المقالات

هذه بعض اسباب الخروقات الامنية في وسط وجنوب العراق ..

712 18:27:00 2012-07-26

عون الربيعي

ليس سرا ان صدام استعان بالمتشددين وجماعات القتل الطالبانية, بعد ان فرض عليه المجتمع الدولي حصاره المعروف بعد غزوه الكويت وصدام هذا نفذ جزءا من خطته عبر حملة النفاق التي اسماها (بالحملة الايمانية),فقام بالتبشير للتطرف واعادة احياء النهج الاموي حين اطلق العنان لهولاء وقام ببناء مساجد لهم في محافظات وسط وجنوب العراق لينفذوا الجزء المتعلق بهم بجذب الانتهازيين والسفهاء والسذج في عمليات غسيل دماغ منظمة استهدفت حتى اطفال المدارس الابتدائية في اوقات العطلة الصيفية حيث تجبرهم ادارات مدارسهم البعثية على حضور دروس ودورات تحفيظ القران الكريم في هذه المساجد من.هنا نشئت جماعات صغيرة معزولة عن المجتمع, فبين الحاح العوائل على عدم التاثر المذهبي لبعض اولادها الذين يعاني اكثرهم من عقد نفسية وصعوبة الاندماج باقرانهم في مجتمعنا فضلا عن رفض طيف واسع من هذا المجتمع للاختلاط بهم بعد لجؤهم الى هذه المساجد كونهم باتوا يسببون مشكلة وخطرا على حياة المحيطيين بهم لسبب بسيط ان اغلب أئمة المساجد الوهابيون مرتبطون بالسلطة ومعظمهم يعملون في اجهزة امنية او مرتبطين بها بشكل مباشر, اما الاطفال ممن هم في سن السادسة والسابعة والثامنة فهم لايفقهون شيئا وقد زالت عنهم فكرة البقاء مرتبطين باجواء هذه المساجد المشبوهة بمجرد ان زال الصنم حيث زال خطرها و دورها بشكل كبير, الخطير في الامر ان الصبية الذين نمت بداخلهم فكرة كراهية المجتمع الشيعي وبفعل طريقة بنائهم للافكار في هذه المرحلة بقى عدد كبير منهم على ما هم عليه وشكلت عقدة رفض المجتمع لافكارهم المنحرفة سببا اخر في تمسكهم بها سيما ان درجات الوعي لدى بعض الاسر متدنية وهولاء نسبتهم لايمكن تحديدها لضألتها في اوساط التشيع في وسط جنوب العراق مما شكل ثغرة كبيرة في الاداء الامني وبفعل تطور وسائل الاتصالات وسهولتها لجأت جماعات الارهاب التي انتظم فيها بقايا النظام ومنهم أئمة تلك المساجد والمرتبطين بهم وقاموا باعادة الاتصال بهم والسؤال عنهم وتوفير الاموال لهم وحثهم على الجهاد الوهابي موهمين اياهم بانهم يؤدون دورا جهاديا يشبه دور الصحابة في الصدر الاول للاسلام , حتى صوروا لهم الامر على انهم حجر الزاوية وقادة عظماء يسهمون في تطهير البلاد من المشركين الروافض الشيعة خصوصا ان اغلبهم استوطنوا في مناطق ومدن اخرى غير التي كانوا فيها لانهم مكشوفون هناك.اما في المجتمعات الجديدة فلا احد يعرف عنهم شيئا ولو تنبهت الاجهزة الاستخبارية لهولاء وراجعت ملفات الامن العامة واجهزة مخابرات واستخبارات وامن النظام السابق لتمكنت من فك رموز عدد كبير من الجماعات الارهابية النائمة والنشطة في محافظات وسط وجنوب العراق, وقد اثبتت تفجيرات البطحاء في الناصرية والبصرة وحتى الديوانية طبيعة الدور الذي لعبه النظام البائد في تلك الفترة وتأثيراته وامتدادته المتصلة حتى يومنا هذا فضلا عن استغلال بعض البعثيين القتلة من بقايا النظام ممن لادين لهم ولا اخلاق في تنفيذ مثل هذه العمليات الجبانة.لقد كشفت سلسلة العمليات الاجرامية المتواصلة هشاشة الاستحضارات الامنية وطبيعة العدو الذي يتحرك على الارض كما كشفت عن ضعف اجهزة الاستخبارات والاسباب برأيي تعود لطبيعة تركيبتها وبنائها فمثلا ان العنصر الاستخباري سين يتعامل مع أي قضية او شبهة بطريقة انتقائية تحكمه خلفيته العشائرية والمناطقية مما يفوت الفرصة على متابعة المئات من الحالات المشكوك بها او خيوط يمكن ان تقود لشبكات اجرامية مما يعني ان على المسؤولين اعادة النظر بشكل سريع في طبيعة الاجراءات التي يجب ان تتخذ للتقليل من عمليات القتل والموت المجاني التي تضرب الشارع العراقي محدثة المزيد من السخط والفوضى, هنا لابد من الاستفادة من هذه الدروس والتعامل معها بواقعية ولاننا لسنا اصحاب قرار فليس بايدينا الا ابداء النصح راجين ان نكون عونا لهم والله من وراء القصد ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كاتب المقال سعيد البدري
2012-07-29
الاخ احمد ... هذا امر متفق عليه بالتأكيد خصوصا مع انهيار وسقوط الاتحاد السوفياتي وصعود قوى التطرف ونموها بشكل كبير في المنطقة كما ان عداء ابن لادن للسعودية وخوفها منه ووجود عناصر موالية له في العراق سيجعل السعودية تفاوض صدام وكان يفكر انها ستعيده للساحة العربية وتتوسط لمصالحته مع امريكا مقابل التخلي عن هذه الفكرة لذا كانت فكرة دعم الوهابية ذات غرض مزدوج وهي تحقق اهداف النظام في كل اتجاهاتها
احمد
2012-07-28
السوال هو لماذا سمح المقبور صدام بن ابيه بانتشار المذهب الوهابي في العراق- هل كانت هذه صفقه بينه وبين ال سعود بعد حرب الكويت لضمان بقائه في السلطه ؟ ارجوا الاجابه مع الشكر
amir jebbr
2012-07-26
كل ماقلته ممتاز لكن الاهم من ذلك ان وسائلنا الاعلامية والتي يقودها الجهلة والمحاسيب لم تسلط الضوء مكثفا على افكار هؤلاء المجرمين رغم امتكلاكهم المساحة والحرية الكامله واكتفوا بالتعجب والتحليلات السياسية بينا شيوخ الوهابيه رسخوا افكارهم المزورة والمنسوبه للقران والسنة فهم يقلون يقول الله ورسوله ونحن نقول نحن نقول لهذا انتصر الفكر الوهابي وفشلنا وسوف يستمر هذا الفشكل طالما بقيا الاناننيون الفاشلون هم من يسيطر على الاعلام ولم نراجع انفسنا ولم يسمحوا لمن يعرف او يفتشوا عنه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك