد الديمقراطية والانتخابات معانيها.

وما دام الدستور معطلاً في الكثير من وظائفه، فان التفسيرات المتباينة والارتباك والازمات ستصبح هي اليات الحكم وقاعدة العلاقات بين المؤسسات او بين الكتل.. وهنا نتحمل جميعاً كقوى سياسية وكسلطات تشريعية وقضائية وتنفيذية مسؤولية لا مناص منها، لاستكمال البناءات الدستورية، والاحتكام الى مواده.. وهذا هو الاصلاح الارقى الذي يسمح باستقرار البلاد وتحقيق مصالح المواطنين، افراداً وجماعات.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك