خضير العواد
يتظاهر العالم بأسره من دول ومؤسسات دولية أو إنسانية أو حقوقية برفع الشعارات المثالية التي تدافع عن حقوق الإنسان بكل أنواعها ، وتتدافع الحكومات على تبني الحياة الديمقراطية وحرية الشعوب في تقرير مصيرها ، ويظهر هذه الصور الجميلة الإعلام الذي صنع من أجل الدفاع عن هذه الحكومات وما تدعم من مؤسسات ، أما في منطقة الشرق الأوسط التي أصبحت ملغومة بالنعرات الطائفية التي زرعتها الحكومات التي تدعي دفاعها عن الإسلام وأهله كألسعودية وقطر ، وفي وسط هذا الزحام من الإدعاءات التي فرضها الإعلام بكل أنواعه أصبح المواطن أمام صورة ضبابية يصعب عليه الوصول الى حقيقتها ، ولكن الذي قشع هذه الضبابية واخرج الحقيقة الى الواجهة وجعلها تتحدث عن نفسها ولا تحتاج الى مبيّن أو مفسّر هي المذابح الدامية التي يعاني منها مسلموا بورما ، هذه المجازر التي ألقمت الحجر أغلب المؤوسسات والحكومات وفي مقدمتها الأمم المتحدة التي تدعي دافعها عن حقوق الإنسان ووضعت النقاط على الحروف وأعطت كل عنوان معناه الحقيقي ، مسلموا بورما الذين يذبحون ويحرقون ويمثل بهم أبشع تمثيل لا للجريمة أرتكبوها أو لموقف سياسيٍ اتخذوه ولكن جريمتهم الكبرى أنهم مسلمون و يتشهدون بشهادة لا أله إلا الله وأن محمد رسول الله وحكومتهم تعلن للعلن لا يوجد خيار أمام هؤلاء المظلومين إلا الترحيل أو المخيمات على الحدود البورمية ، وأمام كل هذه الجرائم البشعة لم يخرج أحد ويصرح أو يستنكر من العالم الإسلامي وغير الإسلامي إلا إيران ، أما منظمات حقوق ألإنسان قد أغمضت أعيونها وصمت أذانها أمام هؤلاء المظلومين كأنهم لا تنبطيق عليهم كلمة إنسان ، أما الحكومات المنادية بالديمقراطية وحقوق الإنسان والذين يدّعون بتحرير الشعوب من الدكتاتوريات فلم تلتقط أقمارهم الصناعية ومراسلي فضائياتهم هذه المجازر الفضيعة التي يندى لها ضمير الإنسانية وكأن كلمة الديمقراطية وحقوق الإنسان لا تنطبق على مسلمي بورما ، أما الحكومات التي تدّعي الدفاع عن المسلمين وخصوصاً أتباع أهل السنة أين أنتم من هذا التطهير الديني الذي يبكي الصخر لفضاعته وقساوته ولؤمه وأنتم أصحاب المال الذي تنشروه في كل مكان من أجل زرع الطائفية وتحشيد الألاف من الشباب الذين غسلتم عقولهم من أجل زجهم ليقتلوا أخوانهم من المذاهب الإسلامية الأخرى مدعين دفاعكم عن أهل السنة فهؤلاء المسلمون وجميعهم من أهل السنة يقتلهم البوذيون أبشع قتل ويستصرخون ولا منادي لهم وهم الضعفاء اللذين لا حول لهم ولا قوة إلا رحمة الله الواسعة ، ولكن بالرغم من الصمت العالمي على هذه الجرائم البشعة فأن مسلمي بورما قد أظهروا بدمائهم حقيقة هذا العالم الفاسد الذي لايعرف إلا الإعلام الكاذب والمزيف للحقيقة وأظهروا الصورة البشعة لكل هذه المؤوسسات المدعّية دفاعها عن حقوق الإنسان وأظهروا دوافع تحركاتها الحقيقية التي لا تبتعد عن مصالح الدول التي تدعمها مالياً وإعلامياً وليس هناك إهتمام حقيقي بحقوق الإنسان أو بحرياته بل المصلحة العليا للدول القوية مالياَ وعسكرياً هي التي تحدد تحركات هذه المؤوسسات ،أما الدول الكبرى التي تتباكى على حريات الشعوب وحقوقهم المفقودة فأن دموعها دموع التماسيح التي متى شاءت تنزلها ، لأن بكاءها الحقيقي على مصالحها وكيف تدافع عنها أما الشعارات الجميلة التي تنادي بها فهذه مجرد كلمات للإستهلاك العالمي ، وأما الحقيقة فأغلب الشعوب في العالم تقتل وتدمر وتهجر بأدوات هذه الدول الكبرى وتحت أنظارها من أجل مصالحها ومكتسباتها ، وأما الحكومات الإسلامية قاطبةً وفي مقدمتها السعودية وقطرالمدّعية دفاعها عن المسلمين ففي حقيقة الأمر فأن هذه الدول لا تهتم بالإسلام ولا المسلمين بل تستعمل أسم الدين والمسلمين من أجل الحفاظ على ملكهم وسيطرتهم على ثروات الشعوب ، فهم الذين يقتلون المسلمين في بلدانهم تحت مسمى الطائفية تارةً كما هو الحال في المنطقة الشرقية في السعودية والبحرين والعراق وتحت مصطلح مصالح الشعوب وحرياتها كما هو الحال في اليمن وسوريا اللذان يقطناهما أغلبية من أهل السنة وكذلك قد ضيّعت هذه الدول فلسطين وشعبها السني ، فكانت دماء المسلمين في بورما تصرخ وتقول أن القوى الكبرى وحوش كاسرة تعمل أي شئ من أجل مصالحها وأهدافها ، أما المؤوسسات الحقوقية والإنسانية والإمم المتحدة فجميعها تمثل صورة جميلة تستعملها القوى الكبرى من أجل تنفيذ كل مخططاتها ومؤامراتها ، وأما الحكومات الإسلامية فقد خُلقت من أجل تدمير الإسلام والمسلمين وتعمل كالعبيد في تنفيذ مخططات القوى التي دعمتها في الوصول الى سدة الحكم وتستعمل الإسلام كإطار لكي تنجح في تنفيذ المهام والبقاء في السلطة أكثر ما يمكن . وأما أنتم يا مسلمي بورما فقد أعطيتم أصدق تعبير عن هذا العالم الفاسد ، ونقول لكم الشعوب الحية لا يمكن أن تنتهي مهما فعل الحاقدون والمجرمون بل بعد كل تجربة قاسية تخرج أكثر قوة وتماسك ، فهذه الدماء الزكية التي تسال بسبب عبادة ألإله الواحد القهار سوف تنتصر ولو بعد حين .
https://telegram.me/buratha