المقالات

هيئة المسائلة والعدالة في مهب الريح

829 12:11:00 2012-07-26

هادي ندا المالكي

يعتبر عمل هيئة المسائلة والعدالة بحكم المنتهي بعد ان قرر رئيس الوزراء اطلاق اخر رصاصة عليها, عندما اعاد كبار الضباط البعثيين قبل ايام الى الخدمة لينهي بذلك فصلا لم يكتمل من تراجيديا شعب انتهكت حرمته وغيب بين الجبال والصحراء على يد هؤلاء الضباط دون ان يقتص من قاتليه او يتم دفن جميع ضحايا هؤلاء الضباط المزينة صدورهم بنياشين النصر الصدامية وهم يحققون الانتصارات تلو الانتصارات على شعب اعزل.ولم يكن قرار رئيس الحكومة الاخير باعادة الضباط الموقوفين عن الخدمة قرارا حكيما او صائبا في ظل الاوضاع الامنية المتردية واختراق المنظومة العسكرية من العناصر الارهابية البعثية والوهابية لانه سيزيد الامور سوءا وسيساهم بشكل كبير بتحقيق اجندات المجاميع الارهابية والجهات التي تقف خلفها وسيسهل من عملية الاختراق فوق ما كانت عليه وربما ستؤدي هذه العودة الى خراب العراق وليس مالطا.ويبدو ان المالكي لم يأخذ رأي التحالف الوطني كما هو في كل مرة باعادة هؤلاء الضباط الى الخدمة لان هذه العودة تمثل خط احمر من قبل بعض مكونات التحالف الوطني ليس انتقاما من هؤلاء الضباط ولكن لتجنيب العملية السياسية مطبات في وقت تعاني من هزات كبيرة بالاضافة الى ان هؤلاء الضباط اخذوا استحقاقهم ويتقاضون رواتب تقاعدية في وقت تتخذ دولا اجراءات اشد صرامة مع بقايا الانظمة السابقة تصل الى حد السجن والابعاد ومنع تسنم اي منصب يمتد لعشرات السنين وليس لبضع سنوات كما يحدث في العراق وهو امر استثنائي وقد يحصد الشعب العراقي نتاجه في المستقبل القريب كما حصد عبد الكريم قاسم حسن ظنه وان كانت المقارنة باطلة لان المالكي لم يعد هؤلاء الضباط الى الخدمة لحسن ظنه او رأفة باحوالهم المعاشية وانما لضرب القائمة العراقية وتمزيقها من جانب ولشراء اصوات هؤلاء الضباط وضمهم الى جانبه في معركة الانتخابات القادمة.ورب قائل يقول اذا كان هؤلاء بعثية ووهابية فما الذي سيجنيه المالكي وكيف سيصوتوا له في الانتخابات المقبلة والجواب ببساطة هو ما الذي سببه المالكي من ضرر لهؤلاء الضباط حتى ينتقموا منه ويصوتوا لغيره هذا اولا ومن هي الجهة الاخرى التي ستامن لهؤلاء ملاذا امنا مثل البيئة التي يؤمنها وجود المالكي ثانيا وعليه فان وجود المالكي يؤمن بيئة صالحة للمنظومة العسكرية المخترقة وفرصة مناسبة لهذه العناصر للاستمرار بمخططاتها العدوانية على خلاف اذا ما جاء رئيس وزراء من اطراف اخرى ممن ينظر الى هؤلاء على انهم مرض خبيث خطر يجب القضاء عليه واعادة الكرامة لعوائل الشهداء والارامل والايتام وابناء المقابر الجماعية.وهكذا يكون مختار زمانه قد حقق الهدف المطلوب في صراعه العنيف مع خصومه وهو يشعر بخطر الاقصاء في المرحلة المقبلة بعدما اعاد كل البعثيين الى مفاصل الدولة في وقت يتباكى هو واصحابه على الخطر الذي يحدق بالمشروع الوطني من البعثية الاوغاد هذا جانب اما الجانب الاخر فان المالكي ارسل بهذه العملية رسائل حقيقية الى خصومه في اربيل انه مستعد لتحقيق ما يطلبون بالتخلص من المسائلة والعدالة واعادة البعثية مصداق لهذه الاقوال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك