المقالات

ماذا يعني كل ذلك؟

491 14:01:00 2012-07-30

احمد عبد الرحمن

انها ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها العاصمة بغداد وعدد من المدن العراقية العزيزة لسلسلة عمليات ارهابية منظمة تحصد ارواح مئات الناس الابرياء .وبين عمليات يوم الاثنين الماضي وعمليات ارهابية مماثلة وقعت قبل اسبوع وقبل شهر وقبل شهرين وقبل عام وقبل عامين واكثر ، كانت بغداد والانبار والموصل والنجف وكربلاء وبابل ومدن عراقية اخرى عديدة مسارح للاعمال الارهابية للتكفيريين والصداميين، ولانحتاج الى كثير من الجهد لضرب امثلة ومصاديق على ذلك.وقد لانأتي بجديد حينما نقول ان تكرار وقوع العمليات الارهابية، وبطرق ووسائل واليات متشابهة ان لم تكن متطابقة بالكامل يعني فيما يعنيه وجود خلل كبير وثغرات فاضحة، في اداء المؤسسات والاجهزة الامنية والعسكرية العراقية، فمثل هذه الاعمال الارهابية وبحكم تكرار وقوعها تؤسر الى عدة حقائق مؤلمة، تحتم على الحكومة ان تعيد النظر بالخطط والاجراءات والسياقات الامنية، وتحتم على القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية وفي ادارة شؤون الدولة ان تتعاطى بمسؤولية اكبر مع ما يجري على ارض الواقع من احداث مأساوية، وان تقدم مصالح البلد وابناء شعبه على مصالحها الخاصة. ومن تلك الحقائق ان الجماعات المسلحة -التكفيرية والصدامية-مازالت تحاول جاهدة تخريب البناء المؤسساتي للدولة العراقية، وذلك من خلال استهداف مختلف دوائر الدولة ومفاصلها وعموم الناس في الاسواق والشوارع والمدارس وغيرها، وكذلك مازالت تحاول اسكات اصوات الاعتدال سواء في الاوساط الدينية او السياسية او الاجتماعية او الفكرية، ومازالت تعمل جاهدة على ادق اسفين الخلافات والاختلافات، وبث بذور الشقاق بين مختلف مكونات المجتمع العراقي، ومازالت تسعى الى وأد المشروع الديمقراطي الناهض في العراق من بين انقاض وركام عقود من التسلط والديكتاتورية والاستبداد.ان رسائل الجماعات الارهابية المسلحة على اختلاف عناوينها ومسمياتها الى ابناء الشعب العراقي لم تعد غامضة، بل انها باتت واضحة ومفهومة الى ابعد واقصى الحدود.لايمكن لاي طرف كان ان يتنصل عن المسؤولية حيال ازهاق الارواح وسفك الدماء كل يوم، ولكن تبقى الحكومة بأعتبارها تمثل المفصل التنفيذي الاعلى في البلاد تتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية. ليس في مجال الامن فقط، بل في مجال الخدمات والبناء والاعمار وشتى المجالات الاخرى، والضعف والتراجع في أي منها لابد ان ينسحب على سواها.والخلل الامني يعني خللا اكبر يتطلب مراجعات جادة وموضوعية بين كل الشركاء من اجل ان يتحقق الاصلاح ويعالج الخلل.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك